العدد 1364
الإثنين 09 يوليو 2012
banner
هذه المرة تخزين مفرقعات،فماذا بعد؟
الجمعة 03 مايو 2024

الارهاب لا دين له ولا وطن،والارهابيون أناس لا يعرفون الرحمة ،فهم يبيعون أنفسهم للشيطان ولا يعرفون معنى الوطنية ولا معنى الوطن،فهم مجرد أدوات حقيرة بأيدي دول وعصابات وأجهزة استخبارات تستغل نفوسهم المريضة وحقدهم على البلاد التي يعيشون فيها وتدفعهم لتنفيذ عمليات معينة لهز أمن واستقرار أوطانهم.
 وعلى الرغم من أن البحرين لم تتعرض لعمليات إرهابية بالشكل الذي حدث في كثير من دول المنطقة،إلا أن ما حدث قبل أيام يملؤنا جميعا بالقلق.
فاكتشاف مستودع يضم أطنان من المفرقعات في قلب كتلة سكانية مسألة لا يجب السكوت عليها،فهذه ليست حادثة عادية ولكنها مؤشر على وجود مؤامرة كبيرة ونذير خطر على أمن هذا البلد الذي يعتمد على السياحة كمصدر من مصادر الدخل.
 نحن لا ندعو فقط  إلى القصاص العادل لردع كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد من هؤلاء الخونة الذي يضمرون شرا لوطنهم ويستخدمون كالدمى من قبل أعداء هذا الوطن،فالقصاص أمر مضمون وكلنا ثقة في القضاء البحريني ونزاهته،ولكننا ندعو لدراسة ما جرى بشكل واف ومعرفة جميع أطراف هذه الفعلة المشينة.
 ما نقصده هنا هو ضرورة الوقوف على كل المعلومات حول هذه المسألة الخطيرة، خاصة من قاموا بالتمويل، فهذه المرة سلمت الجرة،ولكن ليس كل مرة تسلم الجرة،ووجود هذه الكمية من المتفجرات داخل تجمع سكاني معناه أن الارهابيين كانوا بصدد تنفيذ مذبحة مروعة تهز أمن هذا البلد هزا عنيفا.
 أعداء البحرين موجودون في الخارج وفي الداخل ولن يتوقفوا عن نسج المؤامرات بعد أن نال مخططهم السابق ضربة موجعة،ويجب أن تظل أجهزة الأمن البحرينية على يقظتها دوما،فطالما أن هناك من لديه الاستعداد للخيانة وبيع الوطن،سوف تتواصل مثل هذه العمليات بأشكال جديدة.
 لقد عانت المملكة العربية السعودية الشقيقة من الإرهاب سنوات طويلة،ورغم الضربات الموجعة التي كانت توجهها سلطات الأمن فيها لخلاياه اللعينة،كنا نتفاجأ من وقت لآخر بعمليات إرهابية جديدة وتكتيكات جديدة،إلا أنها تمكنت في النهاية من قهر الإرهاب ومحو خلاياه من داخلها.
وقد تعرضت دول عربية أخرى كثيرة لمذابح مروعة على أيدي عملاء الإرهاب الأسود،مثل العمليات التي استهدفت السياح في مصر مرارا وسببت أضرار لهذا المورد الهام من موارد الدخل فيها،كما تعرضت العراق لما تعرضت له من عمليات وحشية على مدار السنوات الماضية.
 ونحن نريد أن نستفيد من الخبرات السعودية الكبيرة في هذا المجال ونكون بالمرصاد لخفافيش الظلام،ويجب ألا ننسى الغل الذي يملأ نفوس أركان المؤامرة الفاشلة،لأن الذي يخزن بارودا في منطقة عامرة  بالسكان من الممكن أن يتلقى سلاحا وذخائر من الخارج.
نسأل الله أن يرد كيد الخائنين في نحورهم ويحفظ البحرين من كل سوء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .