العدد 1315
الإثنين 21 مايو 2012
banner
مع من نتحد يا سماحة الشيخ؟
الجمعة 03 مايو 2024

هل هناك شعب عربي مسلم يرفض التعاون والاتحاد مع شعب عربي مسلم تجمعه به أواصر الدم والتاريخ واللغة والثقافة والمصير المشترك؟
هذا السؤال يجب أن يجيب عليه الشيخ عيسى قاسم دون غيره، لأنه يتحدث عن الوحدة بطريقة تشعر من يستمع إليه بأن الوحدة غول كبير سوف يبتلع الشعب وسوف يؤدي به إلى الهلاك والفقر والضياع وضياع الأحلام!
الشيخ عيسى قاسم اختار لنفسه خطابا عجيبا في هذه اللحظة التاريخية المهمة، وقال في خطبة الجمعة إنه “لا يمكن لأي دول أن تتحد فيما بينها، دون أن تستفتي شعوبها وتأخذ رأيهم بكل حرية واستقلالية، بعيدا عن كل التأثيرات والتأثرات”.
وأضاف قاسم أن إسقاط رأيها نهائيا وإلغاء إرادتها وتمرير إرادة الحكومة بلا مراجعة الشعوب في مسألة مصيرية بهذا الحجم، لا يكون إلا لأن الأمر لا يعنيها في شيء”.
ونحن لا يمكن أن نقول للشيخ إن هذه كلمة حق يراد بها باطل، فلكل شخص تقديره واحترامه، ولكن من حقنا أن نسأله أسئلة معينة.
فهل هذا هو الخطاب الديني المناسب للمرحلة الحالية؟ هل التركيز على ضرورة استفتاء الشعب في مسألة الوحدة هو كل ما يهم الشيخ في هذه المسألة؟ هل هذا أهم جانب في المسألة لكي يخصص له الشيخ خطبة الجمعة؟
وهل ما ورد على لسان الشيخ وهو على منبر رسول الله فتوى دينية أم رأي سياسي؟ وبمعنى آخر هل هناك سند واضح في الكتاب أو السنة، اللذان يتحدث بهما الشيخ في موقفه هذا، يدعم ما قاله الشيخ للمصلين؟ أم أنه موقف سياسي للشيخ في مواجهة الذين فرحوا باقتراب موعد الوحدة بين دول الخليج العربي؟
ماذا لو أن الشيخ خصص خطبته هذه للحديث عن الوحدة الإسلامية وأهميتها، خاصة في أوقات الخطر التي تتعرض له الدولة المسلمة؟ وماذا لو تحدث عن أهمية التكامل الاقتصادي والتعاون المشترك الذي يفيد الجميع ويعود بالرخاء على الشعوب ويزيد من قوة الدولة في منافسة ومواجهة غيرها من الدول؟
من المؤكد أن الشيخ يعلم علم اليقين أن التعاون الاقتصادي أو الاتحاد الكامل شيء يعود بالخير على أبناء الشعب البحريني، ويعلم أن في الاتحاد والدفاع المشترك بين دول الخليج العربي ما يحميها من الأخطار التي تتهددها.
الشيخ إذا لم ينشغل بالجانب الايجابي للمسألة ولكنه انشغل بنصف الكوب الفارغ كما يقال، وبدلا من أن يدعو الشعب إلى مباركة الوحدة والابتهاج بها، أرسل للناس رسالة سلبية واضحة لكل ذي قلب يعي، مضمون هذه الرسالة هو ارفضوا الوحدة وثوروا ضدها فقد تم تجاهلكم في هذه اللحظة التاريخية!
ألم يسمع الشيخ ومن يتبنون رأيه بما ترتب له دول الخليج الست منذ سنوات طويلة من تعاون اقتصادي ثم اتحاد جمركي ثم سوق مشتركة ثم اتحاد؟ أم أنه تفاجأ بذلك بعد التوجيه الرديء الذي أطلقه ملالي إيران؟
السؤال الأهم هو: لماذ يرفض الشيخ تحقيق الوحدة بين البحرين وشقيقاتها الخليجيات العربيات المسلمات؟
هل الأفضل أن تظل البحرين وحيدة وبلا سند لأن الشيخ ينظر إلى الشرق؟
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية