العدد 1314
الأحد 20 مايو 2012
banner
وداعاً للتقية
الجمعة 03 مايو 2024

الآن أصبحت الأمور أكثر وضوحا،فقد تخلى أصحاب التقية عن تقيتهم دون أن يدروا وانكشفت الأوضاع وأصبحت الحقيقة عارية تماما.
قبل ذلك كانوا يعملون في الخفاء ويضربون الوطن في الصميم ويهذبون انتماءهم لولاية الفقيه ويؤكدون على انتماءهم للبحرين وعروبتها ،خاصة وهم أمام الكاميرات التلفزيونية،ولكن الوضع الآن اختلف بشكل جذري،فقد جهروا بصوت مرتفع ووضوح لا لبس فيه أن مرجعيتهم ليست مرجعية وطنية، وخرجوا في لحظة واحدة مع الفرس ليحتجوا على عروبة الوطن الذي آواهم ويقولوا لبيك لسادتهم على الشاطيء الشرقي.
إنها لحظة فرز تاريخية فشلت أمامها كل أدوات التقية العتيقة،فمن يملك مرجعية وطنية من الطبيعي أن يميل لعروبته ويفرح للاتحاد مع من يشتركون معه في الأصل والتاريخ واللغة والمصير المشترك،ومن يرتبط بولاية الفقيه التي تتلاشى أمامها كلمة وطن، سوف يصبح مجرد صدى لما يجري هناك في طهران وفي قم،وسوف يقول لبيك لملالي إيران وليس لبيك يا وطن.
نحن لا نصدق أن المظاهرات التي خرجت في البحرين يوم الجمعة تقصد الوطن البحريني كما كتب على اللافتات،ولكن المقصود هو الوطن الايراني والقائد الذي يقال له لبيك هو المرشد الأعلى للثورة (الاسلامية).
كذبوا على العالم وقالوا أن مناوشاتهم الطائفية جزء من الربيع العربي وصدقهم الذين لا يعرفون شيئا عن البحرين،ثم جاء اليوم الذي انفضح فيه هذا الكذب بعد أن أعلنوا ولاءهم الصريح لملالي إيران.
إذا كانت إيران تقف ضد الاتحاد بين البحرين والسعودية وضد الاتحاد الخليجي بشكل عام،فهذا طبيعي بالنسبة لدولة توسعية لها أجندة معينة تجاه جيرانها ولها خططها الخاصة بالفتنة الطائفية في المنطقة،وهي لا تريد لدول الخليج العربي أن تتحول إلى كيان واحد قوي،لأن هذا يفشل مشروعها،ولكنها تريدها ضعيفة متفرقة كالريشة في مهب الريح.
ولكن الذي ليس من الطبيعي، بالنسبة لأناس يتمتعون بالجنسية البحرينية ويدينون بالاسلام ويتحدثون العربية ويقيمون تحت سماء البحرين العربية أن يرفضوا اتحاد البحرين مع دول عربية مسلمة تشكل كيانا جغرافيا واحدا على الشاطيء الغربي للخليج العربي!
الذين يتجاهلون كل هذه الحقائق يجب أن يخجلوا من أنفسهم لأنهم أثبتوا بالدليل القاطع أنهم طابور خامس وليسوا مواطنين موالين للبلد الذي يحملون جنسيته!
هل الوحدة والتعاون والتكاتف ،اقتصاديا ،وسياسيا ،وعسكريا ،بين دول الخليج العربي حرام في شرعهم؟ أم أنهم يريدون تجاوز الجغرافيا والتاريخ واللغة والثقافة العربية ويسعون إلى وحدة أخرى على أساس طائفي عفن؟
إننا في هذه المناسبة ندعو إخواننا الشيعة العروبيين الذين يرفضون ولاية الفقيه ويرفضون التبعية لطهران وأطماعها،أن يعلنوها واضحة الآن وأن يقولوا “لا “عالية وحاسمة للأطماع الصفوية التي تسعى للهيمنة على الخليج العربي،وأن يقولوا” لا” لملالي إيران المتعصبين الكارهين للعروبة وأهلها.
ولابد أن يتذكر الجميع في هذه اللحظة الهامة أن إيران خربت العراق فوق رؤوس كل العراقيين سنة وشيعة ولم تخدم أحدا سوى نفسها،وسوف تظل هذه هي غايتها وهدفها في البحرين وفي غيرها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .