العدد 1309
الثلاثاء 15 مايو 2012
banner
زيارة سمو ولي العهد للولايات المتحدة
الجمعة 03 مايو 2024

زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد للولايات المتحدة تعد زيارة ناجحة ومهمة في هذه الأيام، فهناك مؤشرات إيجابية واضحة تابعناها من خلال تصريحات المسؤولين الأميركيين الذين التقاهم سموه تبين أن ممارسة الدبلوماسية على مستوى القمة لها أهميتها في مثل الظروف التي تمر بها البلاد حاليا.
التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الأميركيون أثناء زيارة سمو ولي العهد تدعو إلى التفاؤل، خاصة ما يتعلق منها بشجب العنف والتأكيد على حق السلطات البحرينية في التعامل وفق القانون مع من يخرقون الأمن والنظام ويعوقون العمل والمرور ويسببون خسائر اقتصادية للبلاد.
نتمنى أن تكون هذه التصريحات مؤشرا على موقف أميركي جديد يحرص على استقرار البحرين وأمنها وليس مجرد تصريحات دبلوماسية من قبيل المجاملة، خاصة أن الموقف الأميركي من أحداث البحرين على مدى عام كامل، سبب لنا الكثير من الاحباط وخلق حالة من القلق لدى المواطن البحريني حول نتائج الاحتجاجات وأعمال العنف التي وقعت.
ووصل تحليل المواطنين البحرينيين والخليجيين لموقف الولايات المتحدة إلى حد تصور وجود اتفاق أو صفقة بين الولايات المتحدة وإيران على حساب أهل الخليج، رغم الصراع المستعر بين الدولتين بسبب البرنامج النووي الإيراني.
لابد أن تدرك الولايات المتحدة على وجه الخصوص أن مواقفها مما يجري في البحرين تتخذ كحجة ودليل لدى الكثيرين ممن تزيدهم هذه المواقف تشددا في مواقفهم وتدفعهم للمزيد من العنف ورفض الحوار، على اعتبار أن الدولة الأقوى في العالم أو الدولة الراعية للديمقراطية وحقوق الانسان تؤيد موقفهم.
وما يزيد خطورة الموقف الأميركي بالنسبة للبحرين، كون الولايات المتحدة حليفا استراتيجيا لها، وكون الولايات المتحدة على علم بأن أحداث البحرين، على وجه الخصوص، تحركها أصابع إيرانية ضمن مؤامرة واضحة لهز استقرار منطقة الخليج بأكملها.
ولا نبالغ إذا قلنا إن الموقف الأميركي غير الداعم للبحرين – في ظل معرفة الولايات المتحدة لطبيعة هذه المؤامرة – يكون بمثابة طعنة مؤلمة للبحرين لأنها تهدم مصداقية أي تحرك بحريني من أجل حلحلة المشكلات الراهنة، لأنها تعطي للمحتجين إشارات غير مباشرة لمواصلة احتجاجاتهم.
الولايات المتحدة لابد أن تساعد البحرين خلال المرحلة الحالية لكي تكمل ما دشنته من إصلاحات سياسية واجتماعية وحقوقية وإعلامية ارتضتها لنفسها بناء على مرئيات لجنة تقصي الحقائق الدولية التي أصدرت تقريرا حدد الأخطاء والمسؤوليات التي تم نشرها بكل شفافية والتحقيق مع كل من خرق القانون دون تمييز.
نتمنى أن يستمر تفاؤلنا حول الموقف الأميركي تجاه أوضاعنا الداخلية بعد هذه الزيارة المهمة التي قام بها سمو ولي العهد التي أعطت الكثير من الإشارات الايجابية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .