العدد 1301
الإثنين 07 مايو 2012
banner
جريدة «المصري اليوم» لا تعرف شيئا عن البحرين!
الجمعة 03 مايو 2024

خلال تصفحي للصحف المصرية في محاولة لفهم ما يدور في القاهرة من أحداث تحير اللبيب وتدمي القلوب، وقعت عيناي على تقرير نشرته جريدة «المصري اليوم» التي كنت أعول كثيرا على دقتها في نشر الأخبار ووقوفها على مسافة واحدة بين القوى السياسية المتصارعة في مصر حاليا.
نشرت صحيفة «المصري اليوم « تقريرا عن المواطن البحريني الدانماركي عبدالهادي الخواجة الذي يقضي عقوبة السجن بالبحرين حاليا، بعد أن أدانته محكمة بحرينية بتهمة محددة.
هذا التقرير يبين إلى أي مدى تتعامل وسائل إعلام عربية مع الحالة البحرينية باستهتار، بل بجهل تام مع ما يجري في البحرين، وهو أمر يدعو للصدمة، فقد كنا نلوم بعض الصحف الأجنبية المغرضة التي تسعى إلى تحقيق أجندات معينة في المنطقة وتقوم ببث أنصاف حقائق لخلق حالة من البلبلة سعيا لتفجير المنطقة برمتها.
كنا نعتقد أن جريدة المصري اليوم يمكن أن تضع الأمور في نصابها الصحيح على اعتبار أن لها تاريخا من المهنية يمنعها من تحريف الحقائق أو تضخيمها.
نحن لا نرفض أن تنشر «المصري اليوم» أو غيرها خبرا أو تعليقا أو حتى مادة رأي عما يجري في البحرين، ولا نلوم من ينتقد أي ظاهرة أو وضع معين في البحرين، فنحن لدينا حرية صحافة، والصحف البحرينية تقول ما تريد وتنتقد ما يستوجب النقد في الداخل البحريني، ولكننا نلوم على عدم الدقة ونلوم على التقارير المدسوسة التي لا يعرف لها مصدر أو كاتب أو سند.
لو كانت «المصري اليوم» قد نشرت هذا التقرير المعيب كمادة رأي بتوقيع أحد الكتاب لقلنا إن هذه وجهة نظر شخصية وأن وجهة نظر الكاتب تخصه وحده ولا علاقة لها بموقف الجريدة، ولو كان خبرا منقولا عن إحدى وكالات الأنباء لما شغلتنا المسألة، فالكل ينقل عن هذه الوكالات.
ولكن الجريدة طبقا لما رأيته على نسختها الالكترونية نشرت تقريرا بلا صاحب وبدأته ببداية متحيزة وغير مهنية مستندة لعبارات وردت في خطاب بعثه الخواجة نفسه إلى جهة ما ونقلت ألفاظا رديئة لا تليق بجريدة تخشى على مكانتها المهنية، لأنها تسيء إلى رمز بحريني بلا سند ولا دليل، سوى عبارة وردت في خطاب شخصي.
إذا كانت صحيفة مصرية كبيرة تنقل ما يشوه وجه الحقيقة في البحرين فلا يجب أن نلوم الصحف الأجنبية التي تنفخ في نار الطائفية نفخا وتسعى لإشعال حريق في كل ركن من أركان الوطن العربي المكلوم.
«المصري اليوم» قالت في تقريرها إن الخواجة أصبح رمزا وشعارا للبحرينيين، وكأنها لا تعرف شيئا على الاطلاق عن البحرين وما يجري فيها وما يراد لها.
وقالت إن الخواجة يقدس المقاومة السلمية ويرفض العنف ويوصي أتباعه قائلا «إذا مت فلا تلجأوا إلى العنف».
وبغض النظر عن مدى ملاءمة كلمة «مقاومة» في هذا السياق، فالجريدة ابتعدت تماما عن الحقيقة في البحرين، ونقلت كلاما لا يليق بمهنيتها، وكأن الخواجة حكم عليه بسبب كسر إحدى إشارات المرور وليس بسبب العنف والتحريض عليه.

زبدة القول:
عندما يضرب شخص معين عن الطعام، تصبح هذه هي الحقيقة الوحيدة لدى كثير من وسائل الإعلام،وتصغر أو تختفي أمامها أي حقائق أخرى.
لا يجب أن يؤدي التعاطف الإنساني مع الشخص المضرب عن الطعام إلى إهمال الحقيقة أو اجتزائها أو تزييفها، وإلا كان الإضراب عن الطعام هو وسيلة الخلاص لكل من يرتكب جريمة.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .