العدد 1297
الخميس 03 مايو 2012
banner
أكذوبة الحياد في الاعلام الغربي ( 2-2)
الجمعة 03 مايو 2024

حياد الاعلام الغربي كذبة انطلت على الكثيرين خاصة في عالمنا العربي،فالاعلام الغربي هو تعبير عن مواقف وأيدلوجيات وسياسات دول لها مصالح محددة،ولا يمكن لهذا الاعلام أن يخرج عما هو مرسوم له من خطوط حمراء،ولكننا كعرب دائما ننظر لما هو قادم من الغرب على أنه القدوة والمثل.
 الصحف البريطانية اتخذت من قضية عبد الهادي الخواجة سببا لتشويه البحرين دون سند علمي واعتمدت على رسائل القراء والمعارضين ولم تشغل نفسها بالاصلاحات التي جرت في البحرين طوال عشر سنوات مضت،وافترت على قيادات البلاد دون سند سوى رسائل أبلغت إليها من بعض القراء.
 وحتى لا نذهب بعيدا في  التعبير عن إحساسنا بالظلم بسبب ما اقترفته الصحف البريطانية المغرضة في حق بلادنا،نعود لما بدأناه بالأمس من تعليق على الدراسة الموثقة التي أصدرها مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية حول موقف هذه الصحف من قضية عبد الهادي الخواجة البحريني وهناء شلبي الفلسطينية خلال تناول هذه الصحف لاضراب كل منهما عن الطعام.
 وبعد الاشارة في عمود الأمس للنواحي الكمية ودلالاتها،نشير اليوم للنواحي الكيفية التي تبين أن كبريات الصحف البريطانية اتخذت من قضية الخواجة سببا لإدراج التظاهرات الطائفية في البحرين ضمن الربيع العربي، واعتبرت حالة الخواجة نموذجا قابل للتعميم فيما يتعلق بحقوق الإنسان في البحرين ،وأبت في الوقت ذاته أن تتخذ من قضية هناء شلبي سببا للحديث عن معاناة الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي،واعتبرت أن قضية هناء مجرد قضية فردية تخص هناء وحدها وليست صرخة شعب ضد الاحتلال الظالم.
 إنني أدعو جميع المهتمين بالشأن السياسي والإعلامي وقادة الرأي وأساتذة الجامعات ورجال الإعلام أن يرجعوا لهذه الدراسة لمعرفة كيفية التناول الصحفي لقضية الخواجة وقضية هناء شلبي، ليروا كيف اختلفت العناوين وظلالها ومعانيها من قضية إلى أخرى وكيف كانت المساحة المخصصة ونوعية المواد الصحفية وحجم المغالطة التي وجدت في المواد التي أساءت للبحرين وقيادتها ولم تتعرض لممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيين واكتفت بالإشارة العقيمة إلى القضية دون هجوم أو تنديد بهذه الممارسات،بينما استغلت كل مناسبة للنيل من البحرين وطمست إنجازاتها في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان،وخلطت بين الرياضة والسياسة،متخذة من فعالية الفورمولا سببا للتشهير وتضخيم ما يجري فيها بشكل عدائي.
 إن المواقف التي يتخذها الرأي العام الغربي،بل التي تتخذها الدول وقادتها يعتمد بشكل أساسي على ما تعرضه وسائل الاعلام في هذه الدول ،وبالتالي تتخذ الكثير من المواقف الظالمة وتمارس الضغوط  وتمرر الأجندات استنادا لما تورده هذه الوسائل مهما كان الذي تقدمه مجاف للحقيقة.
 كل الشكر والتقدير لمركز الخليج للدراسات الاسترتيجية ورئيسه الدكتور عمر الحسن على إمدادنا بهذه الدراسة العلمية القيمة.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية