العدد 1182
الإثنين 09 يناير 2012
banner
الإعلام الرسمي... لماذا المكابرة؟
الجمعة 03 مايو 2024

عندما استدعى عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لجنة تقصي الحقائق برئاسة البروفيسور بسيوني لتقصي الحقائق وجمع المعلومات عن ما جرى في البحرين وفرزها بشكل مهني، فقد فعل ذلك لأنه يحب مملكة البحرين ويعشق ثراها ويخاف عليها من الأذي، ولأنه رجل يتصرف كما يتصرف الملوك العظماء عبر التاريخ عندما تتعرض شعوبهم وبلدانهم للخطر.
وعندما منح جلالته لهذه اللجنة كل الصلاحيات والتسهيلات التي تمكنها من القيام بعملها بكل حرية ومهنية، فقد فعل ذلك لأنه قدم البحرين ومصلحتها العليا على ما سواها وأراد النجاة والبقاء للمملكة العزيزة التي بناها.
وعندما صدر تقرير اللجنة أصغى جلالته إليه بكل تقدير وأخذ كل ما جاء فيه بجدية تامة، وفتح ذراعيه من جديد للجميع دون استثناء وأقسم أن يداوي كل الجروح.
هذا ما كان من أمر رب الأسرة البحرينية، فماذا كان من أمرنا نحن كشعب، كيف كانت استجابتنا لما ورد في التقرير؟هل تقبلنا التقرير وتعاملنا معه من منطلق وطني ورغبة صادقة في درء الخطر عن هذا البلد الذي نحبه؟أم نظرنا للمسألة من وجهة نظر شخصية ضيقة وشغلتنا المصلحة الضيقة عن المصلحة الأوسع التي هي مصلحة الوطن؟
إذا كان التقرير قد أثبت ملاحظات أو سلبيات على أداء الاعلام البحريني الرسمي، فيجب علينا أن نتقبل هذا إذا كنا نريد المصلحة لهذا البلد، وليس معنى وجود ملاحظات أن هذا الاعلام فاشل أو خائن أو لا يريد الخير لهذا البلد.
وما أفعله أنا أو غيري بكل إخلاص وبكل حسن نية تجاه البلاد قد يكون فيه الضرر لها دون أن أدري، وبالتالي فإن من الواجب على كل وطني مخلص أن يستمع بكل احترام لما يوجه إليه من توصيات أو حتى انتقادات، لأن الكل، الذي هو الوطن، أهم من الجزء الذي هو الاعلام أو غيره.
ولو نظرنا إلى ما قام به الاعلام الرسمي في مصر وسوريا وليبيا وتونس، لوجدنا أن الاعلام يتحمل مسئولية كبيرة في الفساد الذي تغلغل في هذه البلاد وكان سببا في اندلاع الثورات فيها، ومع ذلك كان صناديد الاعلام هناك يعتقدون أنهم وطنيون وأنهم يفعلون الشيء الصحيح.
ولو فكرنا بعمق فيما جرى في حقل الاعلام البحريني خلال الفترة الماضية لأدركنا أن التطورات التي جرت، والتي تجرى حاليا، تصب في خانة خدمة الوطن والحفاظ عليه عن طريق فتح باب الحريات على مصراعيه من خلال القنوات التي ستبث من على أرض البحرين وما هو مخطط لها من حيث المحتوى الاعلامي الذي سينقل البحرين إلى مصاف الدول المتقدمة في مجال الاعلام.
الذي جرى إذن في مجال الاعلام هو نوع من الاستجابة- سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة – لما ورد بالتقرير من توصيات. وقد أشدنا بهذه التطورات ونتمنى أن تثبت الأيام ما توقعناه عن حرية الاعلام البحريني وقدرته على القيام بدوره في بناء هذه الوطن ودرء الحطر عنه.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية