العدد 1168
الإثنين 26 ديسمبر 2011
banner
حماك الله يا أرض الكنانة
الجمعة 03 مايو 2024

رغم المؤامرات، ورغم كثرة الأعداء الساعين إلى ذبح مصر وتحويلها إلى صومال جديد، إلا أننا واثقون أن مصر ستتجاوز هذه المحنة، وسوف يخيب ظن كل من ألقوا على وجهها التراب والطين، مصر كنانة الله في أرضه، وقد أحب الرسول صلى الله عليه وسلم أهلها وأوصى بهم خيرا، ووصف جندها بأنهم خير أجناد الأرض.
مصر تمر بمحنة كبيرة وتواجه لحظات حرجة، ومما يؤسف له أن بعض أبنائها لا ينتبهون إلى ما يراد لها ويساهمون بحسن نية في دفع بلدهم الذي نحبه ونعشقه مثلهم إلى حافة الهاوية.
ما نشر عن وجود مخطط أجنبي لإدخال مصر في الفوضى وتحويلها إلى أطلال في نفس اليوم الذي قامت فيه الثورة المصرية قبل عام وهو الخامس والعشرين من يناير، هو شيء يدعو للفزع، فقد تحدثت جهات سيادية مصرية إلى وسائل الإعلام عن رصد مبالغ خرافية من قبل جهات أجنبية من أجل تدشين حرب أهلية فيها، فهل ينتبه أبناؤها المخلصون لما يحاك لها من مؤامرات؟
لماذا لا يترك الإخوة المصريون التجربة الديمقراطية الجديدة تسير في طريقها حتى نهايته؟ألم يرتضوا جميعهم الاحتكام إلى صناديق الاقتراع ويطالبوا بتحقيق الديمقراطية الكاملة؟لماذا التخريب الذي أصبح سمة يومية؟
إن على القوى الشريفة في مصر الشقيقة – وفي مقدمتها جماعة الاخوان المسلمين ذات الأغلبية البرلمانية- والقوات المسلحة المصرية ذات التاريخ النظيف، أن تتحمل مسئوليتها أمام الله والوطن وتقوم بكل ما يجب القيام به للنجاة بمصر والمرور بها إلى بر الأمان، لأن سقوط مصر في الفوضى لا قدر الله سيجر المنطقة كلها إلى الخراب.
لابد للقوى الوطنية الشريفة في مصر حاليا أن تنسى الصغائر وتنسى الأهداف قصيرة المدى وتضع كل ما يهال على رأسها من التراب تحت قدميها لكي ترتفع أكثر وأكثر، تماما كالغزال الذي سقط في البئر وانتظر من الفلاح أن ينقذه من المأزق الذي وقع فيه، ولكن الفلاح الذي كان ينوي دفن البئر وجدها فرصة لاستخدام هذا الغزال لملأ فراغ معين وبدأ هو ومن معه إالقاء الرمال والطين والقاذورات فوق الغزال لإكمال دفن البئر.
وعندما أدرك الغزال ما يدور وأيقن أن الفلاح لم يستجب لصرخاته، بدأ يمارس شيئا عجيبا، حيث بدأ ينتفض ويقفز عاليا كلما ألقيت فوقه الرمال والقاذورات فتسقط هذه تحت قدميه فترفعه إلى أعلى حتى وصل إلى أعلى البئر وقفز منه رغم كل ما ألقي فوق رأسه من قاذورات.
فهل يستطيع شرفاء مصر ومعهم رجال القوات المسلحة الشرفاء الذين حققوا النصر في السادس من أكتوبر 1973 أن يفعلوا مثل ما فعل الغزال ويضعوا كل ما يواجههم من شتائم واحتجاجات وعقبات واحباطات تحت أقدامهم حتى يصلون بأرض الكنانة إلى بر الأمان؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية