العدد 1167
الأحد 25 ديسمبر 2011
banner
حلم الاتحاد الخليجي..هل يتحقق؟
الجمعة 03 مايو 2024

“نحن مستهدفون بأمننا واستقرارنا،لذلك علينا أن نكون على قدر المسئولية”،هكذا تحدث خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز أمام قمة الرياض الثانية والثلاثين لدول مجلس التعاون الخليجي،داعيا إلى تجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد.
دول مجلس التعاون الخليجي بلا استثناء معرضة لتهديدات داخلية وخارجية،وهذه التهديدات تزداد بشكل واضح للقادة قبل الشعوب.
وكلام خادم الحرمين موجه بطبيعة الحال لقادة دول المجلس أكثر ما هو موجه لشعوبه،لأن الشعوب الخليجية في رأيي الشخصي،ليست فقط مستعدة للاتحاد في كيان واحد،ولكنها تحلم منذ وقت طويل بهذا الاتحاد،ولو أجرينا استفتاءا لهذه الشعوب لجاءت النتائج مؤكدة لهذا الكلام بنسب عالية ربما تصل إلى شبه إجماع على رغبتها في قيامه اليوم قبل الغد.
اللغة واحدة،والثقافة واحدة والتاريخ واحد والدم واحد والمستوى المعيشي متقارب فما الذي يمنعنا من الاندماج؟
لقد اتحدت أوروبا ذات اللغات المختلفة والثقافات المتباينة في كيان واحد،فلماذا لا يكون لنا كيان كبير ككل الكيانات الموجودة في العالم.
لم يبق عذر إذن لقادة دول المجلس لكي يتخذوا خطوات تنفيذية سريعة على طريق تحقيق الوحدة الخليجية الكاملة.
الأمر كما قال خادم الحرمين جد خطير ودول مجلس التعاون مهددة بخطر التفكك والانهيار إن هي لم تتحرك بسرعة نحو صنع أمنها بنفسها دون الاستناد لأي توازنات أو رهانات دولية دولية،وهذا الأمن لن يتحقق إلا بوجود كيان خليجي واحد يكون له قرار اقتصادي واحد وقرار سياسيي واحد يجعل العالم يفكر قبل أن يهدد أو يسمح بتهديد هذا الكيان.
لقد شاهدنا وفهمنا المواقف الاقليمية والدولية مما جرى في البحرين من احتجاجات خلال فبراير ومارس الماضيين،وهذا أمر يدعو إلى القلق الشديد حول مستقبل جميع دول مجلس التعاون الخليجي وليس فقط مستقبل البحرين.
لقد وصل الأمر بقوى إقليمية إلى حد وصف قوات درع الجزيرة التي جاءت لمعاونة أجهزة الأمن البحرينية بأنها قوة احتلال،في حين كانت المواقف الدولية غامضة وتدعو للارتياب.وهذا يؤكد على عدم وجود حرص على استقرار البحرين من قبل هذه القوى.
لا يتخيل أحد أن طريق الوحدة سيكون سهلا أو مرحبا به من الدول الاقليمية والعالمية،ولكن علينا أن نختار بين خوض هذا المشوار بصعوبته المتوقعة وبين تعرض دولنا لخطر الفوضى الأمنية كمقدمة للتدخل الخارجي الذي إن حدث في إحدى الدول سيتنقل حتما إلى غيرها،وتكون النهاية هي قولنا “أكلت يوم أكل الثور الأبيض”

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .