لب الأسنان اللبنية قد ينقذ حياة الطفل مستقبلا
استشارية طب الفم والأسنان د. أمل السمك
تتساقط الأسنان اللبنية عند أطفالنا جميعًا، ولم يفكر أحد منا بالاحتفاظ بهذه الأسنان، فالأطفال بعد سقوطها يقومون بالاحتفاظ بها ظنًا منهم أنهم بإمكانهم الحصول على أمنية عند قدوم جنية الأسنان، وبعد أيام يتم التخلص من هذا السن. ولكن هل تعلمون أن العالم اليوم أصبح يتجه للاحتفاظ بالأسنان اللبنية بعد سقوطها بشرط أن تكون سليمة ونظيفة وخالية من التسوس والالتهابات، ولكن لماذا يا ترى؟
وجدت الدراسات الحديثة أن لب الأسنان اللبنية وسن ضرس العقل يحتوي على الخلايا الجذعية التي يمكن أن تساهم في علاج العديد من الأمراض، فإذا تم تخزين أسنانك أو أسنان طفلك السليمة بواسطة بنك الخلايا الجذعية المحترف، فستتم معالجة الخلايا الجذعية المحتملة داخلها وتجميدها بالتبريد لاستخدامها لاحقًا. وبعد تجميدها يتم استخدامها في علاج بعض الأمراض في المستقبل، إذ يمكن لهذه الخلايا المجمدة إصلاح أنسجة الجسم التالفة وبالتالي شفاؤها.
وفي هذا الصدد أكدت استشارية طب الفم والأسنان في مركز يوني كير وطب الأسنان د. أمل السمك أن الخلايا الجذعية تتركز في لب الأسنان اللبنية؛ إذ إنها غنية بالخلايا الجذعية. ولكون هذه الأسنان تبقى حتى عمر 12 عاما فهي تعد مصدرا غنيا للخلايا الجذعية. أما المصدر الثاني فهو سن العقل، على أن يكون نظيفا، ويتم خلعه بسبب بروزه بشكل غير طبيعي مع ضرورة أن يكون سليما وخاليا من الالتهابات والتسوس.
والمصدر الثالث هو الرباط السني والخيوط الرفيعة بين جذر السن والعظم، إذ وجد أنها غنية بالخلايا الجذعية. وأوضحت السمك أنه ما زالت المحاولات لاستخدام الخلايا الجذعية لزراعة الأسنان محدودة والدراسات قيد التجارب أولية، وإلى الآن لا يوجد أي تطبيقات في أي مكان في العالم. الدراسات بينت أنه بالإمكان زراعة الأسنان باستخدام الخلايا الجذعية، إلا أنه يجب انتظار التجارب ونتائجها.
وقالت د. أمل «إن من المهم الاحتفاظ بالخلايا الجذعية؛ لدورها في علاج العديد من الأمراض خصوصًا بعض أنواع السرطانات مثل سرطان الدم والأمراض العصبية، إذ إن بعض أنواع الأمراض يمكن علاجها باستخدام الخلايا الجذعية». جاء ذلك خلال لقاء مع «صحتنا في البلاد» فيما يلي نصه...
ما الخلايا الجذعية الموجودة في الأسنان اللبنية؟
إن الخلايا الجذعية تعتبر الخلايا الأم أو الأساس التي منها يتكون باقي خلايا الجسم والأنسجة الأخرى. وتتميز هذه الخلايا بقدرتها العالية على التطور والتمايز إلى خلايا أخرى، فعند وضعها في أي مكان في الجسم يمكن أن تتحول هذه الخلايا إلى نفس الخلايا الموجودة في المكان الجديد الذي وضعت فيه. يمكن أن تتحول هذه الخلايا إلى خلايا دم أو خلايا عصبية أو خلايا دماغية أو خلايا عضلة القلب، فإذا زرعت هذه الخلايا مع الخلايا العصبية تتحفز بسبب إشارات معينة وتتحول إلى خلايا عصبية.
إن الخلايا الجذعية هي الخلية الأساس التي تتكون لدينا من خلايا جنينية وخلايا بالغة، فالخلايا الجنينية تتكون عند الجنين ولكن البالغة موجودة في نخاع العظم وموجودة في الحبل السري عند الطفل وقد اكتشف حديثا وجودها في لب السن.
ما الدراسات التي طرحت بشأن الخلايا الجذعية الموجودة في الاسنان اللبنية؟
وجدت الدراسات، التي ما زالت قيد الدراسة، أن هناك خلايا جذعية يمكن استخراجها من لب أسنان الأسنان اللبنية وضرس العقل، فالأسنان اللبنية يمكن خلعها في وقت سقوط الطبيعي ولا يكون فيها تسوس أو التهاب، ولكون أن الحصول على الخلايا الجذعية من الأسنان يجب أن يكون من سن سليم فهذا ما يمكن أن يتحقق في الأسنان اللبنية؛ بسبب سقوطها بشكل طبيعي، لذا فإنها تحتفظ باللب.
كما أن ضرس العقل يتم أحيانًا خلعه بسبب وضعه غير الطبيعي أثناء البروز، لذا يتم خلعه ويمكن استخراج الخلايا الجذعية من لب السن.
ووجد أيضًا أن الخلايا الجذعية قد تكون موجودة في الأربطة السنية الموجودة حول جذور السن.
ما هو العلاج بالخلايا الجذعية؟
هذه الخلايا تتكون خلال الأسبوع السادس من تطور الجنين في الرحم وتكون الحبل السري والنخاع ولب الأسنان.
هذه الخلايا المستخرجة من لب السن مطابقة للطفل الجنين، كما أن هناك احتمالية كبيرة أن تطابق هذه الخلايا الجذعية مع أحد أفراد العائلة. هذه الخلايا الجذعية يمكن الاحتفاظ بها في حال حدوث أي مرض مستقبلًا ويمكن اللجوء إليها وقت الحاجة.
ما نسبة تطابق الخلايا الجذعية للفرد بالنسبة إلى الأقارب؟
الخلايا الجذعية مطابقة إلى الشخص نفسه بنسبة 100 %. كما أنها مطابقة إلى أفراد العائلة بنسبة 50 %. ونسبة التطابق هذه تعد بمثابة تأمين صحي مستقبلي إلى الفرد وأفراد العائلة، إذ يمكن اللجوء إليها وقت الحاجة لعلاج العديد من الأمراض.
هل يمكن أن تعالج الخلايا الجذعية الموجودة في الأسنان اللبنية بعض الأمراض مستقبلا؟
موضوع الخلايا الجذعية ما زال تحت الدراسة، وإلى الآن لم يطبق بشكل واسع، إلا أنه بحسب الدراسات يمكن أن يعالج الأمراض العصبية، عضلة القلب، وترميم العظام.
وبالنسبة إلى الأسنان لا يوجد تطبيق عملي حتى الآن، إذ إن التجارب ما زالت في المراحل الأولى، وعلى الرغم من ذلك فإن من المتوقع أن تساعد الخلايا الجذعية في لب الأسنان على زراعة الأسنان بوضع الخلايا الجذعية محل السن المخلوع وبعد مضي بضعة أشهر قيد يبرز سن جديد، إلا أن الدراسات ما زالت قائمة بهذا الشأن.
هل بالإمكان زراعة الاسنان بواسطة الخلايا الجذعية؟
ما زالت المحاولات لاستخدام الخلايا الجذعية لزراعة الأسنان محدودة والدراسات قيد التجارب أولية، وإلى الآن لا يوجد أي تطبيقات في أي مكان في العالم. الدراسات بينت أنه بالإمكان ذلك، لكن علينا انتظار التجارب ونتائجها.
أين تتركز الخلايا الجذعية في الأسنان؟
تتركز الخلايا الجذعية في لب الأسنان اللبنية، إذ إنها غنية بالخلايا الجذعية، ولكون أن هذه الأسنان تبقى حتى عمر 12 عاما فهي تعد مصدرا غنيا للخلايا الجذعية.
أما المصدر الثاني فهو سن العقل على أن يكون نظيفا ويتم خلعه بسبب بروزه بشكل غير طبيعي مع ضرورة أن يكون سليما وخاليا من الالتهابات والتسوس.
والمصدر الثالث هو الرباط السني والخيوط الرفيعة بين جذر السن والعظم، إذ وجد أنها غنية بالخلايا الجذعية.
هل وجود الخلايا الجذعية في لب الأسنان أعطى أملا في علاج بعض الأمراض؟
نعم، ففي الغالب لا يتم الاحتفاظ بالحبل السري، لكن اليوم يمكن الحصول على الخلايا الجذعية من 20 سنا، فلقد وجدت الدراسات أن هناك أملا بالحصول على 20 سنا لبنيا. هذه الأسنان تتجمع فيها الخلايا الجذعية خصوصًا أنه تم اكتشاف أن هذه الخلايا تكون في ذروتها عند جذر السن، إذ يمكن للإنسان الحصول عليها في أي عمر.
هل يعني ذلك أهمية الاحتفاظ بالأسنان اللبنية بعد سقوطها؟ وكيف تتم عملية الحفظ؟
أعتقد أنه يجب علينا البدء في التفكير بالاحتفاظ بالأسنان اللبنية، خصوصًا أنه في الغالب لا يتم حفظ الحبل السري، إلا أنه يمكن الاحتفاظ بالأسنان اللبنية بعد سقوطها بشكل طبيعي أو سن البلوغ أو ما يطلق عليه بضرس العقل.
عملية الحفظ ليست عادية، إذ يجب أن تكون وفق معايير ونظم معينة، تبدأ بأهمية أن يكون السن المخلوع نظيفا وخاليا من الالتهابات والبكتيريا، وبعدها ترسل إلى بنك الخلايا الجذعية، وهناك يحتفظ بها بالتبريد بدرجة حرارة 180 تحت الصفر للحفاظ عليها.
ما أهمية الاحتفاظ بالخلايا الجذعية؟
من المهم الاحتفاظ بالخلايا الجذعية لدورها في علاج العديد من الأمراض خصوصًا بعض أنواع السرطانات مثل سرطان الدم والأمراض العصبية، إذ إن بعض أنواع الأمراض يمكن علاجها باستخدام الخلايا الجذعية. هذه الخلايا الجذعية تتميز بقدرتها على الانقسام والتطور بعد زرعها في المكان المتضرر، ونتيجة قدرتها على الانقسام والتطور تنقسم إلى خلايا جديدة وصحية.
فالاحتفاظ بالخلايا الجذعية بمثابة تأمين إلى الإنسان، فهي رصيد طبيعي يمكن أن يستخدمه الإنسان عند إصابته بمرض يمكن علاجه بالخلايا الجذعية.