+A
A-

المدير الطبي للمستشفى الملكي للنساء والأطفال د. حسن عبدالرحمن:

يمثل‭ ‬المستشفى‭ ‬الملكي‭ ‬للنساء‭ ‬والأطفال‭ ‬إضافة‭ ‬مميزة‭ ‬لحقل‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬والصحية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وهو‭ ‬كما‭ ‬وصفته‭ ‬وزيرة‭ ‬الصحة‭ ‬فائقة‭ ‬الصالح‭ ‬في‭ ‬لقائها‭ ‬بالمسؤولين‭ ‬عن‭ ‬المستشفى،‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬الحيوية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تدفع‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬والتطوير‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالخدمات‭ ‬الصحية،‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬الضمان‭ ‬الصحي،‭ ‬الذي‭ ‬سيمكن‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬اختيار‭ ‬مزود‭ ‬الخدمة‭ ‬المناسب‭ ‬لاحتياجاتهم،‭ ‬وهذا‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬لخدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬والإسهام‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬المتخصصة‭ ‬للنساء‭ ‬والأطفال‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

هذا‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬أما‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬فالمستشفى‭ ‬يمثل‭ ‬خصوصية‭ ‬نوعية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬توفيره‭ ‬خدمات‭ ‬الولادة‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬الأساسية‭ ‬والمتقدمة‭ ‬للنساء‭ ‬والأطفال‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تحت‭ ‬سقف‭ ‬واحد،‭ ‬وهو‭ ‬المستشفى‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المخصص‭ ‬للنساء‭ ‬والأطفال‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬مجموعة‭ ‬شاملة‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬السريرية‭ ‬من‭ ‬العمليات‭ ‬الجراحية‭ ‬المتقدمة‭ ‬والعامة‭ ‬والتجميلية‭ ‬وأمراض‭ ‬النساء‭ ‬إلى‭ ‬أبسط‭ ‬الفحوصات‭ ‬الصحية‭ ‬الوقائية،‭ ‬كما‭ ‬يضم‭ ‬المستشفى‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أحدث‭ ‬وحدات‭ ‬العناية‭ ‬المركزة‭ ‬لحديثي‭ ‬الولادة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المستشفيات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

في‭ ‬حوارنا‭ ‬مع‭ ‬المدير‭ ‬الطبي‭ ‬للمستشفى،‭ ‬استشاري‭ ‬الباطنية‭ ‬والروماتيزم‭ ‬د‭. ‬حسن‭ ‬يوسف‭ ‬حسن‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬سنقرأ‭ ‬جوانب‭ ‬مهمة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الصرح‭ ‬الطبي‭ ‬الكبير‭. ‬ويبدأ‭ ‬ضيفنا‭ ‬حديثه‭ ‬بتوجيه‭ ‬الشكر‭ ‬والامتنان‭ ‬إلى‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وإلى‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬وريادة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬المجال‭ ‬الطبي،‭ ‬وتميزها‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬طيلة‭ ‬فترة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭) ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استمرار‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬وسائر‭ ‬نواحي‭ ‬الحياة،‭ ‬التي‭ ‬تجلت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حزم‭ ‬الدعم‭ ‬لكل‭ ‬الفئات،‭ ‬وهذا‭ ‬يدل‭ ‬دلالة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬إيمان‭ ‬قيادة‭ ‬البلاد‭ ‬بالتنمية‭ ‬وتوفير‭ ‬متطلبات‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬وكذلك‭ ‬تقديرها‭ ‬للخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬وارتباط‭ ‬التنمية‭ ‬بصحة‭ ‬الإنسان‭.‬

الانطلاقة‭ ‬واعدة‭ ‬وكذلك‭ ‬الخطط‭ ‬المستقبلية‭ ‬التي‭ ‬ندرسها‭ ‬تحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الطموح

أول‭ ‬انطباع‭ ‬حال‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬أن‭ ‬الصرح‭ ‬الطبي‭ ‬يبدو‭ ‬كبيرًا،‭ ‬فلنتحدث‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬التأسيس؟‭ ‬

في شهر مايو من العام 2019 كانت انطلاقة المستشفى، وفي الحقيقة درسنا المشروع من جميع جوانبه، لا سيما أن مملكة البحرين في حاجة إلى هذه الخدمات الأساسية بوجود مستشفى متخصص في رعاية النساء والولادة وخدمات الأطفال، ولدينا في البحرين العديد من المستشفيات العامة والخاصة تقدم خدماتها التي تشمل الجراحة والنساء والولادة والأطفال إلا أنه لا يوجد مستشفى متخصص بشكل رئيس في تقديم خدمات النساء والولادة والأطفال مثل المستشفى الملكي للنساء والأطفال، ولننظر إلى جانبين مهمين، أولهما أن عدد المواليد في ازدياد، ويعتبر ذلك من المؤشرات المتقدمة التي تدل على مستوى الدول، أي زيادة عدد المواليد وانخفاض الوفيات، سواء بين الأمهات أم المواليد الجدد وفق معايير منظمة الصحة العالمية، والبحرين من الدول المتقدمة في هذا المجال. أما الجانب الآخر، فنجد على سبيل المثال أن دولة الإمارات العربية المتحدة كمنوذج فيها مستشفيات من كل التخصصات، لكن نجد مستشفى سمو الشيخة لطيفة يقدم خدماته للنساء والولادة والأطفال، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء المستشفى الملكي للنساء والأطفال، وبحمد الله، كانت الانطلاقة واعدة وكذلك الخطط المستقبلية التي ندرسها تحمل الكثير من الطموح.

 

قفزة في الخدمات

درستم‭ ‬الوضع،‭ ‬فإلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬وجدتم‭ ‬توافر‭ ‬البيانات‭ ‬والرؤى‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬و«نهرا»،‭ ‬وكيف‭ ‬تقيّمون‭ ‬عمل‭ ‬المستشفى‭ ‬في‭ ‬الأعوام‭ ‬الثلاثة‭ ‬الماضية؟‭ ‬

تربطنا علاقات طبية مع وزارة الصحة والهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية «نهرا»، وكلتا الجهتان داعمتان للمشروع ونتوافق معهما في الرؤى بشأن وجود مستشفى تخصصي يقدم خدمات للنساء والأطفال، ولذلك وجدنا التأييد من جانب وزارة الصحة، فالمشروع تأسس على مؤشرات علمية نظرًا لوجود حاجة في الحقل الطبي لهذه الخدمات التخصصية، بل وحتى اختيار المنطقة، فقد اخترنا منطقة الرفاع بالمحافظة الجنوبية؛ لكونها في حاجة إلى مثل هذا المشروع، والتجاوب كان ممتازًا في أول عامين، ثم قفزت الخدمة في العام الثالث، فحالات الولادة تتراوح بين 50 و70 ولادة في الشهر، وبالتالي فإن هذا العدد يحتاج إلى توافر رعاية وعناية مكثفة للأطفال حديثي الولادة وكذلك للأمهات، وهذا ما نقوم به، بل نسعد أيضًا بتقديم الخدمات المساندة للمستشفيات القريبة كمستشفى عوالي ومستشفى قوة دفاع البحرين لا سيما في حال وجود ضغط في الخدمات على المستشفيات الأخرى.

أكثر قوة والتزاما

الفترة‭ ‬الماضية،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬كانت‭ ‬صعبة‭ ‬بلا‭ ‬شك،‭ ‬فما‭ ‬استراتيجية‭ ‬العمل‭ ‬التي‭ ‬اعتمدتموها‭ ‬لسير‭ ‬العمليات‭ ‬وضمان‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭ ‬وفق‭ ‬توجيهات‭ ‬اللجنة‭ ‬التنسيقية‭ ‬العليا‭ ‬والفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي‭ ‬لمكافحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا؟‭ ‬

من الأهمية بمكان التأكيد هنا أن العمل المؤسسي الصحي يتطلب صبرًا مدعومًا باستراتيجية عمل واضحة، وهذا يسري أيضًا على رؤية المستثمرين، فالاستثمار في القطاع الصحي ليس كأي مجال آخر يحقق منفعة مباشرة، وقد وضعنا في الاعتبار أن هذا النوع من الاستثمار يأتي عائده بعد 5 أو 6 سنوات على الأقل، وهذا يتطلب المتابعة والإشراف بصبر والعمل بتأن، وبالفعل كما أشرتم، فقد كانت فترة الجائحة صعبة جدًا وتأثرنا كما تأثر كل العالم، وتأثرت المستشفيات الحكومية والخاصة، لكن هناك أمور مهمة انتهجنا فيها آلية العمل، حيث نجحنا في فترة الجائحة بأن تكون الخدمات في مستوياتها العليا لا سيما مع زيادة عدد المواليد، ثم إن الإجراءات المتبعة وفقًا للإجراءات وتطبيقًا لتعليمات الفريق الوطني الطبي من تقليل عدد الزيارات للمستشفى والأطفال والمرافقين في فترة الولادة والقيود المتعددة سارت بشكل منظم، آخذين في عين الاعتبار أن هناك آثارا نفسية واقتصادية على المرضى وعلى الموظفين بالمستشفى وكوادره مثل تنظيم جداول الإجازات، لكن خرجنا ولله الحمد أكثر قوةً والتزاما.

 

وماذا‭ ‬عن‭ ‬استقطاب‭ ‬الكفاءات‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬النساء‭ ‬والولادة‭ ‬والأطفال‭ ‬أو‭ ‬التخصصات‭ ‬الأخرى؟‭ ‬

ركزنا على استقطاب الكفاءات في طب النساء والولادة بصورة جيدة جدًا ولدينا أسماء مميزة مثل د. مريم الأحمدي ود. سنجواني كاهوالي ولهما خبرة طويلة في البحرين، وكذلك في مجال الأطفال أدخلنا غالبية التخصصات ولدينا مركز متخصص للأطفال في كل فروعه أسميناه مركز التميز للأطفال، لرعاية الأطفال حديثي الولادة بقيادة د. هيثم الخواجة ود. عيسى يوسف السعد، أضف إلى ذلك أن المستشفى يهتم بالجهاز الهضمي والعظام وجراحة الأطفال والحساسية والمناعة لدى الطفل، وكل هذه التخصصات تسهم في تقديم رعاية متكاملة للطفل، ثم إن لدينا خدمات الجهاز الهضمي للكبار أيضًا فضلًا عن الصغار، ودعني أخبركم وأخبر القراء الكرام بأن خطة التوسع لدينا قائمة في مجالات خلاف النساء والولادة والأطفال، ولك أن تعلم أن لدينا طاقم تخدير ذا خبرة وكفاءة عالية، وبالنسبة لمركز التميز للأطفال فهو يقدم خدماته لأطفال الأنابيب والأجنة وللمرضى الذين يعانون من مشكلات العقم وعدم الإنجاب، ويساعد المركز بحرص على حفظ معلومات وخصوصيات المرضى، فهذا جانب، مهم ولدينا مركز للعظام وعلاج الألم للكبار، علاوة على خطة للتوسع في خدمات القلب والجهاز التنفسي عما قريب بعون الله.

مستقبل الجهود البحثية

إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬تركزون‭ ‬على‭ ‬البحوث‭ ‬والدراسات‭ ‬الطبية؟‭ ‬

البحوث والدراسات لها أهمية بلا ريب، وقد بدأنا مع مجلة طبية دولية شهرية تعنى بما يقدمه الأطباء من خلال بحوثهم، أضف إلى ذلك ما نسجله من جانب أطبائنا لا سيما بالنسبة للحالات النادرة التي يتم تشخيصها في مستشفانا، وهناك خطة لإجراء البحوث وفق الإطار الذي يتماشى مع عمل المستشفى ووفق التوسع المرحلي الذي نأمل أن يشهد مزيدا من الجهد البحثي والعلمي مستقبلًا.

 

من‭ ‬خلال‭ ‬خبرتكم،‭ ‬ما‭ ‬أكثر‭ ‬الحالات‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والخليج‭ ‬والتي‭ ‬تحتاج‭ ‬لرفع‭ ‬معدلات‭ ‬التوعية‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬أمراض‭ ‬النساء‭ ‬والولادة‭ ‬وكذلك‭ ‬الأطفال؟‭ ‬

هي الأمراض الوراثية التي يمكن القول إنها منتشرة بشكل واضح في البحرين، ولهذا نهتم بالتحليل الجيني وتشخيص تلك الأمراض ومنها نقص الخميرة والأنيميا المنجلية والسكر، أما بالنسبة للنساء فنرى حالات تقلبات مستوى السكر، والداء السكري كما تعلمون منتشر في الخليج والمنطقة العربية، والبحرين من الدول التي تزداد فيها نسبة الإصابة بداء السكري من النوعين الأول والثاني، وهناك أيضًا حالات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.

مسيرة خدمات تاريخية

ترى‭ ‬ما‭ ‬المقومات‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬البحرين‭ ‬مركزًا‭ ‬طبيًا‭ ‬إقليميًا؟‭ ‬

أعتقد أن من المهم جدًا التركيز على توظيف المقومات، فالبحرين بلد متميز وستبقى كذلك من ناحية موقعها الجغرافي وسمات شعبها الطيب والكريم والمنفتح على العالم والثقافات والحضارات، ولو جئنا على مستوى العراقة حتى في مجال الاستثمار المالي والمصرفي فهي من أوائل دول الخليج والأقدم في هذا المجال، وبالنسبة للناقلة الوطنية (طيران الخليج) فهي تتمتع بمسيرة خدمات تاريخية؛ لأنها في مقدمة دول الخليج، وبالتالي نرى كل المقومات متوافرة، وليس أدل على ذلك من وجود مستشفيات لها صيتها كمستشفى الإرسالية الأميركية، ومركز محمد بن خليفة بن سلمان التخصصي للقلب وهو مركز عالمي حقيقة، ويقدم خدماته للمرضى من كل الدول الخليجية والعربية، وما أريد قوله هو تكامل الخدمات العلاجية ووجود الكفاءات، ما يمهد لتقديم خدمات طبية تضاهي الدول المتقدمة في هذا المجال، وهذا ما نؤمن به ونركز عليه.