بقلم يوسف وحسن أحمد عادل المرزوق
شجرة اللوز
في قطعة أرض صغيرة زرع والدي ووالدتي فسيلة نخيل وبعض الخضروات.. بدأت المزروعات في الاخضرار والنمو وأمي تسقيها وترعاها وأنا وأخي ووالدي نساعدها..
قالت أمي: "ما رأيكم لو زرعنا شجرة.. أي شجرة سنختار؟".
- "امممممم.. شجرة اللوز يا أمي.. كم أحب اللوز الأحمر والأصفر... اممم.. إنه لذيذ"..
- شجرة اللوز.. فكرة رائعة ولكنها ستحتاج لوقت طويل حتى تنمو وتكبر وتثمر.. هل ستنتظرها حتى تكبر؟".. قالت والدتي، فقلت لها: نعم بالتأكيد يا أمي الحبيبة.. سترين.
ومن أحد البساتين القريبة، اشترى والدنا فسيلة شجرة اللوز وكم كنا فرحين حينما غرسناها، وأصبحنا نسقيها كل يوم.. مضت شهور.. لكن شجرة اللوز كبرت وكبرت ولم تثمر! حتى شعرنا بالملل واليأس وتركنا رعاية الشجرة.. قلت لأبي: "متى ستثمر شجرتنا؟ لقد انتظرت طويلًا..
ربما ستثمر في فصل الصيف القادم"..لاحظت أمي أننا لم نعد نهتم برعاية شجرة اللوز، ولكنها فرحت حينما شاهدتنا ذات يوم نقوم بتنظيف الأرض وإزالة الحشائش وري الشجرة وحين رأينا أمي تنظر إلينا بسرور قلنا لها: "مرحبًا يا أمي.. لقد كنا مخطئين في إهمال شجرتنا طول هذه الفترة، لكننا فكرنا وقررنا أن نرعى الشجرة والمزروعات ولا نهملها.. سنرعاها كل يوم، ننتظر بشوق".
مرت الأيام تلو الأيام.. وذات يوم.... أمي.. أمي.. الحمدلله.. مرحى.. لقد أثمرت شجرة اللوز.. انظري، ها قد التقطنا لها صورًا بهاتفي الجوال... انظري يا أمي.. كم نحن سعداء.. ابتسمت أمي وقالت.. مبروك.. لقد كبرت شجرتنا وأثمرت.. مع أنكما تركتما العناية بها ولم تواصلا سقايتها لكنني كنت أعتني بها وأسقيها وأنتما لا تعلمان، وكم فرحت عندما رأيتكما تهتمان بالشجرة من جديد.. انظرا يا حبيبَي.. ها هي شجرتنا بدأت تثمر".
قال لنا أبي: النجاح يا أبنائي ثمرة الصبر والاجتهاد والمثابرة.
شجرة اللوز كبرت.. وفرح عاطف وأصدقاؤه أيضًا باللوز الأحمر اللذيذ.