بقلم حنين أحمد المسجن
عصفورة وقطة
اعتاد مصطفى أن يشارك شقيقه الأصغر "مهدي" وهو يطعم عصفوره الصغير صباح كل يوم بيده قبل أن يذهبا إلى المدرسة.
ولكن.. ذات يوم استيقظ مهدي صباحًا ولم يجد العصفور: أين عصفوري.. أمي.. أبي... عصفوري ليس في القفص.. مصطفى.. تعال وانظر.. لا أدري أين ذهب عصفوري..
بحث مصطفى ومهدي في أرجاء المنزل مع والديهما.. لكنهم لم يجدوا العصفور! فقال والده: "يا مهدي لا تحزن.. ربما طار العصفور لأنك نسيت باب القفص مفتوحًا.. لا بأس.. سأشتري لك عصفورًا جميلًا غيره".
ومع ذلك، بكى مهدي إلى أن وصل مع أخيه مصطفى إلى المدرسة.. لكن يا ترى، ما الذي يدور في رأسه؟
بعد أن أنهى مهدي واجباته المدرسية عصرًا.. واصل البحث عن عصفوره في المنزل وفي الحديقة لكنه بدا غضبانًا هذه المرة: "لابد أن تكون تلك القطة الشريرة هي التي أكلت عصفوري.. سألقنها درسًا لن تنساه".. ثم حمل في يده عصًا وشاهد القطة تجلس على سور المنزل فلاحقها وهو يلوح بالعصا: "تعالي إلى هنا.. سأضربك ضربًا مبرحًا.. لماذا أكلت عصفوري؟"..
توقف يا مهدي.. لا تضرب القطة.. هذا حرام.. ما أدراك بأنها أكلت العصفور.. قال مصطفى.
لكن مهدي لم يتوقف وكان يركض ويبكي ويتوعد بضرب القطة بالعصا..
وبالفعل.. حاولت القطة الاختباء تحت سيارة والده وهنا ضربها بالعصا فصرخت.. مياااااااو.
ما زال مهدي حزينًا، فقد كان يحب عصفوره كثيرًا.. جلس مصطفى بقربه وقال له: "يا مهدي.. لقد وعدك والدي بأن يشتري لك عصفورًا جميلًا..
ربما طار العصفور وربما هو الآن يتنقل بين الأشجار مع العصافير.. لكن دع القطة المسكينة ولا تضربها"..
وفي هذه الأثناء، دق جرس باب المنزل.. فذهب مصطفى ومهدي ليفتحا الباب وكانت مفاجأة جميلة بالنسبة لهما.. كان الطارق هو جارهم الحاج صالح وفي يده قفص صغير وفيه عصفور مهدي.. قال الحاج صالح: "لقد علمت من والدكما أن عصفوركما الصغير قد هرب من القفص.. لقد وجدته في منزلي.. أطعمته وسقيته وها هو يعود لكما".
طار مهدي من الفرح وشكر الحاج صالح وعانق شقيقه مصطفى وهو يقول: "لقد عاد عصفوري.. كم أنا مسرور.. أمي.. أبي.. لقد وجدت عصفوري".
شعر مهدي بالراحة وهو يضع عصفوره في قفصه.. وبعد لحظات.. أحضر آنية صغيرة وملأها بالحليب ووضعها بالقرب من سور المنزل لكي تشربه القطة المسكينة التي ضربها بالعصا وهي تنظر إليه من على سور المنزل وقال: "آسف يا قطتي الصغيرة لأنني ضربتك.. لن أفعلها مرة أخرى".