بقلم دانة كمال محمد
عمل الخير
في إحدى القرى عاش فلاح فقير في ظروف سيئة، حيث كان يعمل يوميا.
وفي اليوم الذي يمرض فيه لا يجد الطعام، ومع ذلك كان راضيا بحاله لا يشكو ولا يتذمر، وكان ما يقلقه خوفه الشديد على مستقبل ابنه الوحيد، فهو قد استطاع تحمل سوء الحياة، ولكن ماذا عن ابنه؟ إنه مازال صغيرا، والحياة ليست سهلة، فكيف سيعيش في عالم لا يؤمن سوى بقوة المال؟
وفي يوم من الأيام وبينما الأب يتجول في أحد المراعي، سمع صوت كلب ينبح نباحا مستمرا، فذهب الأب مسرعا ناحية الكلب، فوجد طفلا غارقا في بركة من الوحل، ويصرخ بصوت غير مسموع من شدة الخوف. في هذه اللحظة لم يفكر الأب بل قفز بملابسه في بحيرة الوحل وأمسك بالصبي وأخرجه وأنقذ حياته ثم عاد لبيته مسرورا.
وفي اليوم الثاني جاء إلى بيت الأب الفقير رجل تبدو عليه علامات النعمة والثراء، وعرف أن هذا الثري هو والد الصبي الذي أنقذه من الموت، ابتسم الثري للأب ثم قال له: لو قدمت لك الشكر طوال حياتي فلن أوفي لك حقك، أنا مدين لك بحياة ابني، اطلب مني ما شئت من أموال أو مجوهرات أو ما يقر عينيك.
أجاب الأب الفقير: أنا لم أفعل سوى التصرف الصحيح وأي فلاح مثلي كان سيفعل مثل ما فعلت، فولدك مثل ابني والموقف الذي تعرض له كان من الممكن أن يتعرض له ابني أيضا.
رد الثري: حسنا طالما تعتبر ابني مثل ابنك فأنا سوف آخذ ابنك وأتولى مصاريف تعليمه حتى يصبح رجلا متعلما نافعا لأسرته ولبلاده.
طار الأب من الفرحة، ولم يصدق ما يسمع، فأخيرا ابنه سوف يتعلم في مدارس العظماء. وبالفعل تعلم الصغير في أرقى المدارس وظل ينتقل من مرحلة إلى مرحلة حتى تخرج طبيبا.
ومرت الأيام وعاش ابن الأب الفقير في أحسن عيشة وأحسن عمل وتحققت أمنية الأب لابنه وعاش كل منهما في سعادة.
إن فعل الخير هو أفضل عبادة يمكن أن نقدمها لله، فيجب علينا فعل الخير وأن نتمنى الخير للجميع.