بقلم نبراس علي عيسى هلال
دُمية جدتي
لدى أمل دمية جميلة أهدتها إياها جدتها. تحب أمل دميتها القطنية كثيرًا؛ لأنها تُذكرها بأيام جدتها قبل أن تتوفى.
في يومٍ من الأيام طلبَ إخوة أمل الصغار الدمية منها ليلعبوا بها. رفضت أمل في البداية، لكن بعد إصرارهم الشديد وافقت.
أخذَ الأخوان التوأمان الدمية وراحا يلعبان بها في حديقة المنزل، بينما أمل ذهبت لمشاهدة التلفاز.
مر الوقت وتعب التوأمان من اللعب في الحديقة فدخلا داخل المنزل تاركين الدمية خارجًا، عالقةً بينَ الحشائش الطويلة، فحديقة المنزل خضراء مليئة بالحشائش والأشجار.
ذهب التوأمان لمشاهدة التلفاز مع أختهما أمل، شاهد الأخوة مسلسلًا كرتونيًا يتحدث عن الطبيعة.
في هذه الأثناء كان الكلبُ "دودو" يلعبُ خارجًا في الحديقة. شاهدَ الكلب "دودو" الدمية القطنية على الأرض بين الحشائش الطويلة، "دودو" مرتبٌ جدًا يُساعدُ الأطفال الصغار دائمًا في ترتيب ألعابهم. أمسكَ "دودو" الدمية بفمه، فأحدثت أسنانه ثُقبًا في الدمية وتناثر القطن على الأرضِ.
دخل الكلب "دودو" للمنزل ومرّ في الصالةِ دون أن ينتبه له أحد؛ لأن الجميع مندمجٌ في مشاهدة التلفاز. وضعَ الدمية في داخل صندوق الألعاب وخرج.
عندما انتهى المسلسل الكرتوني سألت أمل أخوتها: أين دُميتي؟
نظر التوأمان لبعضمها نظرة دهشة وقالوا بصوتٍ واحد: أين الدمية؟!
بحث الجميع عن الدمية، وطلبت أمل المساعدة من أمها التي كانت في المطبخِ تعد طعام الغداء. لم ينجح أحد في العثور على الدمية. يأست أمل وصارت تبكي وتحتضن أمها.
قالت أمل: دميتي أثمن من أن تكون لعبة، لأنها ذكرى من جدتي.
تأثر التوأمان لبكائها وراحا يبحثان من جديد، راحا يبحثان عن القطة "لوسي" فهي تحبُ الأشياء الناعمة والقطنية.
عندما عثرا عليها كانت القطة نائمةً في سلتها المغطاة بقطعة قماشية ناعمة، كانَ شكلها جميلا وهي تحتضن خيوط الصوف الزهرية. تركها التوأمان وأخذا يبحثان في مكانٍ آخر.
مسحت أمل دموعها، وقررت ألا تستسلم، لابد أن تجد الدمية، فهي موجودةٌ في البيت ولن تطير!
خرجت أمل للحديقة، كان الكلبُ "دودو" يلعبُ بكرةٍ صغيرة، حين رآها صار يقفزُ فرحًا ويدورُ حولها. لاحظت أمل بعض القطن على أقدام "دودو"، ثم نظرت في المكان وشاهدت القطن على الأرض، صارت تمشي وتجمع القطن، تمشي وتمشي وتمشي حتى وصلت إلى صندوق الألعاب. حين فتحت الصندوق بكت، كان بطن الدمية القطنية خاليًا من القطن!
لم تستسلم أمل، ذهبت لأمها تطلب منها المساعدة. أم أمل خياطة ماهرة، أخذت القطن الذي جمعته أمل وأعادته لبطن الدمية وخاطت قماش الدمية بالخيط والإبرة فعادت الدمية جميلة كما كانت، وعادت معها ابتسامة أمل.
اعتذر التوأمان من أختهما أمل لأنهما لم يحافظا على الأمانة، قبلت أمل اعتذارهما، فالمهم أن ذكرى جدتها لم تضِع.