بقلم ميثم زكريا رضي
سِحر
أنا أدعى سالم، لست سالمًا من أي شيء من أشكال الأذية، فالسحر يسيطر عليّ، عندما أذهب إلى المدرسة تودعني أمي بابتسامة، فتنبت لي أجنحة بيضاء كبيرة تطير بي إلى المدرسة، أدخل الصف، يستقبلني الطلاب ويضحكون، لكن لا يدوم الضحك، حتى قال أحدهم إنه وسيم، أبو نظارة، ويضحك جميع الطلاب.
نظرت إلى أجنحتي، رأيت الريش يسقطـ، وبدأ جناحي يقصر، وتبخر وخرج بركانٌ يكاد أن ينفجر بقوة، إلى أن دخل المعلم، وسلم عليّ فتحول البركان إلى زهرة بيضاء.
قال الأستاذ: يا طلاب أخرجوا الأقلام، لكي نبدأ الامتحان، في هذه الأثناء هجم على الزهرة وحش اسمه وحش وتّار، وصار المكان أسود ومظلمًا، وبغبار شديد وزع الأستاذ الاختبار، صرخ وتّار: أنت لا تعرف، أنت لا تعرف، بصدى عالٍ، وكلما صرخ وتّار أصبتُ بذعرٍ شديد أفقدني تركيزي إلى أن وصل المحارب (هدوء)، وضرب وتّار بسيفه الحادّ فانقسم الوحش إلى نصفين، وقال هدوء: اهدأ يا سالم أنت ذاكرت كل الدروس، لذلك لا داعي للقلق.
قال المعلم هيا بدأ الوقت، أجبتُ على أسئلة الامتحان، إلا سؤالًا واحدًا، رأيتُ ظلًا كبيرًا على ورقتي، يبدو أن وحشًا آخر قادم، إنه الوحش حبّاط الذي يمتصّ كل طاقة إيجايبة.
ضعف المحارب هدوء وسقط على الأرض متعبًا، تقدم حبّاط وقال ضاحكًا: لقد هلكت يا سالم، لم تعرف الإجابة، حاولتُ التذكر لكن كلام حبّاط يضيق عليّ، كان الوحش يزداد قوة، أخذتُ نفسًا عميقًا، هدأتُ قليلًا، إلى أن خطرت إجابة ببالي وكتبتها، كنت أتمنى بشدة أن تكون الإجابة صحيحة، وهذا ما أضعف حبّاط وقوّى المحارب هدوء، ركض الوحش بعيدًا، قال لي المحارب هدوء: لقد هزمته يا سالم وقد انتهت مهمتي، أراك مرة أخرى.
قال المعلم انتهى الوقت، وسلمنا أوراق الامتحان ليعلن لنا النبأ المهم، تقرر عودتنا للمنزل الآن.
انفتحت بوابة المدرسة الكبيرة وتراكض جميع الطلاب فرحين وعادت أجنحتي البيضاء كبيرة وقوية وطرت للبيت.
أخبرت أمي بما حدث فقالت: أحسنت يا سالم هزمت الأشرار بسحرك.