توقفوا عن الصراخ قبل فوات الآوان
1. تحول الطفل إلى عدواني: تبين من خلال الدراسات التي أجريت حديثًا على الأطفال أن الطفل الذي تعرض للصراخ وهو صغير ومنذ بداية حياته، والذي اعتاد عليه على أنه أسلوب في التربية، يكون الطفل الأكثر عدوانية من الناحية الجسدية والنفسية. فالصراخ بالنسبة له هو هجوم عليه، وبالتالي ينقص شعور الطفل بالأمان تدريجيًا ليصبح طفلًا عدوانيًا لا يهتم بمشاعر الآخرين؛ لأنه فقد ذلك النوع من الاهتمام.
2. الضرر في الصحة الجسدية: يعمل الصراخ في وجه الطفل وبطريقة مباشرة على زيادة تعرض الطفل للقلق والتوتر خصوصًا في فترة النوم. وهذا يسبب له القلق وقلة ساعات النوم، وقد يتطور الأمر تدريجيًا ليصبح التبول اللاإرادي أحد الأضرار الجسدية التي يتعرض لها الطفل، إضافة للمشكلات الجسدية الأخرى مثل مشكلات النمو الناتجة عن عدم انسجام هرمونات الطفل مع وضعه نتيجة ذلك الخوف.
3. تصرفات الطفل السيئة: بمجرد أن يبدأ الوالدان أو أحدهما بالصراخ على الطفل، يبدأ الطفل بالبحث عن طريقة أخرى غير الصراخ ليشعِر الآخرين أنه منزعج. قد يتخذ الطفل أسلوب التصرفات السيئة مثل الألفاظ التي منعه الأهل من التلفظ بها، فهو يقولها فقط محاولًا التعبير لوالديه عن أنه غير راض عما يفعلانه من صراخ وغيره.
4. التأثير على الدماغ: هذا النوع من الضرر لا يمكن استيعابه بنفس السرعة. عندما قام المختصون بعمل تحليل إشعاعي لأدمغة أطفال تم الصراخ عليهم في الصغر وأطفال آخرين لم يتعرضوا للصراخ، وجدوا أن هناك فروقات واضحة جدًا في المناطق المسؤولة عن معالجة الصوت واللغة والقدرة على الاستيعاب بين نوعي الأطفال هذين.
5. احتمالية الإصابة بالاكتئاب: لأن الصراخ حالة مستمرة يستخدمها الأهل فإن نتائج استمرارها مضرة جدًا ولها جوانب عميقة مثل الحزن والخوف، وهو ما يسبب الإصابة بالاكتئاب على المدى البعيد. أظهرت الدراسات أن هناك روابط بين الصراخ والاكتئاب، فمعظم الأطفال الذين تعرضوا للاكتئاب هم نفس الأطفال الذين كان أسلوب الصراخ هو المتبع في بيوتهم.
6. انعدام الثقة بالنفس: يؤدي الصراخ المتكرر ولأي سبب تدريجيًا إلى انعدام الثقة بالنفس، حيث يشعر الطفل بأنه مهما فعل ومهما قال فالصراخ هو الشيء الوحيد الذي سيقابله، وهذا يمنح الطفل انطباعًا سلبيًا بأنه طفل غير محبوب وغير مرحب بوجوده، فهم يقابلون رفض وجوده معهم من خلال الصراخ عليه.
7. تعرض الطفل لمشكلات في التركيز: لأن الصراخ المتكرر له أضرار على المدى البعيد، فإن أحد الأضرار التي يتعرض لها الطفل في حال استمرارية الصراخ عليه هي مشكلات في التركيز. تقل نسبة التركيز لدى الطفل تدريجيًا، حتى تصبح شبه معدومة؛ نتيجة الصراخ عليه. فالطفل عندما يتعرض للصراخ يحاول أن يتهرب من الموقف نفسه، فيجبر نفسه على تشتيت أفكاره، وهذا بالنسبة له طريقة للدفاع عن النفس وتجاهل الموقف الذي تعرض له، ما يسبب له قلة التركيز لمجرد هروبه من الواقع.
8. اعتياد الطفل على الصراخ كأسلوب: قد يكون استخدام الأهل للصراخ في المرة الأولى فعالًا ويأتي بنتائج جيدة؛ نظرًا لخوف الطفل من الصوت العالي ومحاولته تلبية ما يرغب به والداه فقط ليتوقفا عن الصراخ. إلا أن هذه الفعالية ستقل تدريجيًا كلما تكرر الصراخ، حيث يعتاد الطفل عليه ويصبح الأسلوب المتبع من قبل والديه، فيصير الصراخ في وجهه أمرًا عاديًا ويبدأ باستخدامه تدريجيًا دون الاهتمام لأضراره.
9. زيادة عصبية الوالدين: كما أن لكل فعل رد فعل، فهكذا الصراخ، حيث يعتاد الأهل على الصراخ ويتوقعوا من الطفل الطاعة وعمل ما عليه عمله. إلا أنه ومع مرور الأيام وبتكراره في وجه الطفل يشعر الطفل بأنه روتين، وأن الصراخ أمر يومي، فيفقد رغبته بتقديم الطاعة. هذا يزيد من غضب الوالدين وعصبتيهما، وقد يبحثان عن أسلوب آخر له ضرر أكبر من ذلك على طفلهما.
10. مشكلات بين الأب والأم: خصوصًا عندما يكون أحدهما غير راض عن أسلوب الصراخ، وبنفس الوقت غير قادر على إقناع الطرف الآخر. تبدأ المشكلات بينهما بسبب قبول ورفض التصرفات المتبعة في التربية، وكل هذا يكون أمام الأطفال، فيشعرون بأنهم سبب ذلك، وهو ما يزيد الأمر سوءًا.