«مستشفى هيفاء»... خدمات متميزة ومتنوعة في طب العين
د. مأمون عبدالفتاح
يعد الحول من أمراض العيون الشائعة، فما هو الحول؟
الحول هو انحراف إحدى العينين عن مركز أو مكان النظر أو التركيز، ففي حال تركيز الإنسان المصاب بالحول تكون إحدى العينين في اتجاه التركيز في حين أن الأخرى تكون في اتجاه معاكس لها. ولأن العين تتحكم بها 6 عضلات تقوم بتحريك العين بمختلف الاتجاهات بما فيها الاتجاه الدائري، لذا فإنه عند وجود مشكلة يكون هناك خلل في اتجاه تحريك العين.
ما أنواع الحول عند الأطفال؟
أكثر أنواع الحول شيوعًا في فترة الطفولة وتحديدا خلال السنة الأولى لعمر السنتين هو الحول الأنسي الولادي، الذي يبدأ عادة بعمر 6 شهور، إذ تكون إحدى أو كلتا العينين إلى الداخل. وعلاجه يكون جراحيًا في حال عدم وجود مشكلة بالنظر. أما النوع الثاني الذي يكون بعد عمر السنتين فهو الحول الذي يرافقه ضعف النظر، وقد تبدأ أعراضه من سنتين إلى 5 سنوات ويسمى بالحول الأنسي التكيفي.
والنوع الثالث وهو الشائع بين الأطفال حتى 15 سنة هو الحول الوحشي، وهناك نوعان، فقد يكون حول وحشي متقطع وهو الأكثر شيوعًا، إذ تكون العينان إلى الخارج بعض الأوقات أو معظمها أو 50 % من الأوقات، وهذا النوع شائع بين الأطفال ويبدأ بعمر السنتين، وعلاجه يعتمد على الحالة. أما النوع الأخير فهو الحول الوحشي الثابت، إذ تكون العين دائمًا للخارج وهو الأقل شيوعًا.
ما أسباب الإصابة بالحول؟
هناك العديد من الأسباب التي قد تسبب الحول، إلا أن ذلك يعتمد على نوع الحول، فالأخطاء الانكسارية في العين، أو بعد/ قصر النظر، قد يسبب الحول، إضافة إلى أن نقص النظر في عين واحدة مثل المصابين بكسل العين أو المياه البيضاء أو ضغط العين، قد يسبب الحول.
ومن مسببات الحول أيضًا وجود مشكلة في الشبكية، وبعض الأسباب العصبية كالشلل المخي، وهناك أسباب لها علاقة بالأورام في الدماغ أو ترهلات على الدماغ أو الإصابة بمتلازمة داون ساندروم، فهؤلاء الأشخاص معرضون للإصابة. وهناك أسباب أخرى لها علاقة بعضلات العين وأمراض الغدة خصوصًا الدرقية، قد تسبب الحول.
أما إصابة الأطفال بالحول الأنسي فقد تكون بسبب الولادة المبكرة، فالخدج معرضون للإصابة بالحول، ومن الأسباب الوراثة وإصابة الأم أو الجنين بالالتهابات، كما أن نقص الأكسجين لدى الطفل أو الوليد وتناول بعض الأدوية قد يزيد من احتمال الإصابة بالحول الأنسي الولادي.
متى يتم اكتشاف الحول؟
الحول الولادي الأنسي يتم اكتشافه عند بلوغ الرضيع عمر 6 شهور، وفي حال ملاحظة الأهل وجود حول قبل هذا العمر يجب اللجوء إلى الطبيب المختص؛ لتجنب مشكلات العين مستقبلًا. فقد تكون هناك تغيرات في العين متقطعة وتختفي في عمر الشهرين إلى 3 أشهر، إلا أنه لابد من مراجعة الطبيب للتأكد مما إذا كان الحول كاذبا أو لا، وكل ذلك يعتمد على أول فحص من قبل الطبيب الأطفال أو طبيب التوليد وعلى مراقبة الأهل لعين الطفل، إذ إن ذلك سيساعد على تشخيص الطفل.
هل يمكن أن يصاب الكبار بالحول؟
نعم، قد يصاب بعض الأفراد بالحول في الكبر، وقد يكون ذلك نتيجة إصابتهم بالحول في الصغر، فقد يعود الحول بعد إجراء العمليات الجراحية في الكبر؛ لوجود بقايا منه.
وهناك أنواع مختلفة من الحول تصيب الكبار ولها علاقة بأمراض الغدة الدرقية أو السكر أو الجلطات أو الأورام ويكون السبب وجود ضرر على الأعصاب، إضافة إلى أن الحوادث التي يتعرض الإنسان على الرأس قد تسبب الحول.
ما أعراض الحول عند الكبار؟
الأعراض الواضحة والأكثر شيوعا هي الرؤية المزدوجة، ضعف، ألم في العين، قلة النظر، عدم القدرة على القراءة والرؤية بشكل صحيح، صداع، تعويض المشكلة بتحريك الرأس يمينا أو يسارا لإراحة العين.
ما علاجات الحول؟
يعتمد العلاج على نوع الحول والسبب الرئيس. فعلاج الحول الأنسي الولادي في معظم الأوقات يكون علاجا جراحيا، ويعتمد ذلك أيضًا على درجة الحول، أما علاج الحول الأنسي التكيسي فيكون بارتداء النظارات.
وبالنسبة للحول المتقطع الوحشي تكون خيارات العلاج متعددة، فقد يكون بنظارة والمراقبة والجراحة أو العلاج بالتدريب، لذا لدينا أكثر من خيار، وهذا يعتمد على نوع الحول والمسبب.
عموما فإن علاج الحول يبدأ جراحيًا لعضلة أو عضلتين أو 3 عضلات، وقد يكون العلاج بحقن البوتكس، الذي اخترع منذ البداية لعلاج حول العين، وهو إجراء غير جراحي، إذ يتم حقن العضلات بما يساعد على ثبات العين وهذا ينجح في حالات الحول الولادي والحول عند الأطفال، وقد يكون خيارا لمن لا يرغب بالجراحة.
أما العلاج بالنظارة فهو يفيد المصابين بالحول المتقطع الأنسي والوحشي ودرجات الحول القليلة.
والعلاج الرابع هو العلاج بالتدريب الذي يفيد أنواعا محددة، وذلك بتدريب عضلات العين لتعود لمكانها، كما يمكن العلاج بالتدريب المكثف لتحسين كسل العين وبتالي يصبح النظر متساويًا في العينين، وبذلك يتحسن الحول.
يجب فحص الرضيع عند الولادة للكشف عن الانعكاس الأحمر
ما أهمية الفحوصات المبكرة؟
أهمية الفحص تبدأ منذ الولادة؛ وذلك للكشف عن الانعكاس الأحمر والتأكد من وجوده الطبيعي، الذي يكشف عند الولادة من طبيب الأطفال. والفحص المبكر عند الولادة قد يساعدنا في الكشف عن المياه البيضاء ومشكلات الشبكية والمياه السوداء، والكشف في المراحل المبكرة قد يجنب الطفل الكسل الدائم في العين.
وهناك بعض الفحوصات الدورية التي يجب على الأهل القيام بها مع الطفل خصوصًا في السنة الثالثة من عمر الطفل؛ للكشف عن العيوب الانكسارية أو الحول الخفيف، وللكشف عن قصر النظر والكسل وضعف النظر الناتج عن مشكلات سواء في القرنية، العدسة، الشبكية أو العصب، ودائما ما نشدد على أهمية فحص الطفل خصوصًا فحص النظر قبل المدرسة، فربما يكون الطفل مصابا بكسل في العين، ما قد يؤثر عليه مستقبلًا.
ما أكثر المشكلات شيوعًا لدى الأطفال؟
من أكثر أمراض العين شيوعًا هي العين الزهرية، وقد تكون بسبب الالتهابات الفيروسية أو جفاف العين، ونرى حالات كثيرة بسبب كثرة استخدام الشاشات الإلكترونية. المشكلة الثانية التي قد يصاب بها الأطفال هي الأخطاء الانكسارية كبعد أو قصر النظر، وتعتبر مشكلة شائعة نسبيًا عند الأطفال، والحل يكون بارتداء النظارة. ومن المشكلات التي يعاني منها الأطفال هي الانتفاخات في الغدد حول العين، فهي مشكلة شائعة ولها أسباب من أهمها انغلاق الغدد الزيتية حول العين نتيجة تغير الطقس أو بسبب النظام الغذائي أو الالتهابات وقد تحتاج إلى جراحة. كما يشتكي العديد من الأطفال من التدميع، وله أسباب عدة كالجفاف والتهابات العين وانسداد القناة الدمعية، وقد يكون بسبب ارتفاع ضغط العين، لذا لابد من مراجعة الطبيب إذا كان التدميع مستمرا، إضافة إلى أن حساسية العين من المشكلات الشائعة نسبيًا.
ومن المشكلات الشائعة الحول وكسل العين، إذ إن الدماغ لا يقوم بأخذ الصورة بنسبة 100 % من إحدى العينين ويقوم بتجاهلها، وقد يكون الكسل بسبب الحول والأخطاء الانكسارية أو المياه البيضاء والسوداء.
ومن أمراض العين الأقل شيوعًا المياه البيضاء، وتكون ولادية وتكشف عند ولادة الطفل.
الفحص الدوري لعيون الطفل يجنبه مضاعفات كسل العين
ما النصيحة التي تقدمها؟
على الأهل التأكد من الكشف على عين الرضيع بعد الولادة مباشرة للتأكد من الانعكاس الأحمر، إضافة إلى أهمية مراقبة عين الطفل والتغيرات التي تطرأ عليها وعلى موقعها للكشف عن أي انحراف أو حول، ومن المهم مراقبة الأطفال في السنوات الثماني الأولى خصوصًا في حال استعمال الشاشات الإلكترونية، حتى لا يكون هناك قصر نظر، مع تأكيد أهمية فحص الطفل في عمر 3 و4 قبل الالتحاق بالمدرسة حتى لو لم تكن هناك مشكلة يعاني منها الطفل؛ وذلك للكشف عن العيوب الانكسارية.