جدري القرود ليس مؤامرة وانتشاره بسبب تغير سلوكيات الفيروس
اختصاصي طب العائلة د. حسن عبدالجبار
أكد اختصاصي طب العائلة د. حسن عبدالجبار أن جدري القرود ليس مؤامرة كما يروج أو يعتقد البعض، مبينًا أن ما يحدث الآن هو تطور الفيروس وتغير في بعض سلوكياته وهو ما يؤدي إلى انتشاره. وأوضح أن جدري القرود ينتمي إلى عائلة الفيروسات نفسها المسببة للإصابة بمرض الجدري المعروف، ولكنه يسبب أعراضًا أكثر اعتدالًا؛ إذ يعاني معظم المرضى من الحمى وآلام الجسم والقشعريرة والتعب، وقد يمر الأشخاص المصابون بمستوى أكثر خطورةً للمرض، يشمل طفحًا جلديًا وبثورًا على الوجه واليدين يمكن أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وذكر د. حسن عبدالجبار أن جدري القرود يتبع عائلة الفيروسات الجدرية المسببة لمرض الجدري الخطير smallpox الذي تم استئصاله في سنة 1979 بفضل تطعيم الجدري.
ويعد مصدر هذا الفيروس حيوانيا، إذا ينتقل بين السناجب والقرود والقوارض، في حين حاليًا هناك نوعان من هذا الفيروس، إذ هناك سلالة غرب إفريقيا التي تكون فيها نسبة الوفاة 1 % وهي نسبة ضئيلة جدًا. أما السلالة الثانية وهي الأكثر خطورة فإن نسبة الوفاة تبلغ 10 %.
ويعد فيروس جدري القرود مخالفًا لفيروس كورونا الذي نتعايش معه حاليًا، إذ إن جدري القروي ينتقل بين الحيوانات وبعضها البعض عن طريق سوائل الجسم، في حين ينتقل بين الإنسان عن طريق الرذاذ التنفسي واللعاب وغيرها.
وقال: إن وجود التطعيم من سنين يجعل الوضع آمنا، خصوصًا أن التطعيم أثبت فعاليته، كما أنه يسهم في تخفيف الأعراض وحدتها.
وفترة الحضانة تتراوح ما بين 7 و14 يوما، أما عن الأعراض فقد يشتكي المريض من التعب والإرهاق، وارتفاع درجة الحرارة، إضافة إلى ألم العضلات وتضخم الغدد اللمفاوية، إذ إن هذا التضخم هو أبرز ما يميز هذا الفيروس، ليبدأ بعد ذلك الطفح الجلدي من الفم وراحة اليدين لينتشر في الجسم، ويتدرج الطفح في هذه الحالة. ويمكن تشخيصه بفحص «pcr».
أما طريقة العلاج فيمكن علاج الأعراض التي يعاني منها المريض من ارتفاع درجة الحرارة والتعب والطفح الجلدي من أجل السيطرة على الأعراض، التي تستغرق ما بين أسبوع و3 أسابيع؛ وذلك حتى يتماثل المريض إلى التشافي، مؤكدًا أن التطعيم أثبت فعاليته في تخفيف حدة الأعراض وحالات الوفيات.
ورفض د. حسن عبدالجبار إطلاق ما يمسى بالمؤامرة على فيروس جدري القرود، مؤكدًا أن هذا الفيروس جديد وليس قديما، وقد اكتشف في سنة 1958، كما اكتشف من جديد أيضًا في العام 1970، إضافة إلى اكتشاف حالات في العام 2003، مؤكدًا أن انتشاره حاليًا يعود إلى أن الفيروسات دائما ما تتطور وتتغير سلوكياتها لتعاود الانتشار في المجتمعات مرة أخرى، إلا أن وجود التطعيم الفعال ووجود فريق في مملكة البحرين قادر على السيطرة على هذه الفيروسات يجعل السيطرة على مثل هذه الفيروسات أمرا ممكنا.
وأكد أنه إلى الآن لا يوجد ما يستدعي القلق بشأن جدري القرود؛ بسبب انحصار طرق الانتقال واحتمال نسبة الشفاء منه بنسبة عالية، فضلًا عن قلة الوفيات المرتبطة بهذا الفيروس.
ما هو وباء جدري القرود؟
ينتمي جدري القرود إلى عائلة الفيروسات نفسها المسببة للإصابة بمرض الجدري المعروف، ولكنه يسبب أعراضًا أكثر اعتدالًا؛ إذ يعاني معظم المرضى من الحمى وآلام الجسم والقشعريرة والتعب، وقد يمر الأشخاص المصابون، بمستوى أكثر خطورةً للمرض، يشمل طفحًا جلديًا وبثورًا على الوجه واليدين يمكن أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وتبلغ فترة حضانة الفيروس (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها) المسبب لهذه الإصابات من حوالي 5 أيام إلى 3 أسابيع، ويتعافى معظم الناس في غضون أسبوعين إلى 4 أسابيع دون الحاجة إلى دخول المستشفى، لكن يمكن أن يكون جدري القرود قاتلًا بنسبة تصل إلى واحد من كل 10 أشخاص، كما يعتقد أنه يكون أكثر حدةً عند الأطفال والحوامل ومن يعانون ضعف المناعة.
وتقسم مرحلة العدوى إلى فترتين على النحو التالي:
• فترة الغزو: وتتراوح من لحظة الإصابة إلى 5 أيام، وأبرز سماتها الإصابة بحمى وصداع شديد وتضخم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد.
• فترة ظهور الطفح الجلدي: ويكون في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى، ومن أبرز سماتها ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه، في معظم الأحيان، ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويكون الطفح أشد ما يكون على الوجه في 95 % من الحالات وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين (75 %)، ويتطور الطفح في حوالي 10 أيام من بقع ذات قواعد مسطحة إلى حويصلات صغيرة مملوءة بسائل وبثور، والمرحلة التي تليها من تطور قد يلزمها ثلاثة أسابيع لكي تختفي تمامًا.
• وقبل ظهور الطفح، قد يصاب بعض المرضى بتضخم كبير في العقد اللمفاوية، وهو سمة لجدري القردة تميزه عن سائر الأمراض المماثلة.
وغالبًا ما يتم إعطاء الأشخاص المعرضين للفيروس واحدًا من لقاحات عدة ضد الجدري، التي ثبت أنها فعالة ضد جدري القرود أيضًا، كما يجري تطوير أدوية مضادة للفيروس، وقد أوصى المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، بعزل جميع الحالات المشتبه فيها وتقديم لقاح الجدري للمخالطين ذوي الخطورة العالية.
نوعان لفيروس جدري القرود... ما هما؟
ويوجد نوعان أو فرعان حيويان لفيروس جدري القرود، إذ يقسم هذا الفيروس إلى المجموعتين التاليتين:
• فيروس جدري القرود وسط الإفريقي، ويتميز هذا النوع بتسببه بأعراض أكثر شدة من النوع الآخر، وتسببه بنسب أعلى من الوفيات، كما أن عملية انتقاله من شخص لآخر عن طريق التلامس موثقة.
• فيروس جدري القرود غرب الإفريقي، ويسبب أعراضا أقل شدة من النوع الآخر، كما أن عملية انتقاله من شخص لآخر عن طريق التلامس محدودة.