أكثر من 40 عملية أطفال أنابيب شهريًا في المستشفى الملكي للنساء والأطفال
رئيس وحدة الخصوبة في المستشفى الملكي للنساء والأطفال استشاري أول أمراض النساء والتوليد والعقم د. حاتم شوقي
توفر وحدة الخصوبة في المستشفى الملكي للنساء والأطفال فريق عمل ذا خبرة عالية وتقنيات متطورة، ومجموعة متنوعة من الخيارات العلاجية الإنجابية التي تساعد الأزواج الذين يتطلعون إلى فرصة حمل آمنة لتحقيق حلمهم، وذلك على يد طاقم طبي ذي خبرة واسعة في هذا المجال.
وقال رئيس وحدة الخصوبة في المستشفى الملكي للنساء والأطفال استشاري أول أمراض النساء والتوليد والعقم في المستشفى الملكي للنساء والأطفال د. حاتم شوقي «لا يقتصر عمل وحدة الخصوبة على تأخر الحمل، إذ بعد حدوث الحمل يتم متابعته لحين ولادة الجنين، لذا فإن خدماتنا تبدأ من تأخر الحمل حتى حدوث الحمل والولادة».
وأضاف «نوفر العديد من الخيارات العلاجية التي من أهمها عملية أطفال الأنابيب، إذ شهريًا يتم إجراء ما يتراوح بين 35 و40 عملية أطفال أنابيب، كما نقوم بتقديم العديد من الخيارات العلاجية من تنشي التبويض والحقن المجهري وغيرها من علاجات».
وكان لـ «صحتنا» لقاء مع د. حاتم شوقي الذي يمتلك خبرة تزيد عن 30 عامًا في هذا المجال، وفيما يلي نص اللقاء:
ما الخدمات المقدمة في وحدة الخصوبة في المستشفى الملكي للنساء والأطفال؟
نقدم في وحدة الخصوبة العديد من الخدمات، حيث يتم استقبال المرضى وتقديم الاستشارات، إضافة إلى التشخيص وإجراء البحوث اللازمة مع تقديم الخيارات العلاجية فيما يخص تأخر الحمل.
ولا يقتصر عمل وحدة الخصوبة على تأخر الحمل، إذ بعد حدوث الحمل يتم متابعته لحين ولادة الجنين، لذا فإن خدماتنا تبدأ من تأخر الحمل حتى حدوث الحمل والولادة.
كما نعاين الشكوى المعتادة التي تعاني منها العديد من السيدات مثل تخربط الدورة الشهرية والالتهابات وبعض المشكلات التي تصيب النساء والتكيس والأكياس التي تتشكل على المبايض.
كم عملية أطفال أنابيب يتم إجراؤها شهريًا؟
بدأنا العمل في الوحدة منذ قرابة العام، ويتراوح عدد عمليات أطفال الأنابيب شهريًا ما بين 35 و40 عملية، وتجرى على يد أطباء مختصين في وحدة الخصوبة في المستشفى الملكي للنساء والأطفال. كما قمنا بتقديم مئات العلاجات المختلفة لعلاج تأخر الحمل.
ما طموحكم في وحدة الخصوبة؟
طموحنا زيادة عدد الأطباء والأسرّة لاستقبال مزيد من المرضى، كما نسعى إلى إنشاء لتحاليل الجينية بدلًا من التعاون مع مراكز أخرى، كما نطمح لعلاج أمراض الذكورة في وحدة الخصوبة، وذلك لتكون الوحدة مركزًا مهمًا في البحرين والخليج والشرق الأوسط.
ماذا يحدث عندما يتأخر الحمل؟
عند تأخر الحمل يتم تنشيط التبويض في العيادة من خلال حقنن بعض الإبر أو من خلال الأدوية، وفي حال عدم استجابة المريضة يتم اللجوء إلى العلاجات الأخرى كعملية الشفط وعملية حقن الأجنة والتجميد وعملية الترجيع الأجنة ويتم ذلك في وحدة الخصوبة في المستشفى.
هل نشهد زيادة في غير القادرين على الإنجاب؟ وما الأسباب؟
نعم هناك زيادة في نسبة تأخر الحمل، ويعود ذلك إلى أسباب تتعلق بالرجل وحده، أو قد تتعلق بالمرأة نفسها، أو الاثنين معًا.
فمن أسباب تأخر الإنجاب عند الرجل هي التدخين إضافة إلى بعض المورثات الثقافية التي تسبب رفضه لإجراء الفحوصات، فضلًا عن إنكاره للواقع، إلى جانب الخلط بين قدراته الجنسية والقدرات الإنجابية على الرغم من أن القدرتين مختلفتان تمامًا عن بعضهما البعض.
أما أسباب تأخر المرأة في الإنجاب فقد يعود إلى لجوئها إلى التدخين والسمنة والتأخر في سن الزواج والتأخر الذهاب إلى الطبيب المختص، فالعديد من النساء يفضلن استقصاء المعلومات من فضاء الإنترنت أو اللجوء إلى الخلطات الشعبية، كما أن بعض النساء يفضلن الاستماع لنصائح الأهل في الوقت الذي تمر فيه السنوات من دون حمل.
أما الأسباب التي يشترك فيها الطرفان فهي تأخر الزواج بالإضافة إلى إلقاء اللوم بين بعضهما البعض من دون اللجوء إلى الطبيب والوقوف وراء الأسباب الحقيقية التي تقف وراء تأخر الإنجاب، فعلى الرغم من زيادة الوعي في السنوات الأخيرة بين الأزواج واللجوء إلى الطبيب المختص عند تأخر الإنجاب إلا أنه ما زالت نسبة الوعي منخفضة ونحتاج إلى توعية الأزواج بأهمية زيارة الطبيب المختص وضرورة التوقف عن إلقاء اللوم بينهما.
كيف تتم عملية أطفال الأنابيب؟
إن فكرة أطفال الأنابيب تستخدم بسبب وجود عوائق تعيق الحيوان المنوي ليصل إلى البويضة وتخصيبها، فالفكرة تتمحور في تخصيب البويضة خارج الجسم على أن يتم إعادتها لداخل في شكل بويضة مخصبة.
لقد تطور العلم بشكل كبير في كل خطوة من خطوات أطفال الأنابيب، بدءا من تحفيز المبيض؛ لتحفيز أكبر عدد من البويضات ليتم اختيار الأفضل من بينهم، ليتم في نهاية المطاف إرجاع الأجنة السليمة. وكمختصين نستخدم الإبر المنشطة التي تم دراستها على مدى سنين طويلة وفي مراحل عديدة من العلم للتأكد من أنها إبر آمنة على المريضة.
بعد تحفيز المبيض نبدأ في رحلة البحث عن حيوان منوي سليم، خصوصًا أن البعض قد يعاني من مشكلات في الغدد والحركة أو الشكل، وللحصول على حيوان منوي سليم تم إيجاد تقنية تخطت كل العقبات حتى أصبحنا قادرين على تفصيل الـ DNA للحيوان المنوي؛ لتفادي عدم الإخصاب أو حدوث الإجهاض المتكرر. بعد نجاح المرحلة الأولى والثانية من العملية ننتقل إلى المرحلة الثالثة وهي الحصول على البويضة، وقد تطورت تقنيات هذه المرحلة بفعل العلم والدراسات والبحوث، إذ أصبح من السهل الحصول على بويضة وتشخيص مدى حيويتها، ليتم بعدها حقن الحيوان المنوي داخل البويضة، ووضعها داخل حاضنات مهيأة مع مراقبة الأجنة خلال هذه الفترة.
ويتخلل عملية أطفال الأنابيب أيضًا عملية التجميد، فهناك تقنية تجميد الحيوان المنوي لوحده وتجميد البويضة لوحدها أو تجميد الأجنة، ويمكن فك التجميد بطريقة سهلة بحيث لا يكون هناك فرق بينها وبين الأجنة غير المجمدة.
وبعد تجاوز هذه المراحل يتم استخدام القسطرة التي تطورت في السنوات الأخيرة؛ لإرجاع الأجنة.
هل يمكن فحص الأجنة قبل إرجاعها للتأكد من سلامتها؟
نعم، يمكن فحص الجنين قبل عملية الترجيع، إذ يتم أخذ عينة في اليوم الثالث أو الخامس، إذ يتم فحص خلايا الجنين للكشف عن الأمراض الوراثية والأمراض الكروموزومية، لضمان أن الأجنة سليمة ولتفادي إنجاب أطفال حاملين لأمراض وراثية أو كروموزمية.
هل هناك عوامل تؤثر في نجاح عملية أطفال الأنابيب؟
تلعب خبرة الطبيب في إدارة هذه المنظومة منذ خروج البويضة حتى ترجيع الأجنة دورًا في نجاحها، إذ لابد من أن تكون العملية سلسلة ومرتبطة مع بعض. كما أن هناك بعض العوامل المساعدة التي قد تلعب دورًا كالأدوية والمثبتات وبعض المكملات الغذائية وبعض الإجراءات البسيطة التي تعد اجتهاد لزيادة فرص الحمل، وكل هذه الاجتهادات تحت إطار التجربة ولم يثبت منها إلا القليل، وفي الختام على الرغم من هذا التقدم تبقى إرادة الله سبحانه وتعالى هي المسبب الرئيس لنجاح العملية، فلا يوجد ضمان بنسبة 100 % بنجاح أي عملية. فنحن الأطباء والتقنيات وسيلة لمساعدة الراغبين في الإنجاب وغير القادرين على ذلك بصورة طبيعية.
متى يتم اللجوء إلى عملية أطفال الأنابيب؟
يجب معرفة أنه لحدوث الحمل طبيعيًا نحتاج إلى بويضة صالحة وحيوان منوي سليم العدد والحركة والشكل، وإلى أنابيب مفتوحة ورحم، وفي حال وجدت مشكلة في الحيوانات المنوية، عدم وجود تبويض أو ضعف في التبويض، ومعاناة المرأة من الأنابيب المغلقة، فإنه يتم اللجوء إلى أطفال الأنابيب.
كما يجب الأخذ بعين الاعتبار سن المرأة، ففي حال كان سن المرأة 37 عامًا ومتأخرة في الحمل لأكثر من سنة فإنه يتم اللجوء إلى هذا النوع من العلاجات مباشرة لعدم وجود الوقت الكافي لإمكان حدوث الحمل بشكل طبيعي، لذا ننصح المرأة في هذا العمر بهذا النوع من العلاجات قبل انخفاض مستوى التبويض لديها.
ما المضاعفات التي يمكن أن تحدث خلال عملية أطفال الأنابيب؟
هناك منطقة جدلية بين ما هو الخطأ الطبي والمضاعفات، فالخطأ الطبي في عملية أطفال الأنابيب محدود جدًا، وبالنسبة للمضاعفات قد يتمثل في الإفراط في الإبر المنشطة التي قد تؤدي إلى الإفراط في التبويض، وهذا يمكن أن نكتشفه بعد 6 أيام من استخدام الإبر، وهناك أساليب لتداركها قبل علاجها، كما أن هناك طرقا لعلاجها، إلا أن الوقاية خير من العلاج، وهنا تأتي أهمية حكمة وخبرة الطبيب في عدم أخذ المخاطرة لتجنب الخطأ الطبي.
كما قد تحدث مضاعفات أثناء عملية شفط البويضات، لذا لابد للطبيب من التفرقة بين المجازفة والجراءة، فقد تكون الأخيرة مطلوبة خلال العملية، إلا أنه لابد من عدم المجازفة.
ومن المضاعفات التي قد تحدث هو عدد الأجنة، إلا أن القوانين نظمت هذه العملية، إذ لا يسمح بترجيع أكثر من جنينين للمريضة، و3 لمن يبلغ عمرها 37 عامًا لأن نسبة الحمل تكون أقل لديها.
ما النصيحة التي تقدمها إلى المتأخرين في الإنجاب؟
لا تتردوا ولا تتأخروا وثقوا بنا، ونحن على علم بأن الماديات لها دور كبير في اتخاذ قرار الاختيار بين المراكز، ولكن من هذا المنطلق أطمئن الجميع بأننا بصدد إيجاد تسهيلات مادية ستكون في متناول الغالبية.