العدد 5670
الثلاثاء 23 أبريل 2024
banner
د.حورية الديري
د.حورية الديري
مناورات إدارية
الثلاثاء 23 أبريل 2024

إن عملية المناورات الإدارية من أهم الأساليب القيادية التي تنتهجها المؤسسات التي تدار بروح معاصرة، لأنها تقوم بسلوكيات قيادية لتجنيد الموظفين بغرض تيسير المناخ الإداري، باستخدام فنون التواصل والمهارات التكتيكية التحفيزية، وهذا حتمًا يتطلب العديد من عمليات الدمج الإدارية من قبل القائد بغرض بسط المناخ المناسب للابتكار في المؤسسة، وهذا لن يتأتى من قائد إلا بما يحمل من قصص إلهام وتجارب يغذي بها عقول الفريق ويساعدهم في رسم السيناريوهات القابلة للتغيير الإداري والتطويري. وحتمًا لن يحققها قائد يتأرجح في اتخاذ قرارات متسرعة غير ذات فاعلية، بل إنها ترتقي بقائد يتسم بالمرونة والقدرة على تكييف الخطط والبرامج تبعًا للظروف والمتغيرات من خلال الدمج بين القيادة المبتكرة وعمليات الابتكار، والتي تتحقق في قالب الفريق المتكامل المتناسق في الخبرة والكفاءة.
لذلك أرى بأن نجاح تلك المناورات يتطلب العديد من المهارات التي يجب أن تتميز بها ذات القائد باعتباره المسؤول الأول عن الثقافة المؤسسية لدوره في التأثير وإسقاط العديد من السلوكيات في أجواء المناورات، فأغلب قصص نجاح الموظفين وراءها قائد مؤثر، ومعظم خيبات الأمل التي يعاني منها الموظفون الذين يفتقدون شغف العمل تأتي أيضًا من قائد لا يعطي بالاً لعواقب قراراته الخائبة.. والسبب عدم امتلاكه البصيرة والرؤية الواضحة، أو دقة الملاحظة، وعدم قدرته على بناء فريق متجانس لتنمية العمل الجماعي، وافتقاره للعديد من مهارات الذكاء العاطفي وارتداء القناع المؤقت الخاص بالموقف، بل ويعتمد على بناء عقليات تابعة أو متشابهة بعيدًا عن التنوع والاختلاف، ومن هنا تغيب معالم القيادة الحقيقية لأنها تتحول إلى ممارسات عشوائية، وهذه بداية النهاية لنجاح أية مؤسسة تعطي المسؤولية لشخصية قائد ليست لديه القدرة على ممارسة عمليات القيادة الابتكارية.
* كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .