لا أعرف إلى متى وبلدية الجنوبية في سكون وجمود وهي ترى ما يجري وراءها من مخالفات بجميع العمليات الحسابية والخواص، ففي شهر يناير الماضي بدأت الفرشات تنتشر في الساحة الخلفية من محلات رامز، وتحديدا في الساحة الترابية، وبعلم وحضور العضو البلدي التابع للدائرة، واليوم ارتفعت مخالفة إشغال الطريق من قمة إلى قمة، وصعدت من جبل إلى جبل، فلم يكتف أصحاب الفرشات بالساحة، بل وصلوا إلى مواقف السيارات التي تطل على مسجد نوف النصار، وهذا يعني أن هذه المواقف التي تم تخصيصها لمرتادي السوق والمنطقة المحيطة أصبحت هي المستقبل الذي تتحرك فيه الفرشات، إذ لا يمكن لأي مواطن أو مقيم أن يستفيد من المواقف يومي الجمعة والسبت، لأنها ستكون مشغولة بالكامل وداخل دائرة الفرشات المقدسة.
كل ما نريد معرفته من المسؤولين، هل يمتلك كل هؤلاء الباعة المتجولين وأغلبهم من العمالة الآسيوية تصريحا ورخصة لمزاولة البيع في مثل هذا المكان الذي هو أصلا مواقف للسيارات، وهل هناك حملات تفتيش تحيط بأفق هذا السوق الشامل الذي تزدحم فيه الألغاز والأحاجي والرموز، وقد سبق قبل سنوات أن احترقت الفرشات في نفس المكان والظروف بكل معاني الاتساع، وفي فصل بعنوان عدم وجود خراطيم الحريق وإجراءات الأمن والسلامة.
لا نريد منطق هيجل وبأن هؤلاء “يسترزقون الله”، لكننا نبحث عن إجابات صريحة ولا نكتفي بتشخيص المشكلة ونستغني في ذلك عن علاجها، هل وجود هذه الفرشات مخالف للقانون أم لا؟ القضية ليست أن كل مواطن يقول رأيه في كل مشكلة تعرض لها، بل نحن نتحدث عن التنظيم والقانون ومثل هذه الفرشات يفترض توفير موقع بديل لها بدل هذه العشوائية البشعة.
* كاتب بحريني