العدد 5680
الجمعة 03 مايو 2024
banner
عيسى الدوسري
عيسى الدوسري
ما بين الواقِعِ والطموح تتحقق الأحلام!
الخميس 11 يناير 2018

يقول أبو الطيب المتنبي: إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ ****** فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجوم

لا يستطيع الإنسان أن يتوقف عن الحلم.. فالحلم غذاء الروح والعقل.. فقد نرى أحلامنا تندثر، ورغباتنا تحبط، لكن يجب الاستمرار في الحلم وإلا ماتت الروح فينا.و لولا الحلم والطموح والسعي وراءهما لما وصلت البشرية الى هذا التطور,فكل فكرة تبدأ في مخيلتنا ماهي إلا أحلام تحول عزائمنا بيننا وبين تحقيقها,و لا شَـيءَ أقسى على النَفسِ من رائحةِ الأحلام وهي تَـتَـبخر.     *خليل مطران

ابْعِدْ مُنَاكَ عَلَى الدَّوَامِ فَكُلَّمَا ****** دَانَ النَّجَاحُ عَلَتْ مُنَى الأَبطَالِ

سعينا الدائم لتحقيق أحلامنا والوصول إلى أعلى القمم يؤدي بنا للوقوف على مفاهيم الواقعية والمثالية المتعلقة بأحلامنا ونمط حياتنا.نمط الحياة هو البيئة التي يختارها الإنسان ليعيش فيها وكيفية تعامله معها ,كلٌ حسب قدراته وقناعاته الشخصية.

العيش بطريقة واقعية قد يفسرها البعض أنها الرضوخ للواقع بحلوهِ ومره,واما المثالية فتفسر بأنها المحاولة للوصول إلى الكمال وكل ما يقربنا منه,وقد يطول بنا الحديث عن المثالية لما فيها من آثارٍ سلبية على الجميع, فقد تؤدي المثالية إلى الظلم إن زادت عن حدها ,وأَخُصُ حديثي بالظلم لانه من أهم أسباب تدمير العلاقات وإحباط الطاقات, ومن غير المعقول المطالبة بالكمال في تصرفات وأعمال العاملين والمتعاملين معنا ,لما فيه من تعارض مع طبيعتنا البشرية.

فعلينا أن نعي بأن وجود النقص في حياتنا من سنن الكون والحديث هنا لا يدعونا إلى الإهمال والتكاسل في العمل وانما الإبتعاد عن هوس الكمال والذي قد يؤدي بنا إلى الأمراض النفسية والتذمر المستمر بسبب البحث عن الامور الكاملة,و علينا أن نؤمن بأختلاف شخصنا والآخرين وأن نتعايش معا لأكمال سلسلة الحياة البشرية.

المثالية,الواقعية,الطموح والقناعة مصطلحات يصعب علينا دمجها ولكن ما أن ندمجها لوصلنا لمفهوم يريح عقولنا ويركز طاقاتنا للوصول إلى الإنجازات المنشودة.

 فقد نستخلصها بتعريف بسيط بأن الواقعية قد تتخللها خطوات مثالية من خلال تحليلنا ومعايشتنا للوضع الراهن والسعي لوضع خطة مستقبلية لتغيير الواقع مع عدم الإغفال عن مزجها بأحلام وطموحات حالمة وقابلة للتطبيق .فالخطر ليس برسم طموحات وأحلام مرتفعه ولا نصل إليها وإنما وضع طموحات بسيطة جدا والوصول إليها مقتنعين ومؤمنين بإننا من ذوي الهمم والإنجازات.

وعلينا كذلك وضع صورة نموذجية لكل هدف أو سلوك للوصول بنا لأفضل النتائج فهي تعد الميزان الذي نزن بها تصرفاتنا الواقعية وتصوراتنا المثالية.

فالتفكير دون وضع صورة مثالية يسعى المرء لبلوغها كمن يمشي في طريق دون أن يعرف نهايته او الهدف من المشي فيه.فالارتقاء بسقف الطموحات وسعينا الدائم لنيل القمم بأقصى قدراتنا سيوصلنا بطبيعة الحال الى أقرب مايمكننا الوصول إليه من نتائج وإنجازات,وسيكسبنا شرف المحاولة والتعلم من تجاربنا.

تنمية عقولنا ومصارحة النفس بالنواقص وتعوَّدَها على الأبتعاد عن الإختباء وراء ثوب المثالية وإنتقاد من حولنا بهدف تعزيز مكانتنا وثقتنا بإنفسنا ماهي الى طرق قد نسلكها لإخماد نار الغيرة من الناجحين والتستر على نواقصنا .فلنكن مثالا للمثالية بتمسكنا بمبادئنا الشخصية والمجتمعية المستوحاة من عقيدتنا الإسلامية في جميع أعمالنا وحياتنا وأن نسعى دائما بالرقي بأنفسنا ومجتمعاتنا وأن لانيأس ابداً,وإن ضاقت علينا الدنيا بما رحبت فيوماً من الأيام سنجني ثمر جهدنا إن شاء الله تعالى.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية