+A
A-

سمو رئيس الوزراء يطلق مبادرة “أصدقاء الأمين العام للأمم المتحدة”

سموه دعا لوضع استراتيجية عالمية تعزّز من حق الأمن الصحي للشعوب

تعاملنا مع الجائحة بكفاءة واحترافية بتقديم التسهيلات للمواطنين والمقيمين

تصاعد الفقر لأول مرة منذ 30 عامًا في عالم خسر 500 مليون وظيفة

تطلع لأن تكون الأزمة فرصة لتعزيز آليات التنسيق والتكامل بين الدول

سموه يشيد بدور الأمم المتحدة في تحفيز العمل الدولي لبلوغ الغايات التنموية

مواجهة الأخطار في العالم تستدعي أهمية العمل الجماعي وتنحية الخلافات وبناء الثقة

 

أطلق رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان ال خليفة، مبادرة تهدف إلى إنشاء مجموعة عمل من الدول الأعضاء لمساندة جهود الأمين العام للأمم المتحدة والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية في مواجهة تداعيات جائحة كوفيد 19 وتأثيرها على أهداف التنمية المستدامة، وتسمية هذه المجموعة بـ “أصدقاء الأمين العام للأمم المتحدة لتحسين سبل مواجهة التأثيرات السلبية لجائحة فيروس كورونا على مسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة”.

ولاقت دعوة سموه ترحيبًا وتأييدًا واسعًا من المنظمات والشخصيات الدولية المشاركة في منتدى “رؤى البحرين.. رؤى مشتركة لمستقبل عالمي ناجح” الذي عقد اليوم تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، مشيدين بمبادرات وجهود سموه في دعم العمل الجماعي المشترك من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

كما دعا صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى وضع استراتيجية عالمية تعزّز من حق الأمن الصحي للشعوب باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الأمن العالمي بمفهومه الشامل، مؤكدًا سموه أن أمن وأمان البشرية لا يمكن أن يتحقق إلا بتكاتف وتعاون الجميع وإيمانهم بالقيم الإنسانية المشتركة التي تجمعهم بعضهم ببعض. وشدّد سموه على أن مواجهة الأخطار التي تجتاح العالم وتشكّل خطرًا على الحياة الإنسانية وإنجازات الحضارة، تستدعي التأكيد على أهمية العمل الجماعي الدولي وتنحية الخلافات وبناء الثقة.

جاء ذلك، في كلمة لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، في المنتدى ألقاها نيابة عن سموه، وزير الخارجية عبداللطيف الزياني، خلال افتتاح أعمال المنتدى الذي أقيم تحت شعار “أهداف التنمية المستدامة في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد -19” عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد بتنظيم من ديوان سموه وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية. وذلك بالتزامن مع الجزء رفيع المستوى من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك احتفال الجمعية العامة للأمم المتحدة بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشائها.

  ونوّه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في كلمته إلى أهمية تعزيز أسس التعاون الدولي المستدام في مرحلة ما بعد كورونا، بما يضمن توجيه الموارد والطاقات نحو وجهتها الصحيحة المتمثلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، مع ضرورة مراجعة هذه الأهداف وترتيب الأولويات بما يتناسب مع متطلبات هذه المرحلة الاستثنائية وبما يعزّز من مناعة دول العالم في مواجهة مختلف التحديات في المستقبل.

  وأكد سموه أن ضمان صحة وسلامة المجتمعات والشعوب، تمثل أولوية متقدمة في العصر الراهن، وتتطلب تعزيز الاستثمار في القطاعات الصحية، وهو أمر تقوم الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بجهد ملموس في تحقيقه عبر تحركاتها وخططها الاستراتيجية لمرحلة ما بعد كورونا.

وأشار سموه إلى أن مملكة البحرين بقيادة عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حرصت وفي ظل الظروف الاستثنائية الراهنة التي تتمثل في انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، على تقديم كل الدعم والإسناد للمواطن والمقيم بما يضمن سلامة المجتمع وصحة أفراده جميعًا، وبما يكفل الأمان الصحي والاقتصادي والاجتماعي لهم، وذلك من خلال الجهود التي قادها الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا بقيادة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة التي أسهمت في نجاح البحرين في التعامل مع الجائحة بكل كفاءة واحترافية من خلال تقديمها كافة التسهيلات الصحية والاجتماعية والاقتصادية لمواطني المملكة والمقيمين فيها على حد سواء.

وأشاد سموه بعطاءات الكوادر الطبية والتمريضية البحرينية ودورهم الوطني المشهود في التصدي للجائحة، وما قاموا به من جهد إنساني نبيل لا يزال يتواصل في خدمة المجتمع ويستحق كل الشكر والتقدير.

ونبّه سموه إلى أن هذه الجائحة وضعت العالم أمام خطر صحي عالمي، وأحدثت دوامة من القلق المجتمعي والاضطراب في كل مناحي الحياة، معربًا سموه عن تطلعه إلى أن تكون تحديات الأزمة الراهنة فرصة من أجل تعزيز آليات التنسيق والتكامل بين الدول والشعوب، وبناء عالم أفضل، يقوم على مبادئ الضمير الحي والواعي والقيم النبيلة والعمل المشترك من أجل عالم تجمعه الوحدة والأخوة الإنسانية التي تدعو إلى الأخذ بيد الضعيف حتى لا نترك أحدًا وراءنا.

وأكد سموه أن جائحة “كورونا” وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أوجدت واقعًا جديدًا، ووضعت شعوب وحكومات العالم أمام تحديات واسعة التأثير، تمثلت في تعطل أوجه الحياة العامة ووقف مختلف الأنشطة الاقتصادية. مما كان له الأثر البالغ في انكماش الاقتصاد، وتراجع معدلات النمو، وزيادة الإنفاق الحكومي وارتفاع معدلات الدين العالمي بشكل غير مسبوق.

ونوّه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في كلمته بدور منظمة الصحة العالمية ومديرها العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس في قيادة الجهود الدولية لمواجهة هذه الحالة الطارئة ومساندة جهود الدول ومن بينها مملكة البحرين في وضع سياسات وبرامج التشخيص والعلاج والتدابير الاحترازية والوقائية وغيرها. مشيدًا سموه كذلك بما أبداه من دعم وترحيب بالتعاون في تنظيم هذا المنتدى في إطار التنسيق والتعاون القائم بين مملكة البحرين ومنظمة الصحة العالمية من أجل معالجة التحديات الناتجة عن الجائحة.

  واعتبر سموه أن تنظيم المنتدى في هذا التوقيت من شأنه أن يشكل إسهامًا ملموسًا في مساندة الجهود الدولية للقضاء على هذا الوباء حتى تعود الأوضاع إلى طبيعتها ويمضي العالم قدمًا في جهود التنمية المستدامة.

وعبّر سموه عن أطيب التحية والتقدير لكافة المشاركين بالمنتدى، متمنّيًا لهم التوفيق والنجاح في جهودهم الرامية إلى دعم التنمية وبناء عالم متقدم يسوده الاستقرار والطمأنينة. وتعمه قيم الخير ونبذ الكراهية ونشر ثقافة التعايش والسلام العالمي.

كما أعرب سموه عن خالص التهنئة إلى للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وإلى كافة الشركاء والمسئولين والعاملين في وكالات وبرامج الأمم المتحدة، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 75 لإنشاء المنظمة الدولية. مشيدًا سموه بدور المنظمة الفاعل في تحفيز العمل الدولي لبلوغ الغايات التنموية من أجل مستقبل أفضل وحياة سعيدة لنا وللأجيال القادمة.

وكانت فعاليات منتدى “رؤى البحرين.. رؤى مشتركة لمستقبل عالمي ناجح” قد انطلقت صباح أمس بحضور كل من محمد بن إبراهيم المطوع وزير شئون مجلس الوزراء، فائقة بنت سعيد الصالح وزيرة الصحة بمملكة البحرين، وسمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة وكيل وزارة شئون مجلس الوزراء، والشيخ حسام بن عيسى آل خليفة، والشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وكيل وزارة الخارجية رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة والسفير عبدالله بن راشد المديلوي سفير سلطنة عمان لدى مملكة البحرين عميد السلك الدبلوماسي، وستيفانو بيتيناتو الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

كما شارك في فعاليات المنتدى عن بُعد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وتيدروس أدهانوم غبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، والمدير العام لمنظمة اليونسكو أودري أزولاي، ودينيس موكويجي الحائز جائزة نوبل للسلام لعام 2018، وعبدالله شهيد وزير الخارجية بجمهورية المالديف. و«آنا تيباجوكا» عضو البرلمان، والوكيل السابق للأمين العام للأمم المتحدة، وبان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، ومحمود محيي الدين المبعوث الخاص للأمم المتحدة لأجندة التمويل 2030.

منظمة الصحة العالمية ستدعم مقترح سموه

وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في كلمته خلال المنتدى عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على جهود سموه في مواجهة جائحة “ كوفيد-19”، ولمملكة البحرين على تنظيمها واستضافتها للمنتدى وشراكتها مع منظمة الصحة العالمية خلال السنوات الماضية.

وأكد تأييده للمقترح الذي تقدم به صاحب السمو لإطلاق مجموعة “أصدقاء الأمين العام للأمم المتحدة لتحسين سبل مواجهة التأثيرات السلبية لجائحة فيروس كورونا على مسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة”. مضيفًا أن منظمة الصحة العالمية ستدعم هذا المقترح، والذي يأتي في الوقت المناسب في ظل تداعيات جائحة كوفيد-19 على الحاضر والمستقبل.

وأشار إلى أن الجائحة بالإضافة إلى المعاناة والوفاة التي تسببت فيها، فإنها أدت إلى حدوث اضطرابات شديدة في الخدمات الأساسية وأبرزت التفاوتات والفروق داخل البلدان وفيما بينها.

وحذّر من أن المكاسب التي حققتها البشرية في مجال التنمية معرضة للخطر، إذ إن آثار الجائحة لم تقتصر على الصحة فقط، وإنما أدت إلى فقدان سُبل العيش وأصبح الاقتصاد العالمي في حالة ركود وتفاقمت الانقسامات الجيوسياسية.

وأشار إلى أن التغطية الصحية الشاملة تحتل في الوقت الحالي الأولوية القصوى لمنظمة الصحة العالمية، وأن المنظمة تعمل من أجل عالم يستطيع فيه جميع الناس الوصول إلى الخدمات الصحية التي يحتاجون إليها دون مواجهة صعوبات مالية، مشيدًا بتجربة مملكة البحرين كنموذج متميز في توفير الخدمات الصحية وإتاحتها للجميع.

وقال: “ليس هناك شك في أن جائحة كوفيد-19 تمثل انتكاسة خطيرة لجهودنا الجماعية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لكن لا يمكننا السماح لها بأن تصبح ذريعة لفشلنا في الوفاء بالتزاماتنا، ولقد أظهر الوباء أهمية أهداف التنمية المستدامة ولماذا يجب أن نتابعها بتركيز وتصميم متجدد”.

وأكد أن الدول حتى تتعافي من تداعيات “كوفيد-19” تحتاج إلى التركيز على ثلاثة أمور، هي: مزيد من الاستثمار والقيادة لتعزيز النظام الصحي والأمن الصحي، تعزيز الاستثمارات الوطنية وفي الرعاية الصحية الأولية وخدمات الصحة العامة، وأخيرًا إعادة البناء بشكل يسهم في حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية والمياه مع الاتجاه نحو الاستثمارات الذكية في المياه والصرف الصحي والطاقة المتجددة وأنظمة الغذاء الصحي والمدن الصالحة للعيش.

من ناحيته، توجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في كلمته، بالتحية إلى القائمين على تنظيم المنتدى والمشاركين فيه، مشيدا بجهودهم المكثفة في مواجهة جائحة كوفيد -19 والمضي قدما على طريق تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

حزمة إنقاذ “أممية” لصالح المتضررين

وأكد ان الأمم المتحدة تواصل بذل جهودها من أجل تدشين حزمة إنقاذ ضخمة لصالح شعوب ودول العالم الأكثر تأثرًا واحتياجًا، جنبًا إلى جنب مع جهودها لدعم إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا بتكلفة ميسورة ومتاح للجميع.

وشدّد غوتيريس على ضرورة وقف إطلاق النار عالميا، للتركيز على العدو المشترك؛ وهو فيروس كورونا، ومواجهة الفوارق وأوجه الضعف التي أظهرتها الجائحة.

وأكد أن التعافي سيكون فرصة لإعادة وضع تصور للمستقبل، مشيرًا إلى أن هذا المستقبل مرهون بتحقيق السلام والتنمية المستدامة وتعزيز حقوق الإنسان، وهي أمور لا يمكن النجاح في تحقيقها سوى بتكاتف الجميع.

وأوضح أن جائحة فيروس كورونا شكلت انتكاسة للجهود المشتركة في تحقيق التقدم والنماء، حيث تتصاعد معدلات الفقر لأول مرة منذ 30 عامًا في عالم خسر ما يعادل 500 مليون فرصة عمل، لافتًا إلى معاناة النساء من تفشي الفيروس على قدم المساواة مع الرجال، باعتبارهن العاملات الرئيسيات في القطاعات الأكثر تضررًا، كما أنهن يتحملن أعباء الرعاية الإضافية. كما يعانين فضلا عن ذلك من وباء العنف المتزامن مع الجائحة، حيث أدى الإغلاق إلى إبقاء كثيرات منهن أسيرات في المنازل مع المعتدين عليهن.

وتحدث دينيس موكويجي الحائز على جائزة نوبل للسلام للعام 2018، في كلمته عن التحديات التي تواجه العالم، جراء جائحة كورونا وتأثيراتها على مجمل الأوضاع في العالم. ووجّه الشكر لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على دعوته للمشاركة في المنتدى، لمناقشة الموضوع الهام عن “مستقبل أهداف التنمية المستدامة في مرحلة ما بعد جائحة فايرس كورونا – كوفيد -19”.

العالم لن يكون كما كان في السابق

وأشار موكويجي إلى التحديات التي يواجهها العالم في ظل جائحة كوفيد -19،  ورأى أن العالم لن يكون كما كان في السابق بعد الجائحة، مؤكدا ثقته في قدرة دول العالم على مواجهة هذا الوباء من خلال التعاون والتكاتف معا.

من جانبه، قدم الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وكيل وزارة الخارجية رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة عرضًا تناول علاقة مملكة البحرين والأمم المتحدة وإطار الشراكة الاستراتيجية بين حكومة مملكة البحرين ووكالات وهيئات الأمم المتحدة، وجهود مملكة البحرين في مواجهة تداعيات جائحة كورونا.

وأكد أهمية المنتدى في تسليط الضوء على القضايا العالمية الملحة التي تؤرق مستقبل البشرية، معربًا عن شكره وتقديره لجهود صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في دعم الجهود الدولية في مجال التنمية المستدامة.

نحتاج دول أعضاء ملتزمة مثل البحرين

وأكدت أودري أزولاي وهي المدير العام لمنظمة اليونسكو في كلمتها بالمنتدى، أهمية التعددية وفعاليتها في تحقيق نتائج ملموسة، وقالت “نحتاج إلى دول أعضاء ملتزمة، مثل مملكة البحرين، المملكة التي أظهرت التزامها بالتعددية بشكل عام ولليونسكو على وجه الخصوص، فهذه هي أفضل طريقة، على ما أعتقد، لتكريم أرواح أولئك الذين قرروا قبل 75 عامًا، في سان فرانسيسكو، في لندن، وضع الأساس لنظام التعددية، وهو نظام نحتاج الآن للاستثمار فيه”.

وأكدت أن الأزمة الحالية تذكر البشرية بمدى ترابطها، وأن التصدي لعواقب الجائحة والارتقاء إلى مستوى تحديات اليوم والغد الأخرى، يحتاج إلى استخدام جميع الموارد المتاحة للبشرية، وإلى مزيد من التعاون، وهو هدف تحظى الأمم المتحدة إزاء قدرتها على تحقيقه بثقة شعوب العالم.

ورأت أن انعقاد المنتدى في هذا الوقت الفريد ذو دلالة رمزية، ألا وهي الذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء منظمة الأمم المتحدة، مشيرة إلى أنه قبل خمسة وسبعين عامًا، حين عقد الأمم المتحدة مؤتمرها في فرانسيسكو كانت المنظمة تضم في عضويتها 51 دولة فقط مقارنة بـ 193 دولة في الوقت الراهن، وهذا ما يعكس صورة العالم بتوتراته وتطلعاته وتناقضاته وآماله، وتلك هي قيمة التعددية، التي تمهد السبيل لمساحة للحوار وبذل الجهود من أجل التغلب على هذه التوترات من أجل تحقيق الأفضل.

كما ألقى عبدالله شاهد وهو وزير الخارجية بجمهورية المالديف كلمة أشاد فيها بدور صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية في انعقاد هذا المنتدى الهام رغم وجود جائحة كورونا والمخصص هذا العام لبحث مستقبل أهداف التنمية المستدامة في مرحلة ما بعد كوفيد-19.

وأثنى على الخطط والبرامج التي نفذتها مملكة البحرين في مواجهة فيروس كورونا، مؤكدًا أنها شكلت مصدر إلهام للجميع.

منتدى “رؤى البحرين” حدث مهم

من جانبها، أشادت “آنا تيباجوكا” وكيل الأمين العام والمديرة التنفيذية السابقة لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بمبادرات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال التنمية المستدامة، والتي كان لها أثرها البالغ في توجيه أنظار المجتمع الدولي إلى كل ما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام.

وأكدت أن “منتدى رؤى البحرين” يشكل كل عام حدثا هاما يجمع المسئولين والمختصين لمناقشة مختلف القضايا التي ترمي إلى تعزيز منظومة العمل الجماعي من أجل صالح الانسانية وتطورها، مؤكدة أن تزامن انعقاد المنتدى هذا العام مع جائحة كوفيد 19 يكسبه أهمية خاصة، حيث يلقي الضوء على تداعيات هذه الجائحة على جهود الدول في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وما يجب فعله واتخاذه من إجراءات لتقليل هذه التداعيات لاسيما على اقتصاديات الدول النامية.

أهداف التنمية المستدامة خارطة طريق للبشرية

وأكدت وزيرة الصحة فائقة الصالح أن مملكة البحرين حرصت منذ بدء الجائحة، على التعامل مع سلبياتها وتداعياتها على الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة من خلال توفير كافة سُبل الدعم والموارد اللازمة لضمان استمرارية تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية وعدم تأثرها بالاستجابة الوطنية لحالة الطوارئ الصحية المصاحبة لكوفيد-19.

وأوضحت أن أهداف التنمية المستدامة تعد خارطة طريق للبشرية، وإنّ هذا الوباء يمثل تحدّيًا هائلاً للوصول إلى أهداف التنمية المستدامة 2030، إلّا أنه في ذات الوقت يوضّح لنا حكمة متأصلة بالفعل في أهداف التنمية المستدامة وهي أنه لا يمكن التعامل مع التحديات التي نواجهها بمعزل عن غيرها.

وشدّدت على أن هناك حاجة إلى أهداف التنمية المستدامة الآن أكثر من أي وقت مضى، وأنه لابد من الاستفادة من الأزمة هذه من أجل التغيير، ومن أجل تحوّل منهجي عميق للتركيز على أهمية استراتيجيات الصحة العامة والطوارئ الصحية، وعلى التحولات طويلة المدى لتوجيه مرحلة التعافي من كوفيد-19، وأهمية وضع إطار خاص بهذه التحولات.

مستوى قياسي جديد للدين العالمي

وأوضح المبعوث الخاص للأمم المتحدة لأجندة التمويل 2030 محمود محيي الدين أن جائحة كوفيد -19، تسببت في أزمة صحية واقتصادية وإنسانية غير مسبوقة، حيث فقد 500 مليون شخص وظائفهم حتى الآن، وتضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع الحاد مع 270 مليون شخص إضافي يواجهون الجوع الحاد هذا العام. كما يواجه مائة مليون شخص خطر دفعهم نحو الفقر، وهو أول ارتفاع في معدلات الفقر منذ عام 1998. وأشار إلى أن الجائحة كان لها تأثير عشوائي على جميع أنحاء العالم، من ناحية مستويات التجارة والاستثمار والتمويل الخارجي ومصادر الدخل القيمة مثل التحويلات الخارجية، إلا أنها أثرت بشكل أكبر على الاقتصادات النامية والأشخاص الضعفاء الذين هم أقل قدرة على التعامل مع تأثيره.

ونوّه إلى أن تأثير انتشار الجائحة أسهم في دفع نسبة الدين العالمي إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى مستوى قياسي جديد، حيث وصل إلى 331 % من الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من العام وهو يتزايد بشكل ملحوظ.

عدم ترك أي شخص يتخلف عن الركب

من جهته، أعرب بان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة في كلمة ألقاها خلال المنتدى، عن خالص تقديره لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، ومدير منظمة الصحة العالمية، مشيدًا بتنظيم منتدى رؤى البحرين في هذه الفترة غير المسبوقة على مدى التاريخ، وبما تتمتع به مملكة البحرين من ريادة في تبني المبادرات التي تدعم تنفيذ أهداف التنمية المستدامة لصالح شعوب العالم.

وأكد أن جائحة فيروس كورونا شكلت العديد من التحديات للمجتمع العالمي وأدت إلى تغييرات لا مثيل لها من حيث التأثير على أساليب الحياة والتفكير وتفاعل البشر مع بعضهم البعض، مشيرا إلى أن الجائحة أظهرت عالما جديدا لم يعد فيه مصطلح الوضع الراهن موجودًا.

وقال “إن من مسؤوليتنا المشتركة ضمان عدم ترك أي شخص يتخلف عن الركب لأننا نناور من خلال التحديات التي تفرضها جائحة كوفيد-19، فدعونا نتخذ الإجراءات معًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في السنوات العشر القادمة”.

وتم خلال المنتدى عرض فيديو توعوي تحدث فيه عدد من أطفال البحرين عن جهود مملكة البحرين في مكافحة فيروس كورونا المستجد وما قدمته للمواطنين والمقيمين من دعم وتسهيلات، وما حققته المملكة من منجزات ضمن مساعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.