+A
A-

المرأة البديعية في زمن الغوص.. الأنشط بعد المحرق والحد

أعلن الباحث نوح خليفة عن إنتاجه العلمي الجديد “نساء البديع من الكفاح المعيشي إلى تحديات المشاركة والتمثيل السياسي دراسة وصفية تحليلية”، واعدا بإنتاج علمي سنوي عن المرأة اعتزازا وعرفانا بجهود سيدة البحرين الأولى قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأمير سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة المعززة لمسيرة المرأة البحرينية وحراكها على مختلف الأصعدة والمستويات.


وذكر نوح خليفة أن إنتاجه نساء البديع من الكفاح المعيشي إلى تحديات المشاركة والتمثيل السياسي يأتي بعد إنتاجين أطلقهما الباحث في حقل دراسات المرأة البحرينية، كان أولها نساء المحرق الأدوار والوظائف التاريخية والمعاصرة في العام 2011 والمرأة الرفاعية بين الكفاح التاريخي والتمكين المعاصر تحليل سوسيولوجي للإسهامات والتحديات والآليات المواجهة.
وقال الباحث إن البديع كانت تشهد نشاطا نسائيا قويا في الحياة العامة وحركة كفاح معيشية واجتماعية في موسم الغوص وتأتي في الترتيب الثالث من حيث قوة حراك المرأة في حقب ومواسم الغوص وحركة التجارة البحرية بعد المحرق والحد.
وأرجع ذلك إلى أن البديع عرفت بارتفاع عدد سكانها لتعدد مناشطهم الاقتصادية والاجتماعية ووفرة السفن بأنواعها الخاصة بصيد اللؤلؤ والأسماك ووجود الطواشين والنواخذة والكثير من البحارة، وكانت المهنة الرئيسة لرجالها صيد اللؤلؤ والأسماك ولقطاعه أي نقل البضائع بواسطة السفن من البحرين إلى الدول المطلة على الخليج العربي وكذلك الهند والدول المطلة على الساحل الشرقي لقارة إفريقيا، ما أدى إلى تغيب غالبية رجال المنطقة وتفرد المرأة بحراك اقتصادي اجتماعي نسوي قوي.
وتسرد وتحلل الدراسة حياة المرأة في مختلف أرجاء البديع والمهن التي تشغلها على المستويين التاريخي والمعاصر، إضافة إلى وصف التاريخ الاجتماعي والاقتصادي للمرأة في زمن الغوص وتطورها التاريخي وتزايد حضورها في المؤسسات الحداثية كالمؤسسات التربوية والأهلية والطبية والتجارية والأهلية.
وذكر الباحث أن الدراسة تسهم في سد ثغرة من ثغرات الحفاظ على تاريخ الحراك النسوي البحريني في إحدى أهم المناطق الاستراتيجية والتاريخية المهمة في مملكة البحرين وتشكل القاعدة المعرفية الأولى من نوعها في تاريخ القرية ومن الممكن البناء عليها من قبل الباحثين لدراسة قضايا المرأة الريفية في البحرين عموما والبديع خصوصا.
وأضاف أن الدراسة ستسهم في التوصل إلى سياسات جديدة لتعزيز المشاركة والتمثيل النسوي في الريف البحريني بشكل عام وقرية البديع خصوصا. كما تعزز الدراسة فهم المجتمع النسوي لطبيعة الحالة التبعية التي تعاني منها المرأة في الريف البحريني وكيفية تكوين اتجاهات رأي نسوية مؤثرة.
وأوضح أن الدراسة استهدفت نساء البديع ذوات الأصول البديعية والقاطنات في قرية البديع إلى الآن، وتم اختيار البديع؛ لأنها ضمن أبرز مدن الغوص على المستوى التاريخي في البحرين وهو ما يميزها بحراك نسائي قوي جدير بالدراسة. إضافة إلى أنها تقع جغرافيا في موقع استراتيجي بالساحل الشمالي الغربي من المحافظ الشمالية فضلا عن أنها تتميز بخصائص ثقافية مغايرة عن الثقافة السائدة في محيطها بالشريط القروي الساحلي، ما يجعلها رافدا للتنوع والإثراء المجتمعي ويعد بروز المرأة في السياق التنافسي المجتمعي في المحافظة الشمالية التي مازالت طبيعتها الجغرافية تشهد ملامح ريفية كذلك نمط حياة المرأة فيها.
وأضاف أن الدراسة تعالج إشكالية مهمة تنبثق من تحديات رئيسة لها 3 أبعاد البعد الأول عالمي يتمثل في أن تدني نسبة التمثيل النسوي ظاهرة عالمية، والبعد الثاني تحدي الحفاظ على استمرارية وتزايد المشاركة والتمثيل السياسي النسوي على مستوى البحرين، والبعد الثالث قدرة الأوساط الريفية على تحقيق نسب أعلى من التمثيل النسوي في المؤسسات الديمقراطية.
وبين أن الدراسة تذهب إلى أن قرية البديع على الرغم من تميزها تاريخيا بمقومات القائد الحضري في محيطها القروي بالمحافظ الشمالية، إلا أن الحراك القيادي للمرأة فيها لم يتخط بمجالات قيادة المؤسسات التربوية والدينية مثل: المدارس ورياض الأطفال ومراكز تحفيظ القرآن، إذ لم تسجل حضورا قياديا في مجال منظمات المجتمع المدني أو المجالس الوطني.
وراوح أن البديع لم تشهد منافسة نسوية فعلية على المقاعد البلدية والبرلمانية ولم تسجل المرأة إلا مساهمات محدودة لم تتجاوز تسجيل ترشحها للانتخابات ثم انسحابها مع بداية دخولها المعترك الانتخابي الفعلي بالرغم من مساهمة نساء البديع الجادة من خلال حملات تعبئة الرأي العام في الحملات الانتخابية وقوة مشاركتها في اختيار ممثلي المنطقة من خلال التصويت.
وأضاف أن الدراسة تتجه إلى تحليل استمرارية التحديات الثقافية والبيئية التي تواجه تطور أنشطة المشاركة والتمثيل الأهلية النسوية في المجتمعات الريفية وحاجة المجتمع البحريني إلى تنمية أوجه المشاركة والتمثيل النسوي في الريف البحريني الذي يعتبر جزءا حيويا من مشروعات تقدم المرأة في الحياة العامة وأنشطة المشاركة والتمثيل المدني والسياسي في مملكة البحرين.
وبين أن الدراسة تناقش البنية الاجتماعية والثقافية والمؤسسية التي تنطلق من خلالها المرأة نحو أنشطتها ومشاركاتها الاجتماعية. كما تبحث مشاركة المرأة في المجالات السياسية ومدى رغبتها في زيادة قوة مشاركتها من خلال الترشح للانتخابات البلدية والنيابية ودوافعها من رغبتها في زيادة قوة مشاركتها من خلال الترشح للانتخابات أو إحجامها عن ذلك.
ووعد الباحث نوح خليفة بطرح تفاصيل أعمق من خلال الصحافة في الأيام المقبلة عن حراك المرأة البديعية، معربا عن تطلعاته الأكاديمية الوطنية التي يسعى من خلالها إلى المشاركة في التنمية في أكثر من مجال علمي داعيا إلى تعزيز مسيرته بالشكل الذي يتمكن من خلاله من القيام بزيادة وتيرة إنتاجه الوطني ويزيح عن مسيرته بعض المعوقات.