+A
A-

وزيرة الصحة: السيطرة على انتشار “كورونا” تتطلب عملا جماعيا مشتركا

أكدت وزيرة الصحة فائقة الصالح أن الأرقام الحالية للحالات القائمة ومصدر إصابتها من الخارج تعطينا التطمين اللازم لوضع المملكة الحالي، ولكنها أكدت ضرورة الاستعداد من الناحية الطبية؛ لاحتمال وجود طفرة بعدد الحالات القائمة.


وأشارت إلى أنه وضمن الإجراءات أيضًا في حال وجود طفرة في عدد الحالات القائمة هو تفريغ وحدات العناية المركزة وأسرّة المستشفيات؛ لتوفير الطاقة الاستيعابية الكاملة للحالات الحرجة، التي تتطلب الرعاية الطبية اللازمة، مطمئنةً الجميع بأنه تحت أي ظرف سيحصل المواطنون على جميع مستلزمات الرعاية الطبية اللازمة من علاج وغيرها.


وأضافت أنه بجانب الخطط الطبية وفي حال وجود طفرة في الحالات القائمة فإنه سيتم الاضطرار إلى وضع تدابير إضافية لتجنب المخالطة، وستكون هذه الإجراءات مؤقتة ولكنها ستلعب دورًا فاعلًا في الحد من انتشار الفيروس، مؤكدةً أن الوضع من النواحي الطبية لمواجهة فيروس كورونا في المملكة تحت السيطرة، ولكن من منطلق المسؤولية الوطنية يجب أن يتم الحديث بواقعية وشرح الخطط المستقبلية الموضوعة للسيناريوهات المحتملة لمواجهة فيروس كورونا (كوفيد 19).


وقدمت وزيرة الصحة تعازيها الحارة لأسرة وذوي المواطنة البالغة من العمر 65 عاما التي توفيت أمس، وكانت تعاني من أمراض وظروف صحية كامنة أخرى وكانت إحدى الحالات القائمة لفيروس كورونا، مشيرة إلى أنه بحسب منظمة الصحة العالمية فإن المعرضين للخطر بشكل أساس هم كبار السن أو الذين لديهم أمراض كامنة مثل أمراض الضغط أو مشاكل بالرئة، معربةً عن تمنياتها من الجميع الاهتمام باتباع الإرشادات الطبية والإجراءات الاحترازية.


وأكدت الصالح أن السيطرة على انتشار الفيروس تتطلب عملا جماعيا مشتركا من قبل الجميع عبر الامتناع عن نشر الشائعات واستقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة، والالتزام بالإرشادات الصحية المتعلقة بالنظافة الشخصية من غسل الأيادي بالطريقة الصحيحة وتجنب الاختلاط بالآخرين، والامتناع عن حضور التجمعات العامة سواء كانت اجتماعية أو دينية أو غيرها.


جاء ذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقده الفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا “كوفيد 19” مساء أمس في مركز سمو ولي العهد للتدريب والبحوث الوطنية بالمستشفى العسكري؛ للوقوف على مستجدات التعامل مع الفيروس وتطورات الحالات القائمة، بحضور وزير الصناعة والتجارة والسياحة زايد الزياني، ورئيس الأمن العام الفريق طارق الحسن، واستشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العسكري عضو الفريق الوطني للتصدي للفيروس المقدم طبيب مناف القحطاني، وعضو الفريق الوطني استشارية الأمراض المعدية والأمراض الباطنية بمجمع السلمانية الطبي جميلة السلمان.


وأكد رئيس الأمن العام أن البحرين مستعدة لمواجهة الفيروس، وتفوقت في مستوى الإجراءات الاحترازية من الفحص والعزل على مستوى الدول الأخرى وقامت بفحوصات تفوق الدول الكبرى على مستوى السكان، مشيدًا بتوجيهات جلالة الملك وسمو ولي العهد، ما جعل البحرين مستعدة ومنذ البداية لاتخاذ الإجراءات المكثفة، وأهّلها لأن تحظى بإشادات عالمية ومنها من قبل منظمة الصحة العالمية، ولقد أكدنا تطورنا خلال الفترة الماضية في نواحي الفحص أو الحجر أو العزل أو العلاج، مشيرا إلى أن هناك أسبابا لسرعة انتشار المرض كما أعلنت المنظمة العالمية، ومنها التقاعس والتأخر في اتخاذ الإجراءات بشكل مسبق، وهو ما اتخذته البحرين في عملها لمواجهة الوباء من خطوات استباقية في التصدي لكورونا.


وأكد الحسن أنه بأمر من سمو ولي العهد تم تكليف الجهات المعنية بتوفير المواد الغدائية لـ 6 شهور، مشيرا إلى أن إدارة الأمن الإلكتروني تتبع الشائعات وتتخذ إجراءاتها المناسبة لردعها، ولا داعي للتبع الأخبار من مصادر غير رسمية، إذ يجب الحصول على الأخبار من المصادر الرسمية، منوها إلى أننا نتتبع المخالطات ونتخذ الإجراءات لحماية المجتمع من تفشي المرض، معلنا أنه تم إنشاء فريق لتتبع المخالطين، وأن الحدود مفتوحة وفق إجراءات من أجل سلامة المجتمع، داعيا إلى عدم الاختلاط بالآخرين؛ لأنه أحد أسباب انتشار المرض، مشيدا بكل الكوادر الوطنية من جميع الجهات؛ لعملهم المتواصل دون انقطاع، مؤكدا أن عددا كبيرا من المتشافين أبدوا استعدادهم للتطوع، وأن هناك خططا للتدريب تشمل جميع الشرائح المجتمعية.


من جانبه، أشاد الزياني بالجهود الوطنية الجبارة لمواجهة الفيروس، معربا عن شكره للصحافة المحلية لنقلها الصورة الوطنية لتطورات الفيروس، منوها بالعدد الهائل من المتطوعين الذين تقدموا لخدمة الوطن.
وأشار الزياني إلى إن توجيهات القيادة والحكومة تؤكد التركيز على توفير جميع السلع والمواد الغذائية للموطنين والمقيمين في البحرين، مشيرا إلى أن الوزارة عقدت اجتماعين مع غرفة التجارة، مؤكدا استمرار الوضع، وتعزيز الوضع الحالي، ولازالت الاجتماعات مستمرة، منوها أنه تم وضع خطة وطنية لتعزيز الوضع الغذائي، مشددا على أن الوضع مستقر.


وبدوره أشار القحطاني إلى أنه تم كشف وإجراء 12 ألف فحص، وأن هناك حاليا 58 حالة قائمة من خارج البحرين، وأن عدد الإصابات 85 من أصل 165 حالة وخرج منهم 77 حالة من العزل الصحي حسب تعليمات منظمة الصحة العالمية، مؤكدا أن شعب البحرين أثبت أنه مجتمع واع أبهر دول العالم الأخرى، وكان هذا أحد أسباب نجاح عدم انتشار المرض من خلال الإجراءات الاحترازية لحكومة البحرين للتصدي لهذا الفيروس، منوها إلى أنه ولحد اليوم لا توجد أي حالة إصابة من داخل البحرين.


وقالت السلمان إنه يتم متابعة الحالات الموجودة في العزل والحجر على مدار الساعة من قبل الكوادر الطبية والتمريضية، وحالات العزل مستقرة، وبعض الحالات تأخذ العلاج لوجود عوامل خطورة كأمراض السكري والكبد والكلى المزمنة، ومعظم هذه الحالات مستقرة وسترجع للمجتمع قريبًا، مبينة وجود حالتين حرجتين تخضعان حاليا للعناية وعلى أجهزة التنفس، مشيرا إلى أن الفقيدة كانت في 65 من العمر وكانت تعاني من أمراض مزمنة، وأن هناك 77 حالة تعافوا وسيتم متابعتهم وإعادة الفحص المختبري لمدة 6 أسابيع حسب منظمة الصحة العالمية.


وفي ردهم على الأسئلة، قالت وزيرة الصحة إن الدفعات المتبقية من المواطنين في إيران سيتم إجلاؤهم قريبا مع وزارة الخارجة والجهات المسؤولية، مشيرة إلى أننا نعمل حاليا على هذا الموضوع مع الجهات المعنية؛ لإرجاع العالقين في إيران.


وعن إغلاق المحلات، أشار الزياني إلى أن الوضع يتغير من يوم إلى آخر، مع الحد من التجمعات التي تزيد على 150 فردا، مع تفاؤلنا بأن تستقر الأمور، ولا نريد أن نتخذ أي إجراءات استباقية بخصوص المجمعات والأسواق التجارية، وسنركز على المواد التي تكون مدة صلاحيتها طويلة ولدينا حصص تموينية جديدة تعوض الاستهلاك.


وفي رده، أشار رئيس الأمن العام إلى أنه يتم فحص جميع النزلاء في مراكز التوقيف، وبتوجيهات من وزير الداخلية تم وقف الزيارات لمدة أسبوعين؛ استعدادا لاتخاذ الإجراءات لما قد يتطور عليه الوضع وفحص كل من شملهم العفو قبل خروجهم من الإصلاح والتأهيل؛ لنتأكد من عدم إصابتهم؛ لحماية أسرهم والمجتمع، وتم تخصيص مبان للحجز الصحي، وهناك عملية تعقيم مستمرة في جميع مراكز التوقيف، وتم توفير أماكن للعزل في مراكز التوقيف في حال وجود إصابة بين الموقوفين.


وذكر أن مراسم دفن الفقيدة تمت ضمن إجراءات وتعاون مع عائلة الفقيدة بوجود فريق مختص من الدفاع المدني قام بعمله على أفضل وجه، مقدما شكره وتعازيه الخالصة للعائلة على تعاونها التام في هذا الجانب، مشيدا بدور كل وحدات وزارة الداخلية وعملها المتواصل ومنها شرطة المجتمع والدفاع المدني وكل العاملين في مواجهة والتصدي لوباء كورونا.