+A
A-

الهاجري لـ “البلاد”: شباب يصابون بالسكري بسبب “المكملات الغذائية”

كشفت استشارية طب الأسرة واختصاصية أمراض السكري رابعة الهاجري عن أنها تابعت حالات عدة لشباب رياضيين أصيبوا بمرض السكري، وكان السبب الرئيس وراء الإصابة تناول البروتينات، والتي يعتقدون أنها من المكملات الغذائية، خصوصا بعض المكملات الغذائية التي تصرف في بعض النوادي الرياضية من دون وصفة طبية.

ودقت الهاجري في تصريحات لـ “البلاد” على هامش مشاركتها في ورقة بحثية في مؤتمر “ألايميدو الثالث” الذي اختتم أعماله الأسبوع الماضي، ناقوس الخطر لحالة مجتمعية لابد من الوقوف عندها ومتابعتها وإلقاء الضوء عليها واتخاذ القوانين والإجراءات اللازمة بشأنها لحماية الشباب الذين يقعون في براثنها ويكونون ضحية لها دون أن يعرفوا نتائجها.

وأوضحت أن هذه البروتينات التي يتناولها بعض الشباب ويقبلون على استخدامها لأكثر من مرة في اليوم هي ليست مكملات غذائية انما هي مدمرة لخلايا البنكرياس وتعمل على تعطيل غدة البنكرياس المسؤولة عن إفراز الأنسولين لتنظيم سكر الدم، وبالتالي تؤدي إلى إصابتهم بمرض السكري، علما أن تاريخهم المرضي سليم من الإصابة بهذا الداء.

وأكدت أن هذه المكملات تحتوي على هرمون التسترون وهرمونات النمو والكورتيزون، والتي تستخدم لبناء أجسامهم وإبراز عضلاتهم، داعية إلى تشديد الرقابة على المراكز؛ لأن بعضها يقوم ببيعها من دون ترخيص وبالخفاء.

وأشارت الهاجري إلى أن كثيرا من الشباب البحرينيين يتجهون إلى بناء عضلاتهم والمواظبة على الذهاب إلى الصالات لممارسة الرياضة وتضخيم هذه العضلات والحصول على الجسم الذي يشبه أجسام الممثلين وبعض الرياضيين، وهم لا يدركون الخطر الذي يتربص بهم من هذه المكملات.

بدورها، أكدت استشارية تعمل في مجال الخصوبة وعلاج العقم وأطفال الانابيب أنها تعالج شبابا بحرينيين فقدوا الأمل بالإنجاب بسبب تناولهم فترة المكملات الغذائية دون أن يعرفوا مكوناتها وكانت النتيجة إصابتهم بالعقم.

وأوضحت أنهم وبعد عدة سنوات من الزواج وتأخر الإنجاب، وراجعوا العديد من المستشفيات الحكومية والخاصة، وعندما قمنا بإجراء الفحوصات المخبرية وجدنا أن المكملات التي كانوا يتناولها من منشطات تضخيم العضلات، أدت إلى تقليل نسبة الحيوانات المنوية لديهم، مما حرمهم من الإنجاب بعد الزواج، مشيرة إلى أن بعضهم يواصل العلاج من آثار هذه المنشطات، بينما اضطر بعضهم للسفر إلى الخارج بحثا عن علاج.

وقالت في تصريحات لـ “البلاد”: إن الشباب يتجهون لاستخدام المكملات الغذائية لتسريع عملية تضخيم العضلات بمساعدة هذه المكملات “المنشطات”، والتي تحتوى على بعض “ الفيتامينات والبروتينات والأحماض الأمينية، والأحماض الدهنية والكراتين، ومحفزات هرمون التستوستيرون”، مشيرة إلى أن بعض تلك المواد غير مصرح بها تعمل على إعطاء نتائج عكسية للهرمونات، تظهر على المدى الطويل متمثلة ببعض الأمراض الخطيرة كالسكتة القلبية والدماغية، وقد تسبب العقم والتلف الكبدي، مؤكدة أن أكثر الشباب ليس على دراية بخطورة هذه المكملات وما تنتهي إليه من مآسٍ، وبعضهم الآخر انتهت حياتهم الزوجية وكانت المكملات والمنشطات سببا بانتهاء الحياة الزوجية وحصول الطلاق، مؤكدة أن مثل هذه الحالات معروفة لدى العديد من الأطباء وموثقة لديهم.