+A
A-

خطة وطنية لمواجهة “كورونا”... وحتى الآن لا حالات في البحرين

كشف استشاري الأمراض المعدية رئيس مختبر الأحياء الدقيقة ولجنة مكافحة العدوى بالخدمات الطبية في المستشفى العسكري طبيب مقدم مناف القحطاني أن الاجتماع الوطني الذي عقدته مستشفيات البحرين الحكومية والخاصة لبحث مستجدات الوضع العالمي لفيروس لكورونا المستجد، قرر وضع خطة وطنية شاملة للترصد لمجابهة الفيروس والتحكم بانتشاره، مؤكدا أن هذا يأتي ضمن توجيهات القيادة، مبينا أن لجنة للترصد والتحكم شُكلت في المستشفى العسكري لمجابهة الكورونا يترأسها قائد الخدمات الطبية الملكية اللواء الشيخ خالد بن علي آل خليفة، موضحا أن اللجنة وضعت آلية وإستراتيجية فورية لمجابهة الفيروس المستجد، مردفا أنه تم وضع خطة موازية مع الخطة الأم للتعاون والتنسيق الطبي مع المملكة العربية السعودية في هذا الجانب في حالة رصد أي حالات مشتبه بها.

وأوضح الاستشاري القحطاني في تصريحات لـ “البلاد” أن المستشفى العسكري بدأ بتطبيق الخطة الاحترازية للتعامل مع الفيروس منذ أكثر من أسبوع، وهناك تعاون فعال مع وزارة الصحة، بعد أن تم تشغيل جهاز الفحص الجيني، ومستلزمات الفحص الجيني للفحص المبكر لفيروس الكورونا، إضافة الى التعاون التام مع كافة المستشفيات الأخرى الحكومية والخاصة للتبليغ عن أي حالة اشتباه للإصابة بالفيروس.

وحول الخطة الاحترازية التي تم تفعليها بالمستشفى العسكري، أشار القحطاني إلى أنه وبتوجيه وتعليمات ومتابعة من قائد الخدمات الطبية الملكية، اللواء الشيخ خالد بن علي آل خليفة، فقد تحولت لجنة الطوارئ إلى “خلية عمل” جاهزة، والتي تم تغيير اسمها إلى “لجنة الترصد والتحكم لـ “فيروس كورونا”، وتم وضع خطة احترازية لمنع انتشار هذا الفيروس في المستشفى في حالة وجود أي حالة أو أي اشتباه بحالة، وتجهيز قسم خاص للعزل والحجر الطبي قريب من الطوارئ والعيادات الخارجية، مؤكدا أن أنه تم توفير كافة الكوادر الطبية والتمريضية والفنية اللازمة وكافة العلاجات والمستلزمات الطبية، وتوفير الأجهزة الخاصة بالتنفس الاصطناعي وأجهزة الملاحظة الدورية الدقيقة، وتزويدها بأجهزة لتنقية الهواء لمنع انتشار الفيروس.

وبين القحطاني أن قائد الخدمات الطبية قد اجتمع مع كافة الكوادر العاملة في الفريق، حيث تم تعريفهم باللوائح والإرشادات اللازمة في حال استقبال أي حالة مصابة أو مشتبه بها وآليات التعامل بها وفق الإستراتيجية والخطة التي تم وضعها لعمل الفريق، منوها بأن المستشفى بدأ برنامجا تدريبيا فوريا للفريق من خلال ورش عمل تدريبية باستخدام تقنية المحاكاة والعالم الافتراضي لتدريب الكوادر الطبية والتمريضية والفنية على أساسيات مكافحة العدوى لمرضى كورونا، وذلك بمركز ولي العهد للتدريب التابع للمستشفى العسكري، إضافة إلى تنفيذ سيناريو وهمي لانتشار وباء كورونا وكيفية مواجهته، وقام المستشفى بإصدار دليل ارشادي شامل حول كيفية التعامل مع الفيروس وطرق التبليغ عنه لكافة الكوادر الطبية والتمريضية والفنية بالمستشفى.

وبهذا الخصوص، أكد القحطاني أن البحرين بعيدة كل البعد عن مرض كورونا المستجد، ولا توجد أي حالة مصابة أو مشتبه بإصابتها لحد الآن، ولم يتم الإعلان ولحد عن أي حالة رسميا، محذرا من الانسياق وراء المعلومات المغلوطة التي تبثها وسائل التواصل الاجتماعي وتنتشر بشكل واسع، مشددا على ضرورة أخذ المعلومات من المصادر الطبية الرسمية فقط، وعدم نشر مثل هذه المعلومات المغلوطة والتعامل معها؛ لأنها تنشر الخوف والذعر لدى بعض الناس.

وأفاد بأن أغلب الفيروسات لا تستطيع العيش خارج جسم الإنسان مدة 24 ساعة، وهذا الفيروس يعد من الفيروسات التي تمتاز بكبر حجمها وسرعتها على التحور، وهو ما يساعده على سرعة الانتشار، موضحا أن الفيروس المستجد شبيه بفيروس السارس الذي ظهر في الصين في العام 2002، والذي اثبتت الدراسات انه يختلف عن فيروس الأنفلونزا وينتمي الى عائلة الكورونا، مستطردا أنه تم مؤخرا رصد حالات لمخالطن بين مرضى أثبتت إصابتهم وعاملين صحيين، مردفا أن الفيروس الجديد يتمثل في سلالة جديدة من فيروس كورونا لم تكشف إصابة البشر بها سابقا، كما أن منظمة الصحة العالمية أكدت أنه يمكن أن تنتقل بعض سلالات الفيروس من شخص إلى آخر بالاتصال والتلامس المباشر مع الشخص المصاب، كما يحدث في الأماكن المزدحمة بالناس.

وأوضح أن فيروس الكورونا جميل إذا تم النظر اليه بواسطة الميكروسكوب، وهو يشبه في شكل التاج، لذلك أطلق عليه “كورونا”، ولكنه تحور وتغير، مبينا، أن مدة الحضانة الخاصة بالفيروس من 3 إلى 6 أيام؛ ولكن فترة الحضانة للأنماط المعروفة لفيروس “كورونا “ تتراوح بين أسبوع و10 أيام.

وأردف أن الفرق بين الكورونا والأنفلونزا يتمثل بالسعال الشديد بالسعال المستمر والحاد لكورونا؛ لأن المرض يؤثر على الاجهزة التنفسية والقصبات الهوائية ويؤدي الى ضيق شديد بالتنفس، بينما الأعراض هي نفسها مع الأنفلونزا الموسمية من ناحية ارتفاع درجة الحرارة والسعال وضيق في التنفس.

وأردف أن الاختلاف يكمن أيضا في طريقة الكشف وطريقة العلاج، مشددا على أن مختبر وزارة الصحة الجيني يمكنه معرفة فيروس الكورونا واكتشافه خلال 24 ساعة فقط، وبعد أن يقرر الطبيب المختص إجراء هذا الفحص الدقيق؛ لأن كلفة هذا الفحص مكلفة جدا، مؤكدا أن الحكومة الرشيدة كان لها الريادة في توفير هذا الجهاز للكشف المبكر عن فيروس الكورونا لدى المصابين أو الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس، حيث تقدم هذه الخدمات مجانية لجميع المواطنين.