+A
A-

النفط يتراجع إلى 65.3 دولار للبرميل

تراجعت أسعار النفط أمس مع انحسار خطر اندلاع حرب في الشرق الأوسط وتحول انتباه المستثمرين إلى ارتفاع مخزونات الخام والمنتجات بالولايات المتحدة.

وكان خام برنت منخفضا 4 سنتات إلى 65.33 دولار للبرميل، متجها صوب أول تراجع أسبوعي له في 6 أسابيع، بخسائر نحو 5 %.

ونزل خام غرب تكساس الوسيط 8 سنتات إلى 59.48 دولار، متجها أيضًا صوب أول تراجع أسبوعي في 6 أسابيع، بانخفاض حوالي 6 % عن إغلاق الجمعة الماضية.

والنفط الآن دون مستواه قبل الضربة الجوية الأميركية التي قتلت قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليمان في الثالث من يناير الجاري، والتي ردت إيران عليها بهجوم صاروخي على قاعدتين عراقيتين تستضيفان قوات أميركية هذا الأسبوع دون أن تتسبب في أي إصابات.

وقال جيه.بي مورجان في مذكرة ”رغم أن الأسواق تحسب عن حق الأسعار على أساس مخاطر أقل.. لحدوث تعطيلات معروض في الشرق الأوسط، فما زلنا نعتقد أن الإنتاج مازال يواجه بعض المخاطر من العوامل الجيوسياسية في المنطقة“.

إلى ذلك، قالت وكالة الطاقة الدولية أمس الجمعة إن نمو طلب الهند على النفط سيتجاوز الصين بحلول منتصف العقد، مما يرشح البلد لمزيد من استثمارات المصافي لكن يجعله أكثر انكشافا على مخاطر تعطل إمدادات الشرق الأوسط.

وقالت الوكالة إن من المتوقع أن يبلغ الطلب الهندي على النفط 6 ملايين برميل يوميا بحلول 2024 من 4.4 مليون برميل يوميا في 2017، لكن من المتوقع أيضا أن يزيد الإنتاج المحلي زيادة طفيفة فحسب، مما سيزيد الاعتماد على واردات الخام.

وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة، في تصريحات لرويترز ”نرى الهند محركا رئيسيا بلا ريب لنمو الطلب على النفط،“ لكنه أضاف أن نمو طلب نيودلهي قد يتباطأ قليلا، تمشيا مع تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.

ومن المرجح أن يتراجع نمو الطلب الصيني قليلا عن الهند بحلول منتصف العقد، وفقا لتقديرات وكالة الطاقة المعلنة في نوفمبر، لكن الفجوة ستزداد تدريجيا بعد ذلك.

وقالت وكالة الطاقة في تقرير عن سياسات الطاقة الهندية ”الاقتصاد الهندي منكشف وسيزداد انكشافا على مخاطر تعطيلات المعروض والضبابية الجيوسياسية وتقلبات أسعار النفط“.

وتجاوزت أسعار خام برنت 70 دولارا للبرميل هذا الأسبوع بفعل تنامي التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط، مما ضغط على الأسواق الناشئة مثل الهند. ونيودلهي شديدة الاعتماد على إمدادات نفط الشرق الأوسط، شأنها شأن نظرائها الآسيويين، والعراق أكبر مورد للخام لها.

وتستورد الهند، ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الصين والولايات المتحدة، 80 % من احتياجاتها النفطية، منها 65 % من الشرق الأوسط عبر مضيق هرمز، حسبما ذكرته وكالة الطاقة.

وقالت الوكالة، التي تنسق السحب من الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية للدول المتقدمة في أوقات الطوارئ، إن من المهم أن تتوسع الهند في مخزوناتها.

والهند رابع أكبر مكرر للنفط في العالم ومصدر صاف للوقود المكرر، لاسيما البنزين والديزل. وتعتزم زيادة طاقتها التكريرية إلى حوالي 8 ملايين برميل يوميا بحلول 2025 من نحو 8 ملايين برميل يوميا في الوقت الحالي.

لكن وكالة الطاقة الدولية تتوقع ارتفاع طاقة التكرير الهندية إلى 5.7 مليون برميل يوميا بحلول 2024، مما يجعل ”الهند سوقا مغرية جدا لاستثمارات المصافي“.

وتدرس شركات نفط عالمية كبرى مثل أرامكو السعودية وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وتوتال الاستثمار بقطاع النفط في الهند، تجذبها فرص ارتفاع الطلب على الوقود هناك.

وقال مدير الوكالة لرويترز إن من المتوقع أن تتلقى سوق النفط العالمية إمدادات جيدة في 2020 وأن نمو الطلب قد يظل ضعيفا، مما سيكبح الأسعار.

وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذي للوكالة، ”نتوقع نمو الطلب أقل قليلا من مليون برميل يوميا،“ مضيفا أن النمو قد يظل ضعيفا، مقارنة مع مستوياته التاريخية.

وقال إن هناك فائضا مفترضا بمليون برميل يوميا من النفط، مما سيكفل تلقي السوق العالمية إمدادات جيدة.

وقال بيرول ”إنتاج غير أوبك قوي جدا. ما زلنا نتوقع أن يأتي الإنتاج، ليس من الولايات المتحدة فحسب، بل ومن النرويج وكندا وجيانا ودول أخرى،“ مشيرا إلى منتجي النفط خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

وتابع ”بالتالي، يمكنني أن أقول إن الأسواق، في رأيي، مزودة جيدة جدا بالنفط، ونتيجة لذلك، نتوقع أن تبقى الأسعار عند 65 دولارا للبرميل“.