+A
A-

النصْرُ أنتَ - قصيدة -

قصيدة مهداة إلى مقام عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بمناسبة العيد الوطني المجيد وفوز منتخب البحرين ببطولة كأس دورة الخليج العربي 24

 

النصرُ أنتَ وأنتَ العزّ والظفرُ

وأنتَ تاريخ مجدٍ ليس يندثرُ

وأنت أهزوجةُ الأفراح صادحةً

على لسان العلا تشدو وتنتشرُ

يا موطنا قد تسامى في مكانتِهِ

ودار عزٍّ بها الأجيال تفتخرُ

يا نسمة الحبّ يا ظلا نلوذ بهِ

إنْ عسعسَ الليل أو إن أحدقَ الخطرُ

فأنتَ همّة أبطال عزيمتهمْ

في ساحة المجد منها الصعب ينكسرُ

قومٌ إذا عزموا عزما أناخَ لهمْ

فيما يرومون من إصرارهم عسِرُ

السابقون هُمُ في كلّ مفخرةٍ

ولمْ تعقهم غداة الموقف الغِيَرُ

إن يعزموا جَزموا أو يَجْزموا حَسَموا

وهمْ بكلّ مقامٍ معشرٌ صُبُرُ

تعلّقوا باسمك الغالي فما وهنوا

ولا استكانوا ولمْ يخذلهمُ القدرُ

وسطّروا باسم بحرين العلا شرفا

على منصّة تتويجٍ بها ازدهروا

جاؤا إليك أبا سلمان يقدمهمْ

أيقونة النصر شبل الليث يبتدرُ

جاؤا إليك ببشرى النصر إذ بذروا

نصرا وها هو ذا قد أينع الثمرُ

بيض الوجوه إذا جنّ اللقاء فهمْ

شمس النهار وعند الظلمة القمرُ

أبناء دلمون فخر الأرض قاطبةً

أولاء من باسمهم قد ضاءت السيَرُ

شُمّ الأنوف إباً بيض الوجوه ندىً

سُمر السواعد لا ذلّوا ولا صغُروا

خاضوا البحار كما خاضوا غمار بط

ـولاتٍ بها لانَ صعب الأمر فانتصروا

بكم ومنكم أبا سلمان قد نهضتْ

عزيمةٌ لانَ منها الصخرُ والحَجَرُ

لله أنت لقد شيّدتَ مفخرةً

ولم تزلْ بالهدى والخير تأتمرُ

تسحّ من كفّك المعطاء سُحْب ندىً

ومن أناملك الخيرات تنهمرُ

جادتْ رخاءً سخاءً غير عاديةٍ

فاهتزّ منها خميلُ الورد والشجرُ

وأينعتْ بعد غرسٍ منكَ زاهرةً

تلك الربا فارتوى من ندّها الزهَرُ

فاهنأ بغرسٍ أبا سلمان يانِعُهُ

لدى الحصاد بكلّ الخير يُنتظرُ

وقد أتيتك يا مولاي في فرحٍ

وكلّ قافيةٍ بالسعد تأتزرُ

جاءتك ترفلُ في أثواب عزّتها

تهفو القلوب لها والسمع والبصرُ

تميس كالريم في دلٍّ وفي خفرٍ

كأنّها بنسيج القزّ تدّثرٌ

جاءتك موشيّةً بالورد عاطرة

جذلى وقد بان في خُطْواتها الخفرُ

ًكانتْ وظلّتْ وما زالتْ مفاخرةً

بكمْ ولمْ يكتنفها العيُّ والحَصَرُ

تفيض شوقا لكم غراء واضحةٌ

لم يكتنف حرفها ضعفٌ ولا خَوَرُ

حَارَتْ من الشوق لكنْ زانها ألقٌ

فاهتزّ منْ حسن إيقاعاتها الوترُ

تغضي حياءً إذا جاءت بحضرتكمْ

كأنّها عن لسان الشعر تعتذرُ

دانات أحرفها تشدو بحبّكمُ

والشعر يبدع حيث الحبّ ينتشرُ

وأنت يا سيّدي عنوانها ولذا

أتتْ تشعُّ ضياءً ليس ينحسرُ

في كلّ يومٍ تغنّي باسمكمْ فرحا

وباسمكم تنتشي من حرفها الصورُ

كأنّها وهي تُلقى في محافلكمْ

آيات عشقٍ بها يُسْتَنْزلُ المطرُ

أو قل صحاحا من الأبيات صادقةً

ومن مشاعرها يُستوثقُ الخَبَرُ

 

محمد هادي الحلواجي