+A
A-

بوسعد... فنان يعبر عن البهجة في عالم طليق

جميع لوحات الفنان التشكيلي القدير إبراهيم بوسعد فيها الكثير من التأملات والأفكار الفلسفية ومجمل انعكاسات العصر، فنان يعبر عن البهجة العابرة في عالم طليق كأنه حلم نفس مسترسلة على سجاياها، ويغوص في أعماق المأساة الإنسانية ويصور الملامح وفقا لرؤية خاصة متحررا من عقال النظرة التقليدية.

ان الإحساس بالزمن والحركة هو الذي يعطي اللحظة الخاطفة ابعادها الكاملة، وذلك ما نجده في لوحات إبراهيم بوسعد التي تعطيك فكرة واضحة عن اعمق خبرات الفن المعاصر، ولوحاته تشبه الى حد كبير الجهد الذي يبذل في بناء سيمفونية او قصيدة من الشعر. في لوحاته معالجة النواحي النفسية التي يحيطها بإطار خارجي لطيف يسوده الانسجام والتألق بالألوان المفرحة. كما أن المرأة في لوحاته تفيض حيوية وجمالا تثير وعي المشاهد وتحرك مشاعره واحاسيسه وايقاظه على حقيقة الواقع المحيط به، انها التعبيرية الجديدة او التعبيرية الموضوعية حسب تصوري الشخصي.

ان الفن ليس لغة الشكل فحسب، بل انه وسيلة لصياغة الواقع الذي نعيشه اول كل شيء، والذي يفترض أساسا وجود هذا الواقع ووجود الانسان بالتالي، وذلك لان تعبيرية إبراهيم بوسعد هي وسيلة لتصوير الانفعال الإنساني، ومن ثم الحركة التي تنشأ نتيجة لهذا الانفعال. كما ان إضفاء العنصر الإنساني او بمعنى ادق الرؤيا الإنسانية للعالم مع الاحتفاظ، في نفس الوقت باستقلاليته وموضوعته هو ما يميز فن بوسعد.

عين الفنان هي نافذته المفتوحة على العالم، وهي ترى أشياء وتتمكن من التقاط أشياء لا تقدر على التقاطها أي عين عادية، فهي عند الفنان تحتاج الى تمرس خاص، من شأنه ان يوسع دائرة معرفة الفنان بالعالم، وإبراهيم بوسعد فنان من الطراز الفريد الذي يمتلك عينا مدربة على رؤية ادق الأشياء والاحاسيس، فهي كالأضواء الكاشفة تماما ما جعله يبلغ المراتب العالية ورقما صعبا في كل المعارض التشكيلية التي يشارك بها.