+A
A-

قمة قازان تجمع روسيا والعالم الإسلامي

أكد رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة أن مملكة البحرين لديها الإرادة الكاملة لتطوير علاقاتها مع روسيا الاتحادية الصديقة في إطار سعيها الدائم لتطوير علاقاتها مع دول العالم كافة؛ انطلاقًا من رؤية عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبناءً على رؤية البحرين الاقتصادية (2030) بما يخدم البلدين الصديقين وشعبيهما الكريمين.

جاء ذلك، في كلمة ألقاها رئيس المجلس الأعلى لدى مشاركته أمس في أعمال القمة الاقتصادية الدولية الحادية عشرة بين روسيا والعالم الإسلامي المنعقدة في مدينة قازان بجمهورية تتارستان الروسية.

وقال إن صاحب الجلالة الملك، ورئيس روسيا الاتحادية الصديقة فلاديمير بوتين، أوليا حرصًا كبيرًا لتطوير العلاقات الثنائية والدفع بها نحو آفاق واسعة، وقد زار جلالته روسيا الاتحادية عدة مرات في هذا السبيل. مضيفًا أن البلدين الصديقين اختارا السير في طريق التعاون الاستراتيجي وتعزيزه في كل المجالات، وأنشئ مجلس الأعمال الروسي البحريني، وتبادل مسؤولو البلدين الكثير من الزيارات المهمة التي تمخضت عن الكثير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائية، والتي شجعت على توقيع اتفاقية إنشاء اللجنة الحكومية البحرينية الروسية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي في سبتمبر 2016، والتي صادق عليها جلالة الملك في فبراير 2017 لتبدأ معها سلسلة زيارات واتصالات حكومية ثنائية للدفع قدمًا بالعلاقات بين البلدين الصديقين.

وأشار إلى توقيع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية مذكرة تفاهم مع مجلس شورى المفتين لروسيا في شهر مايو 2017 لتعزيز أطر التعاون بين الطرفين في نشر القيم السمحة للإسلام، ونشر الثقافة الإسلامية، والتأكيد على وسطية الإسلام، والاعتدال في حمل رسالة الدعوة الإسلامية ونشرها، ودحض رؤى التطرف المتستر بالدين الإسلامي الحنيف، وإبراز القيم الأخلاقية التي يدعو إليها الإسلام، والتي تنبذ العنف والتطرف، وترسخ القيم السمحة المبنية على التسامح وتعزيز السلام بين الشعوب والأديان، إلى جانب التعاون المشترك في خدمة القرآن الكريم والمساجد والأوقاف والتعليم الشرعي وغيرها من الشؤون الإسلامية.

وأكد مضي البحرين في تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع روسيا، لافتًا في هذا السياق إلى أن فرص التعاون واعدة ومحفزة، وآفاق الشراكة مفتوحة ومشجعة بين الجانبين في جميع المجالات، معربًا عن تطلعات البحرين إلى المزيد من التقدم والازدهار في تلك العلاقات.

إلى ذلك، اعتبر الشيخ عبدالرحمن بن محمد أن قمة قازان أصبحت منبرًا فريدًا وفعالاً للحوار وإقامة الاتصالات والشراكات الجديدة، وملتقًى للخبراء والاقتصاديين وممثلي المنظمات الدولية والسلطات الحكومية والمؤسسات المالية وكبار المستثمرين ورجال الأعمال ومديري الشركات، مؤكدًا أن إقامة مثل هذه الفعاليات الكبرى أمرٌ مهمٌّ لتقريب وجهات النظر، وتبادل الخبرات والمعلومات، وتأسيس منصة عالمية مهمة تجمع بين روسيا الاتحادية ودول العالم الإسلامي وتبحث في تعزيز العلاقات المتبادلة بين الجانبين؛ لما يتمتع به الجانبان من مقومات جغرافية وطبيعية واقتصادية وعلمية وثقافية على الصعيد العالمي.

وأضاف: “نحن نرى أن الأوضاع التي يمر بها العالم والتطورات التي يشهدها تشجع الدول الإسلامية على تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع روسيا الاتحادية لما يجمع بين الجانبين من مشتركات في الثقافة والفنون والأديان والجغرافيا، ولما تضطلع به روسيا اليوم من دور متعاظم في مختلف المجالات، مما بوأها مكانة عالمية متنامية اقتصاديًّا وسياسيًّا وثقافيًّا”. واختتم كلمته داعيًا الجميع إلى العمل المشترك والفعال للدفع بهذه المنصة الاقتصادية وتعزيز مخرجاتها بما يخدم روسيا الاتحادية ودول العالم الإسلامي وشعوبها والعالم كله، وبما يدعم فرص التلاقي والتعاون والسلام.

وكان الشيخ عبدالرحمن بن محمد تلقى دعوة رسمية من رئيس جمهورية تتارستان الروسية رستم مينيخانوف للمشاركة في أعمال قمة قازان لبحث سبل تعزيز التفاعل الاقتصادي الإسلامي بين كيانات الاتحاد الروسي وبلدان العالم الإسلامي، ومناقشة آفاق التعاون والشراكة بين روسيا والعالم الإسلامي.