+A
A-

شاهدت لكم: “Triple Frontier” يكسر قواعد أفلام السرقة

“تريبل فرونتير” عن مجموعة من العسكريين النخبة السابقين، ينفذون عملية سرقة جريئة وسط أدغال أميركا الجنوبية. قائد مجموعة المرتزقة، سانتياغو غارسيا، مدبر العملية الملقب بوب (أوسكار آيزاك) يبحث عن أفضل العروض التي تأتيه.

ينضم إليه ويليام ميلر الملقب بـ ”آيرون هيد” (تشارلي هانام)، الذي يمضي وقته في إلقاء الخطب التحفيزية على المجندين الجدد في القوات المسلحة. ثم ينضم بعد تردد شديد توم ديفيس الملقب بـ ”ريدفلاي” (بين أفليك)، ويزول تردده بعد معرفته قيمة الأموال في العملية. ثم يأتي شقيق “آيرون هيد”، وهو بين ميلر (غاريت هيدلند)، وأخيراً فرانسيسكو مور الملقب بـ ”كات فيش” (بيدرو باسكال)، وهو طيار ممنوع من الطيران لتورطه في قضية تهريب كوكايين.

والهدف زعيم عصابة المخدرات لوريا (رينالدو غاليغوس)، الذي يخبئ أمواله في قصر شديد الحراسة، مبني في موقع مخفي وسط الأدغال. تتضمن العملية إخراج مصدر معلوماته يوفانا (أدريا أرهونا) وشقيقها من قبضة لوريا، وتسهيل سفرهما إلى أستراليا. تمرّ أفلام السرقة بمشاهد جمع أعضاء الفريق الإلزامية، وهذه الجزئية أحيانا تستغرق ساعة من وقت الفيلم، وإن لم يكن المخرج محنكا، فإنها تحدث خللا في التوازن؛ نظرا إلى طبيعتها البطيئة مقارنة بالإثارة التي تأتي لاحقا. “تريبل فرونتير” يكسر قواعد أفلام السرقة باختصاره مرحلة التخطيط والتركيز على عواقب العملية.

مرحلة التخطيط والتنفيذ مبهمة التفاصيل، أو بالإمكان القول إن تشاندور يقتصد في عرضها؛ لأنها ليست نقطة التركيز، ولأنه يريد ترك أكثر من ساعة بعدها لعرض أفضل مشاهد الفيلم: سفر الخمسة عبر الأدغال والجبال للوصول إلى البحر محملين بحقائب من الأموال.

هو فيلم سرقة بالمقلوب، فالعملية نفسها أسهل جزئية، لكن عملية النقل عبر شاحنة ومروحية وبغال وعلى الأقدام هي مادة الفيلم؛ لأنها تجعل الخمسة هدفا سهلا للعناصر المعادية من جهة، ونشوب الخلافات بينهم جراء المواقف التي يواجهونها، والتي تضعهم في مرمى الخطر من جهة أخرى. تشاندور يفهم جيدا كيف يتعامل مع المادة التي بين يديه، ويعلم كيف يصنع الإثارة والتشويق ويضعهما بحرفية في التفاصيل كلما يبرز تحدٍّ جديد أمام الشخصيات.