+A
A-

زيارة الملك سلمان تعزز مسار التعاون الأخوي بين المملكتين والشعبين

تكتسب الزيارة الأخوية التي يقوم بها عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى مملكة البحرين ولقاؤه عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أهمية خاصة في ظل الظروف الإقليمية والدولية التي تمر بالمنطقة، التي تستدعي التشاور والتنسيق الدائم بين البلدين، ولطبيعة العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة والراسخة التي تجمع قادة المملكتين والشعبين الشقيقين.

ونظرًا لما يحمله أهل البحرين من حب وود لخادم الحرمين الشريفين ولمواقف جلالته والمملكة العربية السعودية الشقيقة دعمًا ومساندة لمملكة البحرين ولقضايا الأمتين العربية والإسلامية.

إن مملكة البحرين قيادة وشعبًا ترحب بالزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين التي تضيف إلى تاريخ العلاقات بين البلدين فصلاً جديدًا من التعاون الأخوي المثمر وتعد دليلاً على مدى حرص البلدين في ظل التوجهات السامية لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وعاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على تنمية العلاقات الثنائية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية وتعزيز التعاون الثنائي والعمل الخليجي المشترك والانطلاق به إلى آفاق أرحب، حيث إن هناك حرصًا دائما من جانب قيادتي وشعبي البلدين على توثيق هذه العلاقات ودفعها باستمرار نحو آفاق جديدة من التطور والتكامل.

إن العلاقات البحرينية السعودية تتسم بوحدة الموقف دائمًا، وهي علاقات قوية متينة عبر التاريخ، ترتكز على ما يجمع بين قيادتي وشعبي المملكتين من ثوابت ورؤى مشتركة تجمعها وتعززها روابط الإخاء والمحبة الممتدة إلى جذور التاريخ والمستندة على أساس راسخ من العلاقات الأخوية التي تزداد صلابة على مر الأيام وتسهم في بناء صرح متكامل ونموذجي من العلاقات المتميزة بين البلدين وبلورة آفاق واعدة وأرحب في المجالات كافة.

وكان مسار العلاقات بين البلدين التي تعود إلى مئات السنين وأرسى دعائمها الأجداد، قد شهد زخمًا كبيرًا خلال الأشهر الأخيرة، خاصة بعد عدد من الزيارات واللقاءات اللافتة التي جمعت مسؤولي المملكتين، وأبرزها: اللفتة الكريمة التي قام بها عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عندما قام بالسلام وتقبيل جبين خادم الحرمين الشريفين خلال القمة العربية الأوروبية في مدينة شرم الشيخ المصرية في فبراير 2019، وما لهذه التحية من معاني الأخوة والحب والتي لقيت اهتمامًا واسعًا برزت من خلال الصورة التي انتشرت في كافة وسائل الإعلام وتم تداولها في وسائل الإعلام المرئية والمقروءة وتم إبرازها في عدد من البرامج الحوارية في قنوات خليجية وعربية التي تعطي خير معنى للعلاقات الأخوية التي تجمع الأشقاء، وكذلك زيارة جلالته للشقيقة السعودية ولقاءه خادم الحرمين الشريفين في شهر أبريل 2018، إثر مشاركة جلالته في حفل ختام “تمرين درع الخليج المشترك 1” في مدينة الجبيل السعودية.

هذا فضلاً عن لقاء ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، مع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية الشقيقة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود منتصف العام 2018، وزيارة وزير الداخلية بالمملكة السعودية الشقيقة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف آل سعود، ولقاءاته ومباحثاته الواسعة مع قادة ومسؤولي المملكة مطلع يناير 2018، وزيارة وزير النقل والمواصلات السعودي منتصف سبتمبر 2018، وغيرها من اللقاءات التي لم تنقطع أبدا وتتواصل بشكل دوري.

ويعوّل كثير من المراقبين على هذه الزيارة السامية لخادم الحرمين الشريفين للمملكة ومباحثاته مع أخيه صاحب الجلالة الملك، وذلك استنادًا للعديد من الثوابت التي ترتكز عليها العلاقات الثنائية البحرينية السعودية، والتي تمتد لتشمل العديد من المستويات الرسمية والشعبية.

ومن بين هذه الثوابت: الاتصالات والمشاورات الدائمة التي تجري بين قادة ومسؤولي البلدين، وتعبر في الحقيقة عن مدى التناغم والتنسيق في المواقف بين الدولتين إزاء العديد من التحديات والتهديدات التي تواجه المنطقة والعالم، وتعكس في نفس الوقت عمق الروابط والوشائج التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، وحرص قادة المملكتين على تذليل أية عقبات قد تعترض تطورها.

وبجانب هذه الزيارات واللقاءات المكثفة والمتبادلة، يشار إلى المواقف السعودية الداعمة للبحرين في جميع المحافل الإقليمية منها والدولية، والتي تعبر عن دلالة واحدة، وهي أن علاقات البلدين تمثل نموذجًا للعلاقات بين الدول، وأن مصادر التهديد والخطر مشتركة، ومن ثم فإنه يتعيّن مواجهتها معًا، وأن ما يجمعهما من التاريخ والتراث والمصالح الحيوية، فضلاً عن علاقات الأخوة والنسب والمصاهرة، لا يمكن لأحد أن يفرقه أو العبث به، فالبلدان كيان واحد يعملان من أجل التوحّد والتكامل المشترك، وبهدف تحقيق الخير والرفاه ليس فقط لشعبيهما، وإنما لشعوب المنطقة ككل.

إن مملكة البحرين دائمًا تدعم وتشيد بالمواقف المشرفة للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، والداعمة للبحرين، وتؤمن أن الشقيقة الكبرى تمثل العمق الاستراتيجي الخليجي والعربي والركيزة الأساسية في حفظ أمن واستقرار المنطقة وصمام أمانها بما بذلته وتبذله من جهود من أجل الدفاع عن المصالح العربية وحرصها على تماسك ووحدة الصف واجتماع الكلمة.

وسيظل التاريخ يستذكر بفخر واعتزاز المواقف التاريخية المشرفة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وقراراته الحاسمة والحازمة في مواجهة الأطماع الخارجية ومحاولات التدخل في شؤون المنطقة العربية، ومنها مملكة البحرين ودوره في خلق موقف خليجي عربي موحد في التصدي لهذه التدخلات، وهو ما يتجسّد بوضوح في عملية استعادة الشرعية في اليمن الشقيق التي سيقف أمامها التاريخ طويلاً ليؤكد أنها كانت محطة فارقة وفاصلة في العمل العربي الشجاع القائم على المبادرة والاعتماد على الذات في حماية المصالح العربية العليا وإجهاض مخططات التوسع والهيمنة في المنطقة.

ولأن مملكة البحرين تدرك هذه الحقائق فإنها تعلن دعمها الكامل ووقوفها صفًّا واحدًا مع شقيقتها المملكة العربية السعودية في وجه أي مخططات تستهدفها، وتؤكد المملكة دومًا أنها مع شقيقتها السعودية في خندق واحد وقد كانت مملكة البحرين أول دولة تعلن انضمامها للتحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن الذي دعت له السعودية، ويقف الجنود البحرينيون جنبًا إلى جنب مع أشقائهم من الجنود السعوديين على الحدود الجنوبية للذود عن حياض الشقيقة الكبرى.

وفي المجال العسكري، يقف البلدان على مسافة واحدة تجاه كل ما يمس أمن المنطقة والخليج، ويتعزّز ذلك الوقوف من خلال اللقاءات الدورية بين القيادات العسكرية في البلدين وكذلك في تنفيذ تمارين عسكرية مشتركة بينهما، ومنها مناورات التمرين العسكري المشترك “جسر 18” بين القوات البحرية الملكية البحرينية والقوات البحرية الملكية السعودية في مياه الخليج العربي وكانت على مرحلتين، وتهدف المناورات إلى تنفيذ عمليات السيطرة على البحار الإقليمية وحماية المنشآت الحيوية والمهمة والممرات المائية الرئيسة في منطقة عمليات التمرين، إضافة إلى إجراء رماية بالذخيرة الحية وعمليات مكافحة الإرهاب والمسح والاستطلاع وتدريبات الغوص وعمليات الإنزال البحري على السواحل والشواطئ وتنفيذ فرضيات السيطرة على الموقع.

ونفذت قوة دفاع البحرين التمرين التعبوي المشترك “قوة العزم” بالذخيرة الحية، تحت رعاية جلالة الملك وبمشاركة قوات من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس قوة دفاع البحرين.

ويدفع إلى تطوير العلاقات البحرينية السعودية ذلك الحرص على دفعها عبر المسارات التجارية، إذ يشار إلى الطموح المتزايد لبناء علاقات اقتصادية تكاملية بين البلدين، والتي يدعمها عدة عوامل، منها: أن المملكة العربية السعودية تعد الشريك التجاري الأول للبحرين باستثمارات تتجاوز 13 مليار ريال سعودي، فيما بلغ عدد الشركات الفاعلة التي فيها استثمار سعودي في البحرين أكثر من 315 شركة، بينما بلغ عدد الشركات السعودية العاملة والمسجلة في البحرين ما يربو على 43 شركة.

والمعروف أن وتيرة التجارة المتبادلة بين البلدين تنمو بمعدلات متزايدة تتراوح ما بين 15 ـ 20 %، حيث بلغت قيمة التبادلات التجارية نحو 30 مليار ريال بحسب تصريح سفير المملكة السعودية لدى المملكة، وبلغ حجم التبادل التجاري للسلع غير النفطية بينهما في الربع الأول من عام 2017 نحو 782 مليون دولار.

كذلك يشار إلى أن نسبة الاستثمارات السعودية في القطاع العقاري بالمملكة (يعد ثاني أكبر قطاع غير نفطي في البلاد بعد القطاع المصرفي بقيمة 5 % من الناتج المحلي الإجمالي) تمثل أكثر من 25 %، ووصل عدد الشركات السعودية التي تملك استثمارات فعلية في البحرين إلى 400 شركة بحسب إحصائيات لوزارة التجارة السعودية.

هذا فضلاً بالطبع عن التسهيلات البحرينية المقدمة للمستثمرين السعوديين، خاصة بعد افتتاح المكتب التمثيلي لمجلس التنمية الاقتصادية الذي يستهدف اطلاع المستثمر السعودي على الفرص الاستثمارية المتاحة بالبحرين، وافتتاح مكتب وفريق مختص للمستثمر السعودي لدى وزارة الصناعة والتجارة والسياحة بالبحرين بغرض تقديم مزيد من التسهيلات الإجرائية للمستثمرين السعوديين.