+A
A-

دعم “بوينج” أضرّ بمنافستها الأوروبية “إيرباص”

قضت هيئة الاستئناف، وهي محكمــة الاستئناف النهائية في منظمة التجارة العالمية، أن الولايات المتحدة “واصلت بشكل غير قانوني دعمًا ماليًّا لشركة بوينج” المصنعة للطـائرات، “ما تسبب في ضرر كبير لمنافستها الأوروبية إيرباص”، وفق ما جاء في “الاقتصادية” السعودية.

ويؤكد حكم منظمة التجارة العالمية، في هذا النزاع، الذي استمر 15 عامًا، أن الولايات المتحدة لم تمتثل لالتزاماتها بسحب الإعانات التي أعلنتها هيئة الاستئناف في 2012 بأنها غير قانونية، ما أثر سلبًا على صناعة الطيران في الاتحاد الأوروبي.

رغم ذلك، كانت هناك فقرات في الحكم، المكون من 180 صفحة، لمصلحة الولايات المتحدة، غير أنها ليست بالفعالية التي يمكن أن تؤثر في مضمون إدانة الولايات المتحدة.

وعلمـت “الاقتصــادية” أن هناك اتجاهًا لتسوية النزاع بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن طريق المباحثات المباشرة، بدلاً من إبقاء ملف النزاع لدى “منظمة التجارة” كي تتولى تقدير التعويضات المستحقة لكل طرف. وأبلغ مصدر دبلوماسي أوروبي “الاقتصادية” أن بريطانيا قــد تقوم بمهمة الوساطـة بين بروكسـل وواشنطن لإغلاق هذا الملف.

يأتي ذلك بعد أن خسرت أسهم شركة بوينج الأميركية العملاقة لصناعة الطائرات نحو 18 % تقريبًا من قيمتها خلال شهر مارس الجاري لتنخفض بذلك القيمة السوقية للشركة بأكثر من 40 مليار دولار منذ وقوع حادث تحطم طائرتها ماكس 737 التابعة للخطوط الجوية الإثيوبية.

وتأتي هذه الخسائر النادرة الحدوث للشركة رغم الأرباح الجيدة التي حققتها العام الماضي حين قفزت مبيعاتها إلى أكثر من 100 مليار دولار في 2018.

وتقع “بوينج” حاليًّا في بؤرة عاصفة دولية بعد حادثتين قاتلتين وقعتا خلال خمسة أشهر لطائراتها 737 Max التي تمثل العمود الفقري لـ”بوينج” وجزءًا مهمًّا من أسطول الشركة، إلا أن هذه الطائرة تم إيقافها على مستوى العالم، بل وأصبحت الشركة موضوع تحقيق جنائي أميركي بشأن شهادات وتسويق هذه الطائرة، فيما تقول “بوينج” إنها ستنتهي قريبًا من إصلاح البرنامج الذي يحتمل أن يكون هو سبب المشكلة إلا أنه لا يبدو أن لهذه المشكلة نهاية سهلة.

وتحطمت في 10 مارس الجاري إحدى طائرات بوينج 737 ماكس بعد وقت قصير من إقلاعها في إثيوبيا ما أدى إلى مقتل جميع الركاب الذين كانوا على متنها، جاء ذلك عقب تحطم طائرة 737 ماكس في إندونيسيا في أكتوبر 2018 وأسفرت عن مقتل 189 شخصًا.

وبدأت الدول وشركات الطيران في جميع أنحاء العالم في وقف تحليق طائرة 737 ماكس حتى تظهر تفاصيل وافية حول ما حدث على متن رحلة الخطوط الجوية الإثيوبية. وتوقفت كل الطلبيات الجديدة لشراء طراز 737 ماكس الأكثر مبيعًا لدى “بوينج” في جميع أنحاء العالم.