+A
A-

تصاميم ملكية بروح مختلفة

الفنان البحريني عمار آل محمود، مصمم ومخرج فني وخطاط تشكيلي حروفي. قرر أن يتبع شغفه في مجال التصميم وطور موهبته في الرسم من خلال دمج فن الخط العربي في أعماله بشكل مدروس وحديث. افتتح مؤسسه خاصة في مجال التصميم والإخراج الفني. وقد عمل على العديد من المشاريع لكبار المسؤولين رفيعي المستوى، وكذلك لمختلف القطاعات العامة والخاصة والحكومية، سواء على الصعيد المحلي والخليجي وكذلك الخارجي.

 

متى اكتشفت موهبتك في الرسم والخط؟

أحببت الرسم منذ الصغر. وبداية الانتقال لمرحلة مختلفة في حياتي كانت في المرحلة الإعدادية حيث شجعني أستاذ مادة الرسم حين شد انتباهه ما أرسمه، فوجهني إلى تعلم الخط العربي ودفعني إلى تعلم أساسيات خط الرقعة والديواني. وهنا كانت البداية بين الفن والتشكيل بالحرف العربي.

 

حدثنا عن مرحلة الدراسة الجامعية؟

بعد تخرجي بامتياز من المرحلة الثانوية علمي، درست في جامعة الملك عبد العزيز تخصص هندسة الإنتاج وتصميم النظم الميكانيكية، لكنني بعد فترة لم أجد نفسي في هذا التخصص، فوجهت اهتمامي بالمشاركة في العديد من الدورات في القيادة والإدارة والتخطيط وتطوير الذات، وكذلك دورات تخصصية أخرى خاصة بالفنون والتصميم من خلال التعلم الذاتي من الإنترنت واليوتيوب. وظفت الأمور التي تعلمتها في مجال التصميم بالمشاركة في الأنشطة الطلابية وتصميم الإعلانات للجامعة والالتحاق بالعديد من المسابقات في التصميم والخط العربي والفنون والفوز بمراكز أولى ومتقدمة على سنوات متفرقة.

 

ما الذي دفعك لأخذ قرار تغيير التخصص؟

بعد دراستي وتعمقي في تخصص الهندسة، شعرت بأن هذا التخصص لا يناسب ميولي، فأخبرت أستاذي في الجامعة المهندس حمد المعطاني بما أمرّ به وتناقشنا في ذلك، ووجدت أن ميولي ينصب في الرسم والتصميم والفنون، فشجعني هو وخالي فؤاد عبد السلام بفكرهم ودعمهم اللامحدود لأخذ خطوة تغيير التخصص إلى المجال الذي يناسب ميولي والمواهب المتعددة التي لدي. فانتقلت لدراسة الهندسة المعمارية لمدة فصل دراسي، وبعدها أتتني فرصة في إتمام دراستي في تخصص الكمبيوتر جرافيكس وعودتي للبحرين.

 

كيف تمكنت من تحويل موهبتك إلى مهنة؟

عندما رجعت للبحرين لإكمال دراستي في التخصص الكمبيوتر جرافيكس، أتيحت لي الفرصة للعمل في إحدى الشركات الكبرى الخاصة في البحرين في قسم النشر حيث تعلمت فيها الكثير، خاصةً بأنه كانت هناك العديد من المشاريع التي أعمل عليها في العمل وتنوعها في مختلف الميادين. من جانب آخر منذ بداية المشوار في الجامعة والعمل الوظيفي، كنت أمارس موهبتي في الجانبين.

 

هل واجهت صعوبة في التوفيق بين الدراسة والعمل؟

كانت هناك صعوبة في بعض الأحيان من ناحية الوقت، حيث يبدأ يومي من الصباح في الذهاب للعمل، وبعدها الذهاب للجامعة. وبعد الانتهاء من المحاضرات الدراسية أذهب للعمل مرة أخرى لتعويض الساعات والجلوس إلى أوقات متأخرة من الليل،.

 

متى افتتحت مؤسستك الخاصة؟

في عام 2015 بدأت تأتيني العديد من الفرص والمشاريع الخارجية المتعلقة بتصميم الهويات، والهدايا الخاصة وغيرها، التي تتطلب التفرغ التام والتركيز. فقررت أن أستقيل من وظيفتي بالوزارة وأبدأ في تأسيس مؤسستي الخاصة (استوديو آل محمود Almahmood Studios)، إذ تلخصت تجاربي وخبرتي العملية في التصميم والإخراج الفني، وتصميم الشعارات والهويات، سواء للشركات والمؤسسات أو للأفراد، وتصميم الكتب والمطبوعات العامة والخاصة لكبار الشخصيات، والمخطوطات، واللوحات الفنية الحروفية، بالإضافة إلى تصميم وتنفيذ الطلبات الخاصة مثل الأوسمة الملكية، شجرات العوائل، التحف الخاصة والهدايا القيّمة، وغير ذلك.

 

حدثنا عن تصميمك لمشروع شجرة العائلة المالكة “آل خليفة” وعن خطوات العمل؟

استلمت هذا المشروع عن طريق شركة المحرقي استوديو، والعمل مع فريق متكامل وبذل مجهود كبير استغرق قرابة الستة أشهر، والذي تشرفت بأن أكون ضمن فريق العمل على هذا المشروع.

من خلال تجربتي وعملي في تصميم المشجرات/‏ أشجار العوائل، بشكل عام المشروع يمر بالعديد من المراحل بدءا من أخذ المعلومات الصحيحة والكاملة، ومن ثم التخطيط لها وعمل التكوين للهيكل الأساسي للمشجرة، وتعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل قبل البدء في التصميم والتي عملت عليها وأخذت الكثير من الوقت والجهد. تلا ذلك مرحلة التصميم والإخراج الفني باستخدام برامج خاصة للرسم (الديجيتال) وتكوين الفكرة المطلوبة بعد موافقة العميل على النموذج الأولي والرؤية العامة. بعد ذلك إضافة لمسات خاصة للمعلومات الأساسية والأسماء بالخط العربي والإطار الأساسي وغيرها من لمسات نهائية، ومن ثم مرحلة الاعتماد الإنتاج والتسليم.

 

ما هو آخر مشروع قمت بتصميمه؟

هناك العديد من المشاريع التي تم إنجازها في الفترة الأخيرة، منها: في مجال تصميم الشعارات والهويات تم إنجاز عدد من المشاريع لإخراج هويات المتكاملة لشركات وجهات خاصة في البحرين والسعودية.

 

ما رأيك في التصاميم البحرينية الشبابية؟

بشكل شخصي لدي ثقة بالشباب البحريني التي تتسم أعمالهم بالدقة وتنوع في الأفكار والرؤية، وهناك كفاءات وأمثلة جداً جميلة وواعدة شهدتها وعملت معهم. عموما، على الشباب في المرحلة الأولى والتأسيسية من حياتهم أن يبادروا لدخول سوق العمل وتوجيه الاهتمامات للتعلم واكتساب الخبرة.

 

ما طموحاتك المستقبلية في مجال التصميم؟

لدي رغبة في توسيع مؤسستي الخاصة في التصميم والإخراج الفني باستلام مشاريع أكبر محلياً وخارجياً. كما لدي طموح أن يكون لدي علامة تجارية ومنتجات خاصة في عدد من المجالات.

 

حوار: رفيدة عبد المحسن آل محمود

طالبة إعلام بجامعة البحرين