+A
A-

رانيا علواني لـ“البلاد سبورت”: السيسي اختارني لعضوية مجلس الشعب وأعتز بثقته

برزت المصرية رانيا علواني في أكثر من مشهد، فهي بطلة السباحة وطبيبة النساء والولادة المعروفة وعضو مجلس الشعب المصري وكل ذلك نتيجة لعطائها المتميز في ميدان الطب والرياضة والسياسة، وهو ما دعا وزارة شؤون الشباب والرياضة لأن تختارها كمتحدثة رسمية في مؤتمر “دور الرياضة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الوطن العربي” الذي استضافته المملكة مؤخرا بنجاح كبير.

“البلاد سبورت” التقى رانيا علواني وأجرى معها هذا الحوار الذي تطرقنا خلاله إلى العديد من الأمور التي تخص مسيرة علواني اللاعبة والطبيبة والسياسية وانطباعها عن مملكة البحرين في أول زيارة لها، حيث أجابت عن اسئلتنا بكل رحابة صدر.

 

ما انطباعك عن المشاركة في مؤتمر دور الرياضة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الوطن العربي الذي استضافته المملكة مؤخرا؟

إنني سعيدة بوجودي لأول مرة على أرض مملكة البحرين، وأعتز بتواجدي في المؤتمر، ولقد أعجبت كثيراً بالتنظيم الرائع للمؤتمر من جانب وزارة شؤون الشباب والرياضة، حيث إنني شاركت في العديد من المؤتمرات على المستوى الخارجي، ولكن هذا المؤتمر نظم وفق أعلى المستويات وبمشاركة من الأمم المتحدة وممثلين من دول عربية كثيرة، وكان ناجحا من النواحي كافة، وشكل فرصة للتأكيد على أهمية الرياضة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأشكر مملكة البحرين على الدعوة وحسن الضيافة، ونجاح البحرين في الاستضافة هو نجاح لكل العرب.

ماذا تعرف رانيا علواني عن الرياضة البحرينية؟

ربما لا أملك الكثير من المعلومات عن الرياضة البحرينية، ولكن زيارتي الحالية قربت لدي الصورة عن الرياضة، حيث شهدت المباراة النهائية لدوري كرة الطاولة بين ناديي البحرين وسار، والتقيت رئيسة اتحاد كرة الطاولة الشيخة حياة بنت عبدالعزيز، ووجدت اهتماما كبيرا من جانب المسؤولين بالرياضة، ولديكم منشآت متميزة ورغبة كبيرة في الاستثمار الرياضي وإيمان بأهمية الرياضة في تنمية المجتمع، فالبحرين تشهد طفرة رياضية كبيرة بفضل اهتمام القيادة.

كونك بطلة سباحة سابقا، هل لديك فكرة عن السباحة البحرينية؟

لا أملك الكثير من المعلومات عن السباحة البحرينية، وسأقوم بزيارة الاتحاد البحريني للسباحة قريبا، ولكن بحكم علاقاتي ومعلوماتي البسيطة، فإن البحرين تملك مسبحا أولمبيا، وهناك اهتمام بنشر هذه الرياضة. صحيح أن السباحة البحرينية لم تصل إلى العالمية، ولكن يكفي الاهتمام بتعليم الأولاد؛ من أجل الصحة والأمن والمنافسة الشريفة، فالسباحة نشاط رياضي يمكن ممارسته حتى سن متقدم.

رانيا علواني عضو بمجلس الشعب المصري وعضو بمجلس إدارة النادي الأهلي وطبيبة أمراض النساء والولادة. كيف توفقين بين جميع تلك المهام والمناصب؟

في خضم جميع تلك المناصب والمهام تبقى مهنة الطب هي الأقرب إلى قلبي وأنا مازلت أمارسها حتى الآن، وأما بحكم تواجدي في عضوية مجلس إدارة النادي الأهلي، فإنني أفتخر بالتواجد في هذا الصرح الرياضي العريق الذي تربيت وترعرعت فيه، وبخصوص عضويتي في مجلس الشعب، فهو تمثيل للشعب أفتخر به كثيرا، وإنني أحرص على التوفيق بين جميع تلك المهام والمناصب، وتبقى أسرتي هي مصدر سعادتي الأول، ومهما انشغلت بأعمالي، فإنني أمنحها كل الاهتمام والمحبة.

وكيف دخلتِ عالم السياسة؟

أعتز بثقة فخامة رئيس جمهورية مصر عبدالفتاح السيسي باختياري عضوة مجلس الشعب؛ لأشغل أحد المقاعد التي يسمح فيها للرئيس بتعيين 5 % من أعضاء مجلس الشعب، حيث جاء اختياري بناء على تخصصي وخدمتي في قطاعي الشباب والرياضي، حيث إنني كنت عضوا باللجنة الأولمبية الدولية وبطلة في السباحة، ولدي العديد من المناصب الرياضية الخارجية، ووجودي بهدف المساهمة في تشريع عدد من القوانين الرياضية، وقد انتهينا مؤخرا من قانون الرياضة وقانون الشباب، وقد بدأت تمثيل المجلس منذ العام 2016 بدور الانعقاد التشريعي الأول، ونحن حاليا في دور الانعقاد التشريعي الثالث، وإنني حاليا أتقلد عضوية لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب، وكذلك عضوة في لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الدولي، وأمثل مصر في العديد من المشاركات البرلمانية الدولية.

ماذا يمثل لك النادي الأهلي؟

النادي الأهلي المصري يمثل لي الكثير في مسيرتي الرياضي وحياتي عموما، فهو النادي الذي تربيت فيه وتشربت حب الرياضة، والأهلي هو النواة الأساسية لجميع منتخبات مصر، وهو النادي الرياضي الأكثر تأثيرا في مصر، وهو نادي اجتماعي، وله شعبية جارفة، وحضور كبير في المشهد الرياضي المصري.

وهل شعبيته أكبر من نادي الزمالك؟

بالطبع، لا أقول ذلك لأنني متحيزة للنادي الأهلي، ولكنها حقيقة، فالأهلي هو الأكثر شعبية في مصر، وله تأثير كبير على الساحة المصرية سياسيا ورياضيا واجتماعيا وثقافيا.

والدك الدكتور عمرو علواني هو نائب رئيس الاتحاد الدولي للكرة الطائرة ورئيس الاتحاد الإفريقي للكرة الطائرة، ماذا تعلمتِ منه؟

هو من علمني حب الطب والرياضة، فبالإضافة إلى الرياضة، فإن والدي جراح ولديه الزمالة الملكية في جراحة الجهاز الهضمي، ولقد تعلمت منه شغف الرياضة والطب معا، والكثير من أساليب الحياة. كما تعلمت منه كيفية التوفيق بين المهنة والهواية، والعمل بصرف النظر عن رأي الناس، فالإنسان لن يتمكن من إرضاء الجميع مهما حاول.

والدك كان لاعبا في الكرة الطائرة لماذا لم تمارسي اللعبة واتجهتِ للسباحة؟

لقد مارست لعبة الكرة الطائرة بالنادي الأهلي، حيث يتيح النادي لأعضائه ممارسة 19 لعبة رياضية من بينها الكرة الطائرة، وكنت أمارسها مع أعضاء النادي للترفيه والمرح وليس بدافع الاحتراف، كما أنني مارست الإسكواش والتنس الأرضي، ولكنني عشقت وأحببت رياضة السباحة، فهي الأقرب إلى قلبي ووالدي لم يفرض علي ممارسة الكرة الطائرة إطلاقا.

أين رانيا علواني من المناصب الرياضية الخارجية؟

لقد كنت عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية، وهي أرفع منظمة رياضية في العالم من العام 2004 ولغاية 2012، وإنني حاليا أتقلد عضوية اللجنة الطبية باللجنة الأولمبية الدولية وعضوية الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات وجميع تلك المناصب أعمل فيها بشكل تطوعي لا يتعارض مع عملي السياسي.

مملكة البحرين حققت المركز الأول عربيا في أولمبياد ريو 2016، فكيف قوبل ذلك الإنجاز من قبلك؟

عشنا لحظة فرح غامرة وانتابني شعور بالفخر والاعتزاز عندما حققت البحرين الميدالية الذهبية والفضية في دورة الألعاب الأولمبية (ريو 2016)، فهو إنجاز عربي يبعث على الاعتزاز والأجمل أن من حقق تلك الإنجازات هن لاعبات، وهو مصدر فخر للعرب جميعا؛ لأننا غير معتادين على إحراز الميداليات الذهبية، وهو يكشف عن مدى التطور الذي تعيشه الرياضة البحرينية والاهتمام الكبير من جانب القيادة وهو ما تحدت عنه سابقا.

وماذا عن مصر، فرغم الكثافة السكانية والاهتمام الكبير نرى تطورا كبيرا على مستوى الألعاب الجماعية، وتراجعا على مستوى الألعاب الفردية؟

للأسف الشديد أن الألعاب الفردية لا تحظى بالاهتمام المطلوب نفسه على غرار الألعاب الجماعية في مصر ومع ذلك هناك نتائج إيجابية وتطور جيد في رياضة السباحة والتايكوندو والمبارزة والمصارعة ورفع الأثقال والجودو، ونتطلع للمزيد من التميز في باقي الألعاب، وفي مقدمتها ألعاب القوى، والتي أجدها خارج دائرة الاهتمام حقيقة رغم أنها أم الألعاب.

أخيرا ما تطلعاتك وآمالك؟

أتمنى أن أصل إلى العالمية في مجال الطب مثلما نجحت في تحقيق هذا الهدف على مستوى الرياضة، كما أطمح في أن أواصل العمل بداخل مجلس إدارة النادي الأهلي وأحقق تطلعات الجماهير الأهلاوية؛ لأن النادي الأهلي من أولوياتي واهتماماتي، وهو من تعلمت فيه كلاعبة وإدارية، وأتمنى بأن يحقق طفرة أكبر، وأن تكون له بصمة، فهو مركز قوة الرياضة المصرية، كما أود أن أنتهز هذه الفرصة؛ لأشكر مملكة البحرين قيادة وحكومة وشعبا على حسن الضيافة والاستقبال للمشاركة في المؤتمر، وأتطلع لأن تسنح لي الفرصة لأزور بلدكم مرة أخرى.