+A
A-

الصالحية أسر متكدسة... ووعود متبخرة

الصالحية القرية الصغيرة التي لا يتجاوز عدد بيوتها 30 بيتا ولا يتجاوز عدد طلبات الوحدات الإسكانية فيها 90 طلبا، تتكدس الأسر في بيوت هذه القرية القديمة، إذ لم يعد يجدي الترقيع والترميم لتجميل واقع ومعاناة يعيشها الأهالي. في الصالحية أسر تتكدس في البيت العود وفي حالات وصل عدد ساكني البيت الواحد إلى 36 فردا وبيوت أخرى يتراوح أعداد ساكنيها بين 30 و25 فردا في البيت، وكما تغص البيوت بساكنيها فهي تغص بطلباتها الإسكانية التي تعود الى العام 1996 وأخرى الى 1999، ففيها ينتظر الابناء والآباء الذين وحداتهم الاسكانية. ويناشد أهالي الصالحية عبر “البلاد” سمو رئيس الوزراء بناء وحدات إسكانية للأهالي حفاظا على النسيج الاجتماعي وفي القرية الصغيرة وإنهاء معاناة الاهالي ببناء 35 وحدة سكنية فقط لاستيعاب الطلبات الاسكانية حتى العام 2002. يشكو الاهالي قلقهم وتخوفهم على ما آلت اليه القرية من هجر ابنائها لها بفعل المشكلة الاسكانية في القرية، فلم يعد لهم محط رجل فيها؛ فضيق البيوت التي لا تكاد تستوعب اعدادا إضافية اجبر الأهالي على السكن خارج القرية تاركين وراءهم امهات وآباء وكبارا في السن ومرضى في اشد حاجتهم لابنائهم ليكونوا بالقرب منهم.  يؤكد الأهالي ان الصالحية لم يزدد عدد بيوتها منذ اكثر من 30 عاما، وهي التي تحاصرها الاراضي الشاسعة التي يمكن استغلالها لبناء المشاريع الاسكانية بقيت على حالها ولم تستفد كباقي المناطق من المشاريع الاسكانية، اما الوعود التي لا تنحصر والتي يحفظها الاهالي فبقيت وعودا حتى اليوم كمشروع تطوير القرية منذ 2006 الذي بقى في ادراج المسؤولين.

الصالحية منسية

قال ممثل لجنة الاسكان بقرية الصالحية حسن الاسكافي إننا نناشد سمو رئيس الوزراء بناء مشروع يستوعب طلبات الاهالي حتى 2002 على الأقل والذين لا يتعدى عددهم 35 طلبا حفاظا على النسيج الاجتماعي للقرية الذي تغير بعد خروج الشباب القرية للسكن خارجها ودخول الأجانب وسكن العزاب.  وتابع الاسكافي “ان القرية لم تر مشروعا اسكانيا حتى الآن رغم وجود المساحات الساشعة من الاراضي يمكن استغلالها لهذا الهدف فضلا عن أن ما يطلبه الأهالي اقل بكثير من الوعود التي لم يتحقق منها شي”.

90 طلبا

وبين الأهالي أن “طلبات أهالي الصالحية تم تلبيتها من 1993 الى 1995 فقط وكانت خارج القرية، كما اننا القرية الوحيدة في العاصمة التي لم يحصل اهاليها على مشروع اسكان او توزيع قسائم ضمن القرية”، لافتا الى ان طلبات الوحدات الاسكانية لا تتجاوز90 طلبا وبينهم ارامل ومطلقات واخرون يتكدسون في بيوت القرية التي لا يتجاوز عدد بيوتها 30 بيتا. وذكروا ان حكاية وعود وزارة الاسكان للأهالي بدأت في 2003 ولم تنته الزيارات والاجتماعات مع الوزارة الا عن وعود بقيت حبرا على ورق لم تر النور رغم الموافقة على المقترحات من النائب والعضو البلدي السابقين.

36 شخصا يسكنون البيت العود

يعيش سعيد محمد مع اسرته في بين والده ضمن 5 أسر لأخوته في بيت يصل عدد افراده الى 36 فردا ويعود طلبه الى العام 1999، أما نصيب سعيد الذي اصبح جدا ولم ير بيت العمر بعد، غرفتان لأولاده وبناته الست الذين يتشاركون مع والديهما دورة المياه اليتيمة في قسمهم من البيت العود.

غرفة الصفيح

ابنه الأكبر ذو 28 عاما متزوج هو الآخر في بيت الجد ونصيبه غرفة من الصفيح وكحال والده ينتظر وحدته السكنية. المرض والضيق ورطوبة البيت تحاصر اسرة سعيد المصابين بأمراض الدم الوراثية والسكلر الحاد فضلا عن مرض ابنه بمرض في القلب.

لم تشفع لسعيد سنين انتظاره الـ 20 للحصول على بيت العمر، فبقي حلم الوحدة السكنية حلما ورغم الظروف الاستثنائية والحالة الصحية التي يعاني منها افراد الاسرة إلا ان إجابة وزارة الإسكان التي درست حالته لم تتعدى بأنه على قائمة الانتظار.

شقق الإيجار الخيار الأصعب

ابراهيم الفردان أحد من تركوا القرية للسكن في شقق الايجار خارجها ويعود طلبه الى 2001، ولم تعد الغرفة اليتيمة في بيت الوالد تسعه مع ابنائه الثلاثة الذين يبلغ اكبرهم 14 عاما. ورغم ارتفاع الايجار والسكن بعيدا عن اهله إلا أنه لا خيار امامه، وهو كحال كثيرين الذين انتهى بهم الحال خارج القرية التي لم تشملهم المشاريع الاسكانية.

يقول إبراهيم: “انا متقاعد وتنقلت بين الشقق لاحقق الأمان لاسرتي وافضل حال، الا ان الايجار المرتفع والبعد عن القرية ليس الخيار الأفضل. طلبي الاسكاني مر عليه 18 عاما ولم احصل على وحدة تأويني واسرتي حتى الآن”.

المقهوي: أحتاج أبنائي بقربي

الحاج علي المقهوي يسكن و4 أسر في منزل يبلغ عدد من فيه 16 شخصا يتشاطرون هذ المنزل الصغير. يقول المقهوي “رغم الضيق الذي نعيشه الا انني بحاجة لابنائي بقربي ولا اريد ان يسكنوا خارج القرية في شقق الايجار الضيقة والمكلفة كحال ابني الكبيرين”.

ويضيف المقهوي “رغم زيارة وزارة الإسكان والوعود ببناء مشاريع لاهالي القرية وضمن حدودها الا انه شيئا لم يتحقق.. وانا كحال كثير من الأبناء الذي يعجزون عن تقديم العون لابنائهم للاستقلال في سكن خاص فيبقون في بيوت آبائهم لا خيار لهم غيره خصوصا مع ارتفاع أسعار الايجار”.

4 طلبات اسكانية في بيت واحد

الحاج أحمد مكي علي من الأهالي الذين تضيق بيوتهم بساكنيها ككثيرين في الصالحية. 4 أسر لأبنائه المتزوجين وأحفادهم ولضيق ذات اليد لم يستطع أحدهم أن يستأجر خارج المنزل  ورغم طلباتهم التي تجاوز عمرها 15 عاما ما تزال كل اسرة تعيش في غرفة تفتقر لأبسط ظروف الأمان والصحة. تكدس الأبناء والاحفاد في بقعة صغيرة كادت أن تودي بحياة احد ابنائه عبدالحسين، الذي احترق 70 % من جسمه بينما كان يطبخ في ذات الغرفة التي يسكنها مع ابنائه الخمسة حيث انفجر الموقد؛ ليلتهم الحريق جسده وكذلك الغرفة التي يسكنها، لا تختلف حال بقية الأبناء فبين خمسة أولاد و6 أولاد يتكدسون في غرف ضيقة تكاد تنفجر بأصحابها.

غرفة واحدة لأرملة ويتيمتين

الارملة نجية سبت هي الأخرى شاهدة على مشكلة الإسكان في هذه القرية، وهي التي تسكن في غرفة ومطبخ على ارض للأوقاف تدفع إيجارها الشهري، اقترضت المال لتستطيع أن تبني غرفة من الصفيح على السطح؛ ليتسع المكان لها ولابنتيها الصغيرتين. الغرفة اليتيمة والمسجلة في الأوقاف لها ولابنَي زوجها المرحوم من زوجته الأولى، أما طلبها الإسكاني فيعود لـ 2014.