+A
A-

منازل الآسيويين تنذر المخارقة بكارثة صحية

- الفئران والقوارض تشارك البشر في السكن

- لا أمان صحيا ولا أمنيا ولا اجتماعيا

- المؤجرون متجاوزون ويجب حماية الأهالي

- بقع مياه آسنة تحيط بالمنازل منذ سنة

- سرقة مياه من الأنابيب الرئيسة

أماطت كاميرا “البلاد” اللثام على واحدة من أسوأ ما آلت إليه الأوضاع الإنسانية لبيوت العزاب في حي المخارقة بمجمع 301 من العاصمة المنامة، إذ تثبت المشاهد أن البيوت التي يقطنها ويسكنها هؤلاء الأشخاص لا تصلح للسكن الآدمي، وتفتقر للوسائل الصحية والأمنية كافة، ناهيك أن أكثر هذه المنازل آيلة للسقوط، ومن الممكن أن تهدم فوقهم في أي لحظة.

وفي الجولة التي أخذتها “البلاد” في مخارقة المنامة تم رصد العديد من المخالفات، لكنها لا تنتهي لكثرتها، ولعل من جملتها تعمد تأجير البيوت القديمة التي تركها أهلها إلى الآسيويين العزاب الذين يتخذون من هذه المنازل سكنا ومخازن في الوقت ذاته.

ومن جملة الرصد يتضح أن معظم هذا السكن غير نافع ولا يتماشى مع روح القانون، ويمكن لأي جهاز تفتيش يتبع وزارت الداخلية والبلدية، والعمل تشميع هذه البيوت أو إصدار رخص بالهدم.

في بداية الجولة استوقفتنا مخالفة تكدس مياه آسنة كثيرة حول عدد من البيوت التي يسكنها هؤلاء العزاب، وبعد تفحص الموضوع اتضح أن هذه المياه ترجع إلى تسرب مياه من إحدى الأنابيب المخصصة للمجاري، ويشير المقيمون في المنطقة إلى أنه مضى على هذا التسرب أكثر من سنة من دون تصليح، وأنهم لا يستطيعون مخاطبة البلدية كون أغلبهم لا يمتلك إقامة قانونية.

بعدها، زرنا أحد المنازل الذي بدا عليه معالم الشيخوخة من الخارج، وكانت المفاجأة في الداخل، حيث يقطن بهذا المنزل أكثر من 25 شخصا في 5 غرف، وتحيط بالمنزل الأوساخ والقاذورات من كل جانب، وتنتشر فيه الطحالب والبكتيريا، والأدهى أننا وجدنا أحد الآسيويين يعد الطباخ في مطبخ متعفن لا يصلح لمزاولة أي نشاط فيه.

وبعدها، اتجهنا نحو منزل آخر كان ضيقًا وقد حولت جميع مساحاته إلى غرف وحمامات عمومية، على الفور استفسر أحد الساكنين عن سبب تواجدنا، فأجبناه بأننا صحافة ونريد تسليط الضوء على مشكلاتهم مع السكن، فانطلق بالحديث قائلا: “هذه الغرف غالية جدًا، حيث إنها تتسع إلى 5 أشخاص، وتؤجر الغرفة الواحدة علينا بـ 120 دينارا، ونحن رواتبنا قليلة جدًا ومعظمنا لا يملك وظيفة خاصة، بل نقوم بالعمل بشكل يومي مع مقاولي بناء”.

وبعد الزيارة للمنزل سألناه لماذا لا تطالبون المستأجر بأن يقوم بعملية ترميم وصيانة للمنزل، فقال “نحن طالبناه، لكنه لا يسمع كلامنا ويهددنا بين الفينة والأخرى بأنه سيقوم بإخراجنا من المنزل وتسكين آخرين بدلا منا، وأنتم تعلمون أن الطلب أكبر من العرض في هذه المنطقة، ونحن مضطرون للسكوت مقابل إبقائنا في المنزل”.

في الزقاق ذاته كانت عربات البيع بالتجزئة موجودة بالخارج، وهي دليل آخر على عملية غير قانونية تتمثل في بيع العربات خارجًا من دون ترخيص.

دخلنا منزلا آخر، وبدأت السمات المشتركة في المنازل كافة حاضرة، وهي الأوساخ وعدم الترتيب والعفن، وعدم انتظام الأمور كافة، ومن جملة المتشابهات وجود أسطوانات الغاز بوسط المنزل وبتسليك خطير وتحيط بالموقد مواد قابلة للاشتعال في أي وقت ولحظة.

ومن الخارج بات جليًا أن هذه العمالة تقوم بسرقة المياه من الأنابيب الرئيسة الحكومية (الأمتار) عن طريق وضع مضخات عالية الشفط؛ من أجل سحب المياه في خزانات خاصة توجد خارج المنزل، وذلك أن المياه التي تغذي المنطقة لا تتلاءم وحجم الطلب عليها.