+A
A-

القوات العراقية تسيطر على كركوك بعد اشتباك مع البشمركة

قالت مصادر أمنية إن القوات العراقية انتزعت أمس الجمعة آخر منطقة كانت لا تزال خاضعة لسيطرة مقاتلي البشمركة الكردية في محافظة كركوك الغنية بالنفط في أعقاب معركة استمرت ثلاث ساعات. وتقع منطقة التون كوبري، أو بردي بالكردية، على الطريق بين مدينة كركوك التي سقطت في يد القوات العراقية يوم الاثنين وأربيل عاصمة إقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق. وأجرى الإقليم استفتاء على الاستقلال الشهر الماضي متحديا رغبة حكومة بغداد. وقال متحدث باسم الجيش العراقي إن قوة من جهاز مكافحة الإرهاب، الذي دربته الولايات المتحدة، والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي المدعوم من إيران بدأت في التقدم نحو التون كوبري صباح الجمعة.

وقالت مصادر أمنية عراقية إن قوات البشمركة انسحبت من البلدة التي تقع على نهر الزاب بعد اشتباك مع القوات العراقية المتقدمة بالأسلحة الآلية وقذائف المورتر وقاذفات الصواريخ. ولم يقدم أي طرف معلومات عن الخسائر البشرية في القتال.

وتقدمت القوات العراقية إلى محافظة كركوك دون مقاومة تذكر إذ أن معظم قوات البشمركة انسحبت دون قتال.

وأدى تقدم القوات الحكومية إلى تغيير ميزان القوى في شمال العراق ومن المرجح أن يقوض تطلعات الاستقلال لدى الأكراد الذين أيدوا الانفصال بأغلبية ساحقة في استفتاء يوم 25 سبتمبر واعتبروا حقول النفط في كركوك خاضعة لهم. والاشتباك في التون كوبري هو ثاني مواجهة عنيفة مع الأكراد في كركوك منذ يوم الاثنين حين سقط عشرات بين قتيل وجريح في أول ليلة شهدت تقدم القوات العراقية.

والتون كوبري هي أقرب بلدات محافظة كركوك من الطريق إلى أربيل وتقع مباشرة خارج حدود منطقة الحكم الذاتي التي تأسست بعد سقوط صدام حسين عام 2003.

وتسعى القوات العراقية إلى إعادة فرض سلطة بغداد على المنطقة التي سيطرت عليها القوات الكردية خارج الحدود الرسمية لمنطقة الحكم الذاتي مباشرة والتي وضعت يدها على معظمها منذ عام 2014 خلال الحرب على داعش.

ودعا المرجع الأعلى للشيعة في العراق آية الله علي السيستاني حكومة بغداد أمس إلى حماية السكان الأكراد في شمال البلاد، في تدخل سياسي نادر من شخصية لها كلمة نافذة لدى معظم شيعة العراق. وجاءت دعوة السيستاني خلال خطبة الجمعة التي ألقاها أحد ممثليه نيابة عنه في مدينة كربلاء، كما جاءت وسط تقارير عن انتهاكات تعرض لها الأكراد في مناطق انسحبت منها قوات البشمركة ومنها كركوك وطوزخورماتو وخانقين.

وقال مسؤولون أكراد إن عشرات الآلاف من الأكراد فروا من كركوك وطوزخورماتو إلى أربيل والسليمانية.. المدينتان الرئيسيتان في إقليم كردستان. ودعت فرنسا أمس الجمعة الحكومة المركزية العراقية إلى ضبط النفس بعد أن سيطرت على آخر منطقة في محافظة كركوك الغنية بالنفط وقالت إن على بغداد أن تضع حقوق الأكراد كاملة في الاعتبار.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية أنييس روماتيه-إسباني للصحفيين “نطلب من الحكومة الاتحادية ضبط النفس واحترام حقوق الأكراد كاملة”. وقال مسؤولون أكراد إن عشرات الآلاف من الأكراد فروا من كركوك وطوزخورماتو إلى أربيل والسليمانية المدينتين الرئيسيتين في إقليم كركوك شبه المستقل.

وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها يوم الخميس من تقارير عن تهجير وتدمير لمنازل الأكراد ومتاجرهم خاصة في طوزخورماتو.