+A
A-

كنيسة عوالي... دعاء للبحرين وشكر للرب على استمرار “النعم”

- تواجد لـ"السبحة" المسيحية خلال قداس السبت

- مخطط إنشاء أكبر كاتدرائية تخدم الخليج لا يزال قائماً

- التأخير بغرض تعديل الخطط الهندسية لـ"أسباب أمنية"

- بحرينيون "يطلون" على الدار بدافع الفضول

- امتنان للقيادة وللشعب البحريني على أجواء التسامح

 

استمراراً لسلسلة التقارير المصورة التي تعدها “البلاد”عن دور العبادة الخاصة بالأقليات الدينية في البحرين، وإبرازاً لما تتميز به المملكة من تنوع ديني وثقافي، زارت الصحيفة في محطتها الخامسة كنيسة عوالي والمعروفة بكنيسة العذراء الزائرة أوOur lady of visitation.

كنسية عوالي كانت فارغة وهادئة تماماً عند وصول “البلاد” في تمام الساعة الخامسة من مساء السبت الماضي، فلا متعبدين ولا زوار، ولا مؤشرات على وجود حياة في هذا المرفق باستثناء بعض الشموع المشتعلة.

غير أن السكون والفراغ سرعان ما تحولا إلى “دعاء” وترانيم وصلوات غلفت أجواء الدار مع انطلاق القداس في تمام الساعة السادسة والنصف، حيث ملئ حضوره المقاعد واضطر العشرات إلى أداء المراسم وقوفاً.

من دون مواعيد

وقبيل انطلاق مراسم القداس الذي أخذنا الاذن لحضوره ومتابعته، تحدث إلينا الأب رودولفو إننكابو عن الدور الذي تلعبه الكنيسة في وسط مجتمعها الصغير نسبياً، والذي يقارب الـ600 شخص حسبما قدره.

اختتم الأب حديثه لـ”البلاد” بالإشارة إلى قرب موعد جلسات الاعتراف في تمام الساعة السادسة.

وأردف: تعقد جلسات الاعتراف بـ”الخطايا” بشكل يومي في تمام الساعة السادسة، ولا تتطلب موعداً مسبقاً، فمجتمع الكنيسة بأكمله يعرف موعدها.. إن “الاستشارة” تحتاج مواعيد، ولكن الاعتراف لا يتطلب ذلك.

خطايا وضمير

وتابع قائلاً: إن الجلسات تعقد بين المتعبد والقسيس فقط، ويصرح بما يزعج ضميره من أخطاء وذنوب ارتكبها، وتتميز بالسرية المطلقة، “يخبرونا بخطاياهم.. وبقوة الكنيسة والرب نستمع إليه”.

وكما أكد الأب رودولفو في هذه الجزئية، شهدت “البلاد” دخول 3 نسوة (كل واحدة على حده) إلى إحدى زوايا قاعة الكنيسة الرئيسة التي يفصلها ستار فقط عن باقي أجزاء المكان، وعُلق على الستار الفاصل “غرفة الاعتراف”.

لم تتجاوز فترة الاعتراف الخاصة بكل سيدة مدة الـ7 دقائق، بينما كانت عوائل النسوة الثلاث قد شرعوا في دعاء تشارك به المتجمعون والمترقبون لبدء القداس.

دعاء وخبز

في تمام الساعة السادسة وعلى وقع الموسيقى الخاصة بالكنيسة، انطلقت فعاليات القداس وشرع الحضور في ترديد دعاء مشترك، عُرضت كلماته على الجدار للتسهيل على “الناسين”.

وأبرز ما مَيز دعاء قداس السبت هو حمد الرب وشكره على استمرار نعمه الكثيرة، وأهمها توافر الخبز كمادة غذائية رئيسة.

ويعد الخبر واحدا من أهم رموز القداس لدى الطوائف المسحية على اختلافها وتنوعها.

هذا وتخلل فقرة الدعاء، الأمنيات بالخير لمملكة البحرين، واستمرار نعمة الأمن في هذه الأرض الطيبة.

 

عظة وسبحة

وعلى غرار خطبة الجمعة لدى المسلمين، شهد قداس السبت في كنيسة عوالي “عظة”، دعا فيها الأب رودولفو حضور القداس إلى الالتزام المنتظم والمواظبة على حضور الكنيسة، وعدم “الحكم على أنفسهم”.

وقال: هل يحكم علينا الرب؟ لا. . نحن من نحكم على أنفسنا بقسوة أحياناً.

ووثقت “البلاد” خلال مراسم القداس، استخدام بعض المصلين في الكنيسة لــ”سبحة”، والتي تختلف قليلاً عن “السبحة الإسلامية” بإضافة رمز الصليب ورمز آخر.

وبحسب أحد المسيحيين العرب، فإن “السبحة” في القداس تستخدم لترديد ترانيم مرتبطة بـ”العذراء” و”الأب” كما انها مختلفة عن “السبحة الإسلامية” في عدد حباتها أيضاً.

الأنجليكيون والفلادلفيون

وفي تصريحات لـ”البلاد”، أوضح الأب رودولفو أن كنيسة عوالي تهدف لخدمة الطائفة الكاثوليكية بالدرجة الأولى، ولكن مجموعات أخرى تستفيد منها أيضاً، فهنالك حضور لكل من “الأنجليكيين” و”الفلادلفيين”.

وأضاف: لن أغفل الإشارة إلى مجموعة ثالثة من ولاية كيرلا الهندية، والذين يستفيدون من الكنيسة في كل خميس لإقامة القداس بلغة الماليالامية.

وبين أن الكنيسة تخدم جنسيات متعددة “الهند، الفلبين، سريلانكا، قارة أوروبا، أفارقة”، وأن القداس الذي يحيا دائماً باللغة الإنجليزية يقام في أيام الجمعة والسبت والأحد.

فضول وزجاج

وفي إطار حديثه عن تاريخ الكنيسة، قال الأب رودولفو: إن هذه الدار أسست في العام 1940 بغرض خدمة الوافدين العاملين في شركة نفط البحرين “بابكو”، وذلك بالتزامن مع إنشاء كنيسة القلب المقدس.  وفيما يتعلق بالتفاعل مع المجتمع المحلي المسلم، يشير رودولفو إلى أن بحرينيين يحضرون من حين إلى آخر، ويأخذون “طله” من زجاج الكنيسة بدافع الفضول ومعرفة ما نفعل.. نحن لا نرفض هذا السلوك ونعاملهم باحترام.

واستدرك: تساهم الكنيسة في فعاليات مشتركة بين الأديان والطوائف في العاصمة المنامة عبر أنشطة جمعية “هذه هي البحرين”.

تسامح وامتنان

وتابع قائلاً: نحن ممتنون لعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وعموم شعب البحرين على الترحيب وحرية ممارسة المعتقد.. سنصلي لكم جميعاً.

من جانب آخر، أكد الأب رودولفو أن خطة إقامة أكبر كاتدرائية كاثوليكية على مستوى البحرين في منطقة عوالي لا زالت قائمة، والعمل على تشييدها وبنائها جارٍ ولم يلغَ.

وأردف: نحن ممتنون لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على منحه لنا الأرض لبناء الكاتدرائية، ونحتاج لاستكمال هذا الغرض موافقة جهات رسمية.

الأبرشية

وبين أن الخطوات العملية لبناء الكاتدرائية التي يفترض أن تحتضن الطائفة الكاثوليكية في الخليج انطلقت قبل 3 سنوات عندما جرى تقديم الخطة والخرائط الهندسية الخاصة بالمشروع.

وأضاف “كان هناك تحفظ على الخطة الهندسية للمواقف، والذي يقضي بإنشاء مواقف تحت الأرض، وذلك لوجود مخاطر أمنية من إمكانية حدوث أعمال إرهابية ومتفجرات”.

وختم “جرى تعديل بعض الأمور، وحلت الإشكالات، وتتولى الأبرشية متابعة هذه المسألة مع الجهات الرسمية المعنية، وهنالك لقاء سيجرى خلال الأيام القليلة المقبلة لتيسير الإجراءات القادمة”.