شهد عقد السبعينات من القرن العشرين إصدار 3 كتب مترجمة من اللغة الإنجليزية إلى العربية، ما يعني أن حركة الترجمة في البحرين كانت تسير ببطء، ففي أوائل السبعينات صدرت ترجمة كتاب “البحرين ترحب بكم”، تأليف جيمس بلجريف ابن مستشار حكومة البحرين حينذاك السيد تشارلز بلجريف، واهتمت بنشره وكالة الخليج للإعلانات والخدمات. كما ترجمت الدكتورة صفية دويغر مطبوعًا يحمل عنوان “آثار البحرين”، من إعداد جمعية البحرين للآثار، وجاءت الترجمة بناء على تكليف من الجمعية. وصدر الكتاب الثالث بعنوان “دول الخليج العربي الحديثة” لمؤلفه الدكتور حسين البحارنة، وهو أول مواطن بحريني يحصل على درجة الدكتوراه. فقد صدر الكتاب باللغة الإنجليزية في العام 1968م، وتمت ترجمته إلى العربية في العام 1973م. ويتحدث الكتاب عن تطور الأوضاع السياسية والقانونية والدستورية لدول الخليج العربي، مع التركيز على علاقاتها الدولية، وعد من بين أهم المصادر التي وثقت التاريخ السياسي لدول الخليج العربي.
وصدرت في عقد الثمانينات من القرن العشرين 6 كتب مترجمة، أي ضعف ما صدر في العقد الذي سبقه، فقد تمكن الدكتور محمد علي الخزاعي من ترجمة كتاب “جزر البحرين: دليل مصور لتراثها”، تأليف أنجلا كالارك، وذلك في العام 1985م، وجاءت هذه الترجمة بطلب من جمعية تاريخ وآثار البحرين. وتركز الاهتمام في ثمانينات القرن العشرين على ترجمة الكتب التاريخية المتعلقة بمملكة البحرين منذ بدء نشوء الحضارات القديمة وحتى العصر الحديث، وتلك ميزة اختص بها عقد الثمانينات من القرن المنصرم. ومن بين تلك الكتب كتاب “البحث عن دلمون” لمؤلفه جيوفري بيبي، وقام بترجمته إلى العربية أحمد عبيدلي في العام 1985م، ويروي الكتاب قصة أول بعثة استكشافية للتنقيب عن الآثار في البحرين وبعض دول الخليج، وعلاقتها بالحضارات القديمة في بلاد الرافدين.
وصدرت دراسة عن السكان في البحرين أنجزها فريق عمل من الخبراء برئاسة دون فان أرسدول، بعنوان “السكان في البحرين”، وقام بترجمتها في العام 1987م الدكتور عبدالله حمد سبت، ونشرتها “رسائل جغرافية”، وهي نشرة دورية محكمة تعنى بالبحوث الجغرافية، وتصدر عن قسم الجغرافيا بجامعة الكويت والجمعية الجغرافية الكويتية.
وشهد العام 1988م إصدار ترجمة كتاب تربوي اجتماعي عنوانه “أب الدقيقة الواحدة”، تأليف سبنسر جونسون، وقامت بترجمته من الإنجليزية إلى العربية سلوى المؤيد، وتناول الكتاب أحدث أساليب تربية الأبناء وأسرعها تأثيرًا، ولاقى هذا الكتاب انتشارًا واسعًا حينذاك.
وشهد العام 1989م ترجمة كتابين صدرا عن “مطبوعات بانوراما الخليج” لصاحبها الأستاذ إبراهيم بشمي، تناولا تاريخ البحرين ومنطقة الخليج العربي عبر العصر الحديث. فقد صدر الكتاب الأول بعنوان “أرض النخيل” تأليف سي. أم. كرستجي، وقام بترجمته الدكتور منذر الخور. وتحدث الكتاب عن رحلة كرستجي من بومبي إلى البصرة مرورًا بدول الخليج العربي والعودة إليها في الفترة من العام 1916م إلى العام 1917م، متناولًا الحياة في البحرين بما في ذلك نوع المباني وطبيعة البحرين والزراعة فيها.
وصدر الكتاب الثاني عن مطبوعات بانوراما الخليج في نفس العام 1989م من الإنجليزية إلى العربية وعنوانه “مذكرات شريفة الأمريكانية”، الذي يروي قصة البعثة الأميركية في البحرين العام 1922م. فقد روت في هذا الكتاب حياتها وآراءها وانطباعاتها عن البحرين، كما تحدثت بشكل مفصل عن التبشير المسيحي وأساليبه وطرق عمله في البحرين والدول الخليجية.
باحث ومؤرخ بحريني