تعد مملكة البحرين من بين الدول التي شهدت المدارس قبل غيرها من الدول العربية والنامية، فقد شهدت البحرين افتتاح أول مدرسة عام 1899م، وهي المدرسة الإرسالية، وفي عام 1919م افتتحت أول مدرسة حكومية في البلاد وهي مدرسة الهداية الخليفية بالمحرق، لحقها فيما بعد تأسيس مجموعة من المدارس في مناطق البحرين خلال عقد العشرينيات من القرن الماضي.
والجدير ذكره أن انتشار المدارس في البحرين في عقد العشرينات من القرن المنصرم لم يقتصر على المدن فقط، بل وصل إلى القرى، وتلك ميزة تؤكد اهتمام حكومتنا الرشيدة بنشر التعليم بين جميع أبناء المجتمع البحريني، ومن بين تلك المدارس القديمة مدرسة المباركة العلوية بالبلاد القديم التي افتتحت في العام الدراسي 1926م/ 1927م. جاء في جريدة “البلاد” في عددها الصادر يوم السبت 28 سبتمبر 2024م خبر سعيد جدًا يتمثل في اهتمام وزارة التربية والتعليم بتنفيذ مشروع إعادة تأهيل المدارس التاريخية، والتي من بينها (مدرسة عمر بن الخطاب) التي تأسست في فريق العمامرة بالمحرق عام 1951م، وأطلق عليها في البداية اسم (المدرسة الشمالية). ومن حسن الحظ أنني تدربت قبل تخرجي في عام 1963م عندما كنت طالبًا في الصف الرابع ثانوي علمي في (المدرسة الشمالية)، وكانت تعد هذه المدرسة آنذاك من بين المدارس النموذجية في مملكة البحرين، وتغير اسمها فيما بعد إلى مدرسة عمر بن الخطاب.
إن اهتمام وزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن مبارك جمعة بتنفيذ مشروع تأهيل المدارس التاريخية يؤكد حرص حكومتنا الرشيدة على المحافظة على مباني المدارس القديمة التي كان لها تاريخها المشرف، والذي يعكس بجلاء قمة التحضر الذي تعيشه مملكة البحرين في العهد الزاهر.
* باحث ومؤرخ بحريني