استمرت المدرسة الخليفية للبنات بالمحرق بتقديم عروضها المسرحية ومنها مسرحيتان قدمتا في العام 1942م، الأولى بعنوان “كلمة الخلاص”، والثانية “ليلى ابنة الملك النعمان والأكاسرة”، ومثلتها الهيئة التعليمية بالمدرسة.
نشطت المدرسة الخليفية للبنات في المنامة هي الأخرى في تقديم عروض مسرحية في أوائل الأربعينات من القرن العشرين، حيث قدمت مسرحية “لقيط الصحراء” في العام 1940م. وفي 13 مارس العام 1940م قدمت إدارة المعارف على مسرح المدرسة مسرحية “فضائح الطليان في طرابلس”، وشارك في التمثيل مجموعة من مدرسي المدارس في البحرين. وفي الأول من مايو 1942م قدمت المدرسة الخليفية للبنات بالمنامة مسرحية “واقعة ذي قار”.
لم تقتصر المحاولات الأولى المتمثلة في تقديم مسرحيات على المدارس الحكومية فقط، بل اتجهت المدارس الخاصة التي تأسست في ثلاثينات القرن العشرين، والتي يمتلكها أفراد من الأهالي، إلى خوض تجربة المسارح المدرسية أيضًا. وزاد من أهمية المسرحيات التي قدمتها المدارس الأهلية الخاصة هو أن أصحابها من الأدباء والشعراء الكبار الذين عرفتهم مملكة البحرين آنذاك.
فقد أسس أديب البحرين وشاعرها الكبير الأستاذ إبراهيم العريض مدرسته الأهلية بالمنامة العام 1931م، واستمرت حتى العام 1933م. وقدمت مدرسته مسرحية “وا معتصماه”، وهي مسرحية شعرية حضرها المغفور له بإذنه تعالى صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين آنذاك. كما قدمت المدرسة نفسها مسرحية أخرى هي رواية إنجليزية “وليم تيل” أحد أبطال سويسرا كتبها العريض نفسه. وكانت آخر مسرحية نظمتها مدرسة العريض سنة 1933م وهي مسرحية “بين الدولتين”.
تعد مدرسة الشاعر المعروف عبدالرحمن المعاودة المدرسة الخاصة الثانية التي ساهمت بنشاط ملموس في الحركة المسرحية في ثلاثينات القرن العشرين. فقد قدمت هذه المدرسة مسرحيتها الأولى “سيف الدولة بن حمدان” سنة 1931م، ومسرحية “عبدالرحمن الداخل” سنة 1936م، ومسرحية “الرشيد وشارلمان” سنة 1938م، و “المعتصم بالله” سنة 1940م.
وإذا كانت المسرحيات التي قدمتها المدارس الحكومية نثرية مرتبطة بالأحداث التاريخية، فإن مدرسة العريض ومدرسة المعاودة قدمتا مسرحيات شعرية من نظمهما، مقتفيتين بذلك مسرحيات أمير الشعراء أحمد شوقي التي كانت رائجة في تلك الحقبة من الزمن.
* كاتب ومؤرخ بحريني