كان للمسرح المدرسي دوره الفاعل والمؤثر في تشجيع الحركة المسرحية في مملكة البحرين، وساعد على توفير مناخ ثقافي وأدبي خصب. كما أفرز العديد من المواهب إبان نشأته ومراحل تطوره. فقد اقترنت الحركة المسرحية في بداياتها الأولى بالمدارس في عقدي العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين، وانتشرت بعدها في الأندية، حيث مرت هي الأخرى بأدوار تطويرية مختلفة.
بدأ نشاط التمثيل في مدرسة الهداية الخليفية بالمحرق بعد مرور 6 سنوات على افتتاحها وبالتحديد في العام 1925، ثم أخذ ينتشر في المدارس التي افتتحت في مدينة المنامة. ويرجع الفضل في نشر هذا النوع من النشاط التمثيلي في المدارس إلى أفراد بعض البعثات التعليمية العربية العاملة في مملكة البحرين خصوصا السورية واللبنانية، حيث كانت تنظم مثل هذه الفعاليات في مدارسهم.
ساعد على نجاح المسرح المدرسي في البحرين الإستعداد الذي أبداه الطلبة، والترحيب الكبير من قبل أولياء الأمور الذين لم يعارضوا مشاركة أبنائهم وبناتهم في التمثيل، بل كانوا يشاركون بحضور عروض تلك المسرحيات تشجيعًا لأبنائهم وبناتهم. فقد نفذت مدرسة الهداية الخليفية للبنين بالمحرق أول عمل مسرحي تشهده البلاد تحت عنوان (القاضي بأمر الله) في العام 1925م، تلتها مسرحية (وفود العرب على كسرى) في العام 1927م، ومسرحية (أمرؤ القيس) سنة 1928م وهو العام الذي شهد أيضًا مسرحية ثانية هي (أبو القاسم الطنبوري).
وشهد العام 1928م قيام مدرسة الهداية الخليفية بالمنامة تمثيل مسرحية (ثعلبة)، الأمر الذي يؤكد أهمية العام 1928م الذي شهد ازدهار نشاط المسرح المدرسي في مدينتي المنامة والمحرق.
عرض في العام 1932م مسرحية (داحس والغبراء) من قبل مدرسة الهداية الخليفية بالمحرق أيضًا. وقدمت المدرسة الخليفية للبنات بالمحرق مسرحية (محبة الوالدين) في العام 1941م وهي المسرحية التي علقت عليها جريدة البحرين في عددها 115 الصادر في 15 مايو 1941م بالقول: (أما موضوع الرواية فكان اجتماعيًا يعالج ناحية مهمة جدًا من النواحي التي يأمر بها القرآن الكريم ألا وهي محبة الوالدين واكتساب رضاهما وإيثاره على كل شيء آخر في الوجود من مال أو عقار أو تجارة. وقد تركت هذه الرواية الأثر الحسن في نفوس المشاهدات).
* باحث ومؤرخ بحريني