في المقال السابق بينّا تقديرات سكان إمارة البحرين آنذاك وفقًا لخمسة مؤرخين هم: الكابتن كيمبل، ولوريمر، والنبهاني، والريحاني، وفاروقي، إضافة إلى الدكتورين عبدالله، وزين العابدين، حيث تراوحت تقديراتهم بين 50 ألفا، في 1956م، و99.3 ألف في 1905/1907م، و300 ألف في 1921م، و200 ألف في 1923م، و120 ألفا في 1930م، التعداد السكاني الأول 90 ألفا في 1941م على التوالي.
ونخصص مقالنا اليوم عن تفاصيل أول تعداد سكاني أجري في البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي للعام 1941م، وكان نصيب جزيرة المحرق من السكان أكثر من 21.4 ألف، و27.8 ألف للعاصمة المنامة، والمناطق الريفية، نحو 39 ألفًا، والعوالي وغيرها 1.8 ألف. وربما هذا التعداد الأول “لا يسلم بدقته لصعوبة التعداد والتسجيل ولامتناع السكان عن إعطاء المعلومات الصحيحة للتعدادين لعدم وعيهم بأهمية الإحصاء، وكذلك بأسباب تخوفهم من إشاعات التجنيد التي انتشرت في تلك الحقبة التاريخية المرافقة للحرب العالمية الثانية”.
ويتسم تعداد 1941م، بتوفيره بيانات عن نصيب مكونات السكان البحرينيين وغير البحرينيين في عموم البحرين، وجزيرة المحرق ومدينتها، حيث استحوذ المواطنون على 74 ألفًا بحصة 82.3 %، وكان نصيب الوافدين نحو 16 ألفًا أي بنصيب بلغ 17.7 % وأتى معظم غير البحرينيين من إيران بنسبة 8.4 %، ثم الهند بنسبة 1.6 % وسلطنة عمان وآخرين بنحو 1 %، واستقطبت جزيرة المحرق 23.8 % من إجمالي السكان بغالبية مطلقة للمواطنين. وكان مجموع عدد البيوت في المنامة والمحرق والحد ومدن وقرى أخرى 4.6 و3.3 و0.8 و5.7 ألفًا على التوالي. وفقًا لكتيب تفاصيل أعداد السكان للأعوام 1941 - 1965، من التعداد الأول لعام 1941م، والثاني للعام 1950م، والثالث للعام 1959م والتعداد الرابع لسكان البحرين للعام 1965م: مقارنة ودراسة وتحليلاً موجزًا، حكومة البحرين، دائرة المالية، مكتب الإحصاء، 1969م.
وفي تعليقه على التعدادات التي أجريت في البحرين، يقول ك.ج.فينيلون المستشار الإحصائي “تعد البحرين حظيظة، إذ أجريت لها أربعة تعدادات خلال السنوات 1941م حتى 1965م وأبرزت هذه التعدادات ثروة من المعلومات الديموغرافية”.