+A
A-

“البلاد” تتابع من القاهرة فعاليات اليوبيل الذهبي لاتحاد منظمات التدريب

  • لا‭ ‬خوف‭ ‬مطلقا‭ ‬من‭ ‬الذكاء‭ ‬الصناعي‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬تطويعه‭ ‬إيجابا‭ ‬

  • المؤتمر‭ ‬يؤكد‭ ‬استفادة‭ ‬نشاط‭ ‬التدريب‭ ‬من‭ ‬التقنيات‭ ‬المستجدة‭ ‬

 

بمشاركة بحرينية واسعة، افتتح بالقاهرة، أمس الاثنين، مؤتمر الاتحاد الدولي لمنظمات التدريب والتنمية، الذي يحتفل بمرور 50 عاما على إنشائه، ما يمثل حدثا استثنائيا في تاريخ الاتحاد.
وشارك في المؤتمر رئيس مجلس إدارة مؤسسة “البلاد” الإعلامية وزير العمل السابق عبدالنبي الشعلة، ضمن وفد البحرين، برئاسة رئيس جمعية البحرين للتنمية أحمد البناء. وقال رئيس شركة تيم مصر المنظمة للمؤتمر، حلمي سلام، إن احتفال الاتحاد الخاص باليوبيل الذهبي لـ “IFTDO” يذكّر بتاريخ طويل مع هذه المنظمة الدولية الرائعة منذ انضمامه إليها العام 1990.
وتابع: يقام اليوبيل الذهبي (50 عاما) تحت عنوان “إعادة تصميم المستقبل” في نفس مدينة القاهرة، حيث إن هذا الموضوع يستحق إعادة النظر بعد أكثر من 27 عاما؛ لمناقشة واكتشاف التغييرات الضخمة التي حدثت، وما هو متوقع حدوثها حولنا، وتأثيرها على جميع جوانب حياتنا، خصوصا صناعة تحضير الموارد البشرية والتدريب والتطوير.
وأضاف: نحن نعيش في عالم ديناميكي للغاية، إذ ولدت هذه التغييرات تأثيرا جذريا وعميقا على العديد من قيمنا وثقافاتنا وأسلوب حياتنا وأعمالنا وتعليمنا وحضارتنا بأكملها.
وطالب بتخصيص بعض الوقت للتفكير التحليلي العميق بشأن كيفية الاستفادة بشكل أفضل من هذه التغييرات، وتجنب التأثيرات السلبية الضارة لها.
الذكاء الاصطناعي
وأعلن أستاذ التدريب الرقمي بجامعة اتاباسكا الكندية محمد علي إعلان القاهرة بشأن مستقبل التدريب مع التقنيات الناشئة والذكاء الاصطناعي.
وتابع في كلمته بالمؤتمر: ذكر تقرير لليونسكو (2021) أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على معالجة بعض أكبر التحديات في التعليم اليوم، عبر ابتكار التدريس والتعلم، والمساعدة في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDG 4). وبالمثل، فإن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على ابتكار التدريب لتحسين المعرفة والمهارات في مكان العمل.
وأكد تمتع أنظمة الذكاء الاصطناعي بالقدرة على اكتساب ومعالجة وإنشاء وتطبيق المعرفة، الموجودة في شكل نموذج، لأداء مهمة أو أكثر معينة. ومع ذلك، يجب تصميم الأنظمة بشكل صحيح وأخلاقي حتى تفيد البشر.
وأوضح أنه في التدريب، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تكييف مواد التعلم؛ لتلبي احتياجات المتعلمين الفرديين. وباستخدام البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء، سيستخدم النظام التعلم الآلي لتكوين ملف تعريف للمتعلم، وبناء على الملف الشخصي سيقوم النظام بتكييف مواد التعلم للمتعلم الفردي، واتخاذ التنبؤات والتوصيات والقرارات بشأن الخطوات التالية في عملية التعلم. ولفت إلى أنه يمكن أن يعتمد التدريب للمتعلمين الفرديين على تفضيلات المتعلم ومستوى المعرفة الحالي واحتياجات التدريب. ولدعم المتعلم، يمكن للمدرب إنشاء روبوتات محادثة للمتعلمين للوصول إليها في أي وقت ومن أي مكان.


وذكر أن الروبوتات هي تقنية ناشئة أخرى لديها القدرة على إحداث ثورة في التدريب، ويمكن استخدام الروبوتات لتوفير التدريب العملي في مجموعة متنوعة من المهام، مثل اللحام والجراحة والتجميع، كما يمكن أيضا استخدامها لمحاكاة سيناريوهات العالم الحقيقي، مثل الكوارث الطبيعية أو حوادث مكان العمل.
وأيضا يمكن أن يساعد هذا المتعلمين في تطوير المهارات والمعرفة التي يحتاجون إليها للنجاح في مكان العمل.
إنترنت الأشياء
أما إنترنت الأشياء (IoT) فهو شبكة من الكائنات المادية المضمنة في أجهزة الاستشعار والبرامج التي يمكنها الاتصال وتبادل البيانات عبر الإنترنت، فيمكن استخدام أجهزة إنترنت الأشياء لجمع البيانات حول بيئة التعلم، مثل درجة الحرارة والرطوبة ومستويات الضوضاء. ويمكن بعد ذلك استخدام هذه البيانات لتحسين تجربة التعلم للطلاب. على سبيل المثال، إذا كانت درجة الحرارة في الفصل الدراسي مرتفعة للغاية، فيمكن لنظام إنترنت الأشياء ضبط منظم الحرارة تلقائيا.
وأشار الأستاذ بجامعة دون الهندية مركز السياسات العامة افيناش شاندرا، إلى أنه بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس المنظمة الدولية للتنمية والتدريب (IFTDO)، وإلقاء نظرة على رحلتها المضيئة والرائعة التي استمرت 50 عاما، هناك العديد من الإنجازات الرائعة التي أوصلتنا إلى هذه المناسبة الجليلة. 
وتابع: لقد كانت أخبارنا على مدار نصف قرن في طليعة تشكيل مشهد التعلم والنمو المهني، بمثابة منارة للبصيرة والإلهام والتمكين لعدد لا يحصى من الأفراد والمنظمات في جميع أنحاء العالم.
50 عاما 
واستطرد شاندرا في كلمته بالمؤتمر: شهدنا بالعقود الخمسة الماضية تحولات عميقة في مجال التدريب والتطوير، بدءا من ظهور تقنيات التعلم الرقمي إلى ظهور مناهج وأساليب تربوية جديدة. وأثناء رحلتها التي لا تنسى، حدثت بعض الأحداث التي غيرت الحياة، ولعبت دورا تحوليا في مجال التدريب والتطوير. 
وأضاف: في المؤتمر العالمي السادس للمنظمة الدولية للتنمية والتدريب (IFTDO)، الذي عقد في مدينة مكسيكو بالمكسيك من 2 إلى 6 أكتوبر 1977، كانت النتيجة المهمة جدا هي أن رئيس المكسيك خوسيه لوبيز بورتيلو، أرسل مقترحات تعديلات إلى القمة والنواب، والتي قامت بإصلاح الدستور عبر إصدار مرسوم ينص على أن التدريب والتطوير حق اجتماعي للعمال. ولفت المؤتمر الانتباه الوطني إلى موضوع التدريب والتطوير ورفع مستوى التدريب والتطوير إلى المستوى الوطني.
أما في المؤتمر العالمي السابع، الذي عقد في الولايات المتحدة، فحدد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك جيمس بوكهالا، في خطابه الختامي، جهود الأمم المتحدة الجديدة لتحقيق التنمية البشرية المثالية في برامج التعاون الاقتصادي الدولي الخاصة بهم، بما في ذلك تطوير مزيد من القوى العاملة المتوسطة المستوى، المساواة في الفرص للمرأة، تحسين ظروف المعيشة والعمل للفقراء في المناطق الريفية، وتعزيز التعليم والتخطيط للقوى العاملة.
وللمرة الأولى في تاريخ المنظمة الدولية للتنمية والتدريب (IFTDO)، في العام 2002، خاطب رئيسا وزراء البحرين وماليزيا المندوبين، وحضر رئيس وزراء البحرين سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، (رحمه الله)، ومهاتير محمد من ماليزيا، المؤتمر، كما افتتح دوق إدنبرة الأمير فيليب، المؤتمر الثامن عشر في لندن في يوليو 1989.
وأكد المتحدث أن لمصر مساهمة كبيرة في الرحلة المضيئة للمنظمة الدولية للتنمية والتدريب (IFTDO)، حيث استضافت مؤتمر المنظمة الدولية للتنمية والتدريب (IFTDO) سابقا في العامين 1996 و2005، والآن هذه المرة الثالثة التي تستضيف فيها مصر المؤتمر للعام 2024.