+A
A-

3 مليارات دولار إيـرادات الـذكــاء الاصطنــاعــي فــي السعــوديـــة

 الذكاء الاصطناعي والاستثمار في تكنولوجيا المعلومات ومجالاته وبناه التحتية أصبح حديث الناس والشغل الشاغل للدول والمؤسسات والأفراد، وبلغت قيمة سوق الذكاء الاصطناعي العالمي في العام 2023، 196.6 مليار دولار، وهناك إشارات تؤكد توسعة بمعدل نمو سنوي مركب 37.3 % حتى نهاية العقد، أي أنه مرشح لتحقيق أكثر من 1.8 تريليون دولار بحلول العام 2030.
في حين بلغت قيمة سوق الذكاء الاصطناعي في السعودية 3.1 مليارات دولار في العام 2023، ومن المتوقع أن ينمو القطاع بمعدل نمو سنوي مركب قدره 42.6 % بين العامين 2024 و2030، ويلاقي القطاع دعماً من تطوير التقنيات المتقدمة، وابتكارات عمالقة التكنولوجيا في قطاعات الصناعة، والسيارات، والرعاية الصحية، وتجارة التجزئة، والتمويل.


وصُنفت المملكة العربية السعودية ضمن أوائل دول العالم في تطوير استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، حسبما أعلن مؤشر جامعة ستانفورد الدولي للذكاء الاصطناعي 2024 الصادر مؤخراً الذي يُعد مصدرًا شاملاً لواضعي السياسات والباحثين والمتخصصين في الصناعة لفهم الوضع الحالي للذكاء الاصطناعي والاتجاهات المستقبلية بشكل أفضل.
ويتماشى هذا المستوى المتقدم مع توجه المملكة العربية السعودية نحو الاستفادة من تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي في ظل توجيه ودعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، للاستفادة من استخدامات هذه التقنيات الفعّالة والعميقة من أجل خدمة البشرية مع وضع إطارٍ عالمي يدعم التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويؤكد ذلك المستوى الذي وصلت إليه المملكة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي نجاح مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي يرتبط الذكاء الاصطناعي بها بنسبة 70 في المئة بشكل مباشر والباقي بشكل غير مباشر، من أجل أن تتبوأ المملكة مكانة متميزة في المؤشرات العالمية بمختلف المجالات ومنها مجال الذكاء الاصطناعي الذي تقوده سدايا منذ إنشائها العام 2019، بوصفها الجهة المختصة بالبيانات (بما في ذلك البيانات الضخمة) والذكاء الاصطناعي والمرجع الوطني في كل ما يتعلق بهما من تنظيم وتطوير وتعامل.
وتتكامل هذه الخطوة مع ما حققته المملكة العام 2023 حينما نالت المركز الأول عالميًا في مؤشر الإستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي، وهو أحد مؤشرات التصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي الصادر عن “Tortoise Intelligence” الذي يقيس أكثر من 60 دولة في العالم، إلى جانب ما حققته المملكة بحصولها على المركز الثاني عالميًا في مجال الوعي المجتمعي بالذكاء الاصطناعي وفقاً لمؤشر جامعة ستانفورد الدولي للذكاء الاصطناعي 2023.
وتستعد مراكز البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتصبح أصولًا أكثر أهمية في القطاع العقاري، حيث تشير عمليات الاستحواذ المتسارعة إلى تعطش المستثمرين للأصول العقارية المرتبطة بالتكنولوجيا، وتستفيد هذه الاستثمارات من قوة الطلب على الخدمات التقنية، والبنية التحتية الداعمة، والتي تحفز السباق على بنائها وإدارتها أو تملكها، وأبرز مثال على ذلك، مراكز البيانات اليابانية، التي باتت هدفاً ساخناً لصناديق الاستثمار العقاري في سنغافورة، حيث يعمل مديرو الأصول في الوقت الجاري على زيادة تعرضهم للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، وهذا الأمر ربما يكون مسؤولاً عن تحديد البوصلة القادمة لمزيد من المستثمرين العقاريين ليحذوا حذوها.
وتتميز سوق الذكاء الاصطناعي بمستوى عالٍ من أنشطة الاندماج والاستحواذ، ويرجع ذلك إلى رغبة كبار اللاعبين في الوصول إلى التقنيات والمواهب الجديدة، وتعتبر الحالة اليابانية السنغافورية مثلاً صارخاً على الاستحواذات في المنطقة الآسيوية، ففي مارس الماضي، وقعت شركة كيبل لإدارة الأصول في سنغافورة اتفاقية مع شركة العقارات اليابانية ميتسوي فودوسان، لاستكشاف فرص تطوير مراكز البيانات والاستثمار في اليابان وجنوب شرق آسيا، والفكرة الأساسية هي رغبة المستثمرين في زيادة التعرض لمراكز البيانات، من خلال الاستحواذ على البنية التحتية التي تدعم اتجاهات التكنولوجيا الجديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والجيل الخامس والحوسبة المتطورة، حيث تمثل هذه الصفقات أكبر تحول في صناعة مراكز البيانات.