العدد 5629
الأربعاء 13 مارس 2024
banner
المسلسلات الخليجية.. سلعة تجارية ومن أخطر قضايا العصر
الأربعاء 13 مارس 2024

كل ما يعرض من دراما خليجية خلال هذه الأيام المباركة، موجة سهلة ساذجة ومستهلكة وقصص بعيدة كل البعد عن حياة دول الخليج وشخصياتها الاجتماعية، وكل مؤلف وكاتب يخيل إليك أنه يستطيع أن يكسو الفكرة لحما دوما بحيث تصبح أكثر إقناعا وتأثيرا، لكن في النهاية يكتشف المشاهد أنه أمام لغة درامية لا تحترم وجوده وعقله، وضحكات جوفاء مع حركات و"قفشات كوميدية مبتذلة"، وقصص سطحية تحشى بكل توابل الثرثرة التجارية ومشاهد عري لا مبرر لها.

خلال السنوات الخمس الماضية – تقريبا - خرجت المسلسلات الخليجية التي تعرض في شهر رمضان المبارك، عن القيم الراسخة في المجتمع، مسلسلات ليست بها فكرة وهدف وغاية أساسية، وصنعت من أجل المتاجرة والشهرة الفارغة على حساب الفن والذوق والمبادئ والأخلاق، والعنوان الأبرز والأعم هو إصرار بعض أعمدة الفن وأصحاب الخبرة والتاريخ على التواجد في مثل هذه الأعمال المبتذلة الرخيصة، بعد أن كانوا في وقت من الأوقات يرفعون شعار دور الدراما في الوعي والتوجيه والتعليم.

كل شيء اختلف في المسلسلات الخليجية، والنصوص الجيدة ذات الهدف دفعت إلى زوايا النسيان، وأتحدى أي شخص من الوسط الفني أو خارجه أن يشير إلى مسلسل خليجي واحد.. واحد فقط لا غير - ظل عالقا في ذاكرة المشاهد الخليجي شهرا واحدا بعد انتهاء عرضه. ما هو المسلسل الذي ترك تأثيره على المشاهد بانسجامه الفكري والفني ودرجة الإبداع. قد يكون المخرج مبدعا وله أدواته ووسائله ورؤيته، لكن مشكلتنا الأساسية في الوثيقة الفكرية ونعني بها النص المتكامل بمفاهيمه وقيمه وطريقة معالجته، حتى أن الكثير من المسلسلات الخليجية تكون عاجزة عن تقديم ذروة حقيقية من خلال تطور الأحداث في نهاية كل حلقة، وعلى هذا الأساس تكون الحبكة ضعيفة المستوى.

للأسف تحولت المسلسلات الخليجية إلى سلعة تجارية رخيصة وأصبحت من أخطر قضايا العصر.

كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .