إذ يسود بين أفراد المجتمع نوع من السلبية واللامبالاة، وتنعكس هذه الظاهرة على كثير من الأمور، حيث يكاد ينعدم اتجاه الأفراد نحو الشراكة المجتمعية، أو تنمية المعلومات أو رفع المستوى الثقافي لأنفسهم، وكان من الطبيعي أن ينعكس الأثر السلبي لهذه الظاهرة على كل مشهد.
قبل أيام قليلة قام أحد المستهترين برمي عقب سيجارة في حاوية القمامة بمجمعنا 802 بمدينة عيسى، ودقائق حتى اشتعلت الحاوية، وأخطر ما في الموضوع وجود محطة فرعية للكهرباء، ولولا ستر الله ومرور اثنين من الجالية الآسيوية قاما بإخماد الحريق لحصل ما لا يحمد عقباه، وتحول مجمعنا إلى أرض محروقة بالظلام.
وخلال تواجدي في موقع الحادث اكتشفت عن طريق الصدفة أن غطاء عمود الإنارة الملاصق للحاوية مفتوح والأسلاك مكشوفة، وهو ما يشكل خطرا على سلامة المواطنين، خصوصا الأطفال الذين يلعبون بصورة يومية في هذا الشارع. شعرت حينها بتعاقب المصائب على مجمعنا، واتصلت في الحال بالعضو البلدي عبدالله دراج وأخبرته عن حادث حريق الحاوية والأسلاك المكشوفة، وبالفعل تجاوب معنا، وبعد فترة وجيزة تم وضع غطاء على الأسلاك.
ما أريد قوله.. إن الموقع الذي يشغله المواطن والمقيم في الشراكة المجتمعية ونظام التعاون مهم جدا، وكثيرة هي الأسباب التي تعزز هذا الاتجاه، منها أمنه وسلامته، فالجميع في مركز المسؤولية وحمل الأمانة، المواطن والمقيم، وينبغي من أي أحد يشاهد عمود إنارة بدون غطاء أن يبلغ الجهات المختصة ولا ينتظر صديقا يؤثر على عقله ويغير اتجاهه ويرشده إلى جادة الصواب، فقد يقود هذا التجاهل والإهمال إلى خطر مميت يزهق الأرواح، يفترض أن نعطي اهتماما خاصا لكل شيء يحتاج إلى صيانة أو التفاتة في الأحياء، وأن نبلغ الجهات المختصة، وهذا لا يعفي الجهة المختصة من تشكيل فريق مختص يقوم بجولات تفقدية بين فترة وأخرى.
* كاتب بحريني